أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامران جرجيس - تكريم المسنين في اليابان وتحويل الانسان الى الارقام في سوريا














المزيد.....

تكريم المسنين في اليابان وتحويل الانسان الى الارقام في سوريا


كامران جرجيس

الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 17:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



قرأت في أحد الصحف الدنماركية خبرا يقول أن أعداد المسنين في اليابان الذين تجاوزت أعمارهم مائة سنة وصل هذا العام الى 30,379 شخص وإن اليابان التي أحتفلت مؤخرا بعيدها الوطني تفكر في إيجاد هدية اخرى بدلا من الهدية التقليدية الحالية التي هي على شكل صحن نحاسي تمنحها سنويا لليابانيين الذين اكملوا مائة عام تكريما لجهودهم في خدمة المجتمع.
قرار وزارة الصحة اليابانية التي تراعي شؤون المسنين حول إمكانية تغيير نوع الهدية يأتي بسبب زيادة الكلفة الاجمالية للهدايا على الوزارة نتيجة تزايد في اعداد الشريحة المذكورة من المواطنين. علما أن عدد اليابانيين الذين احتفلوا بعيد ميلادهم المائة في 1963 كان 163 ياباني فقط. وان أحياء المناسبة في هذا العام سُيكلف الوزارة اليابانية مبلغ 14 مليون كرون دنماركي.
لم يدهشني خبر تكريم المسنين في بلد متطور وديمقراطي وامن كاليابان بقدر حزني على مأساة الهجرة الى بلاد المهجر لاعداد غير مسبوقة من السوريين والعراقيين والافغانيين والاريتيريين أملا بالحصول على حياة اكثر رغدا وامنا. ترك وطن الام وشد الرحال نحو المهجر ليس سهلاُ. ليس بإمر يسير ان يتأقلم الانسان مع بيئة اجتماعية وثقافية جديدة وأن يطوي صفحة الماضي ويبدء حياته من جديد. ليس سهلا ايضا على وطن الام أن يرى أبنائه يرحلون ويُترك وحيدا- علاقة الانسان بالوطن علاقة روحية وتكاملية لاقيمة للانسان بدون الارض والوطن ولامعنى للوطن دون انسان لكن عندما يتحول الوطن ومقدراته وثرواته الى ملك عائلي والى رهينة بيد نظام سياسي ،مضى عهده، يتحول الوطن الى سجن كبير لايرى الانسان فيه بارقة أمل غير اليأس والرحيل.
لم يترك اليابانيون بلدهم وحيدا بعد هزيمته في الحرب العالمية الثانية لان البلد أستخلص الدروس والتجربة من الحرب ولم يتحول الى سجن كبير أو الى ملك للامبراطور- بل اليابان بفضل تدشين علاقة المواطنة المتينة والصحية والعمل الدؤوب والمتواصل لأبنائها اصبحت اليابان التي نعرفها اليوم، ذات الوزن والدور في العالم.
في اليابان لم يتحول الانسان الى أرقام كما في البلاد العربية. ما من يوم يمضي في هذه الايام دون أن نسمع أو نقرأ خبرا حول مصرع عدد من المهاجرين خاصة السوريين غرقا في البحر او خبرا اخرا حول اعداد النازحين السوريين في لبنان وتركيا والاردن التي تجاوزت الملايين.
لا احد يرغب ان يرى بلده يتحول الى ساحة لتقسيم الغنائم والنفوذ وأن يرى النسيج الاجتماعي والثقافي لبلده يصيبه نزيف حاد. لا أحد يرغب أن يترك بلده وأن يضع حياته وحياة اطفاله في أيدي المهربين لو ان حياته وكرامته في بلده الام كانت مضمونة ومصانة.
تداعايات الهجرة على مستقبل سوريا، إن كانت لها مستفبل ككيان موحد، ستكون في غاية الخطورة لان الحرب لابد ان تنتهي يوما وان البلد لابد ان يُبنى من جديد- لكن البلد يُبنى على أكتاف أبنائه المخلصين القادرين. كم من سنوات تحتاجها سوريا حتى تعوض الكم الهائل من السوريين ،من مختلف الاختصاصات، الذين تركوا سوريا وربما الى الابد؟.....



#كامران_جرجيس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحشد الشعبي..... والاحتجاجات المنادية بالاصلاح ومحاربة الفس ...
- الجامع والجامعة
- هل ان الرئيس مسعود البارزاني ضرورة وطنية كردية ؟
- في يوم عيد المرأة
- أيهما أخطر جيش داعش أم جيش الأستاذة؟
- مؤتمر باريس وعودة الرجل الابيض
- مصر الى أين ؟ بعد فوز السيسي وسقوط جماعة الاخوان
- ينتابني شعور بالخيبة.....


المزيد.....




- فيديو للحظة استهداف مبنى وزارة الدفاع السورية على الهواء مبا ...
- مباشر: ضربات إسرائيلية في دمشق وارتفاع حصيلة أعمال العنف في ...
- إسرائيل تُنفذ غارات عنيفة على دمشق.. ووزير دفاعها: بدأت -الض ...
- كلوب يُعلق على صفقة فيرتز: لاعب استثنائي ومركز هو التحدي!
- لا أمطار في العراق.. الجفاف يضرب البلاد ورائحة حقول أرز العن ...
- خامنئي : إسرائيل هدفت خلال الحرب إلى إسقاط النظام وإيران مست ...
- مهندس سابق في -أوبن إيه آي- يكشف عن أسرار العمل بها
- ما قصة الشبح واللون الأصفر اللذين يظهران في شعار سناب شات؟
- روسيا تتهم أوروبا بممارسات عسكرية عدوانية وتلمح مجددا للخيار ...
- خط الدفاع الأول في كشف انتهاكات قوانين الحرب


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامران جرجيس - تكريم المسنين في اليابان وتحويل الانسان الى الارقام في سوريا