أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال حمد - حزب السلطة سابقاً لم يستفد من هزيمته















المزيد.....

حزب السلطة سابقاً لم يستفد من هزيمته


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1535 - 2006 / 4 / 29 - 11:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


أصبح من الواضح ان حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح التي كانت حتى فوز حماس بالانتخابات التشريعية مؤخرا والتي مازالت تخضع لسيطرة وهيمنة رجالات اوسلو وسلام الشجعان لم تستفد كثيرا ولم تتعلم من تجربتها الفاشلة والعقيمة في عملية سلام اوسلو. وبدلا من مراجعة حساباتها ودراسة أسباب فشلها وبالمقابل نجاح حماس والعمل على تحسين وضع الحركة الفلسطينية التاريخية التي قادت النضال الفلسطيني بحلوه ومره لخمسين عاما. نرى ان القائمين على هذه الحركة ومعهم كوادر وعناصر متعصبة لفتح ،لا ترى غيرها في المشهد الفلسطيني ، نراهم منذ عدة أسابيع يقومون بشن الحملات على حماس وكذلك على حكومتها. وقد أحسنوا استغلال خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مخيم اليرموك قرب دمشق، أحسن استغلال ووظفوه لإعادة انطلاق الحملة على حماس وحكومتها وقيادتها.

كمراقب لا علاقة له بمشعل او عباس ولا بفتح أو حماس ومن بعيد أقول انني لم ولا أرى في خطاب خالد مشعل لا فتنة ولا جريمة.. لكن يستطيع كل من له حساباته الخاصة ان يوظف الخطاب لاستعماله واستغلاله حسب مصلحته ودعايته. لقد قال الرجل الذي كان يجب ان يقال منذ زمن طويل ونحن نضيف عليه انه يجب فعلا محاسبة الفاسدين والمخربين ماليا وسياسياً كذلك. ويجب أيضا ذكر الوطنيين والشرفاء في فتح عند ذكر الفاسدين.ثم ان الذي ينتفض ضد تصريحات قادة حماس بينما قيادته تنسق مع أعداء فلسطين وغير محبيها لإسقاط حكومة وطنية انتخبها الشعب الفلسطيني يجب محاسبته ولجمه وعزله والإشارة إليه بوضوح. وعلى الذي يغار على كرامة رؤساءه وقياداته الطلب منهم أولا المحافظة على الكرامة والوطن ثم محاسبة الآخرين على أقوالهم.

نقول للذين يقولون ان خطاب مشعل جاء من سوريا وهذه الأخيرة لا تذكرهم سوى بتل الزعتر وبجبهة الرفض وبالفصائل العشرة وبالاعتقال السياسي وبالتعذيب وبالقمع وبالانشقاق أن نصف او أكثر من نصف شهداء منظمة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية هم من السوريين كما وهناك آلاف الشهداء الفلسطينيين من مخيمات سوريا وبالذات مخيم اليرموك حيث كان يخطب خالد مشعل. وبأن الرئيس العربي الوحيد الذي قال ان ياسر عرفات قُتل هو بشار الأسد. أما حكاية الدم الفلسطيني في تل الزعتر فالموقف السوري كان فعلا مع الطرف الذي حاصر وذبح تل الزعتر. لكن للعملة وجهان دائما وعلى هؤلاء مراجعة كتب التاريخ الحديثة ومعرفة موقف القيادة الفلسطينية ورئاسة م ت ف وفتح من عملية فك الحصار عن مخيم تل الزعتر لأن موقف تلك القيادة كان أيضا سببا في عدم فك الحصار ومن ثم حدوث مذابح مخيم تل الزعتر.

إذا كان الوجود في سوريا العربية الدولة الوحيدة التي لازالت تقول لا لأمريكا وإسرائيل.. إذا كان برأيكم يعني انتقاصا للفصائل الفلسطينية من وطنيتها فماذا نقول عن الذين ينسقون مع الصهاينة والأمريكان والأنظمة العربية المطبعة والتي تقيم علاقات كاملة وتنسيق امني مع الاحتلال الصهيوني. وتحمي حدود فلسطين المحتلة وتلفق التهم للمقاومة الفلسطينية.. وماذا نقول عن سياسة فتح ورئيس السلطة الفلسطينية بالذات محمود عباس التي أوصلتنا الى الحضيض؟. ياسة عباس هي بكل المقاييس امتداد طبيعي لسياسة المرحوم عرفات والتي أقرتها لجنة فتح المركزية سواء بالتوقيع عليها او بالصمت عنها وغض النظر والعمل بها كما هي.

ماذا نسمي الحملة الفتحاوية المنظمة على حركة حماس وحكومتها لإجبارهم على السير على خطى فتح وحكوماتها السابقة الفاشلة والفاسدة والتي جزأت الأرض وضيعت الوطن وحجمت النضال وقزمت القضية وصغرت معاني الانتماء لفلسطين. وجعلت معيار الوطنية والالتزام بالثوابت الفلسطينية هو معيار الالتزام باوسلو وشقيقاتها. كما غيبت ولا تزال تغيب م ت ف ولا يوجد لديها نية لإصلاحها وإعادة دورها أو الاحتكام للانتخابات والحوار الوطني الجاد لإعادة دور المنظمة الفاعل لا الدور الذي يستعمله أبو مازن ومن معه للقدرة على التحدث باسم الشعب الفلسطيني ومفاوضة الإسرائيليين بدون الأخذ برأي الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

حصل ان كنت حاضرا في مركز نوبل للسلام بالعاصمة النرويجية اوسلو حيث ألقى رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن محاضرة عبر فيها بكل وضوح عن رغبته الجامحة ببدء حوار ومفاوضات مع الإسرائيليين وقال ذلك بصفته رئيس م ت ف والسلطة. وكان خلال الخطاب وقبله طالب بدفع الأموال للفلسطينيين عبر مكتبه بصفته رئيس السلطة الفلسطينية ، وفي هذا خرق للقوانين الفلسطينية التي ناضل طويلا ابو مازن ومن خلفه وقف كل العالم ضد ياسر عرفات لسحب تلك الصلاحيات والأموال منه كرئيس للسلطة. ويومها كان أبو مازن رئيسا لوزراء حكومة غير محاصرة وغير محاربة ، مرحب بها من جميع الذين يريدون الخلاص من قضية الفلسطيني. يعني كان كما هو اليوم إسماعيل هنية رئيس لوزراء ولحكومة، لكن الفرق بينهما ان الأول دعمه العالم كله بينما الثاني يرأس حكومة محاصرة ومحاربة فقط لأنها تلتزم بالمعيار الوطني الفلسطيني السليم ولا تقدم التنازلات على طبق من ذهب للاحتلال وأعوانه. وبرأينا أن الذي ينقصها هو المناداة بإعادة بناء وإصلاح م ت ف بالحوار وبالانتخابات لكي تضم الجميع وتصبح مرجعية حقيقة وصالحة لها وللجميع.

المؤلم والجارح في خطاب فتح واستعراضاتها للقوة العسكرية في غزة التي تعيش في فوضى كبيرة حيث لا حكومة ولا رئاسة ولا سلطة ولا فتح ولا حماس ولا أي فصيل يستطيع الإمساك بالأمور. أن فتح بدلا من احتجاجها على حصار شعب وإغلاق الضفة والقطاع وتجويع السكان وقطع المساعدات من اجل تركيع الحكومة الفلسطينية حتى قبل ان تعلن تشكيلتها. تقوم أغلبية حركة فتح إلا القليل من قادتها وكوادرها وأعضائها أيضا بوضع الشروط والتهديدات. ما هي الشروط الفتحاوية والعباسية لحماس وهنية ؟ الاعتراف بإسرائيل وبدأ التفاوض معها والالتزام باوسلو وما تلاها وكأن تلك الاتفاقيات تعتبر إنجازات وطنية يجب ان نضعها مكان الميثاق الوطني وحتى مكان القرآن الكريم وانجيل عيسى عليه السلام.

على الضفة الأخرى ومقابل تزمت وتعنت فتح نجد من قبل حماس أيضا بعض من المتعصبين والمتزمتين الذين يحقدون أيضا على فتح، ومنهم من لا يستعمل العقل في رده عليها. وخير مثال على ذلك ما نشره مركز الإعلام الفلسطيني مؤخراً. ملصق غير مقبول وضعت فيه صور أبو مازن ، محمد دحلان ، المشهرواي ، ابو شباك وجبريل الرجوب وكتب قربها : الموت قادم .. هل هكذا يريد الأخوة في حماس حل الخلافات ومحاربة الفساد ؟ .

مع قناعتنا بوجوب المحاسبة في فلسطين عبر القضاء والقانون ومجلس الشعب ، لا يجوز التهديد بالقتل فهذا كلام مرفوض ومنطق غبر مقبول. لأن الإنسان الفلسطيني حين ينظر لما تشهده الساحة الفلسطينية من انحطاط وطني يتمثل بأعمال مثل هذه وتلك ، وكذلك بمواقف الذين لم ولا يرضوا أو يتقبلوا الهزيمة بل يواصلون التحريض على حماس نتيجة كره لحماس وعداء شديد لها لأنها استطاعت ان تسحب البساط من تحت أقدام فتح وتحتل المكان الأول وتصبح العامود الفقري الجديد للجسد الفلسطيني. وحين يرى المرء مدى تلك الكراهية والحقد يصاب بحب بعض حماس مع انه قد يكون من قوم عيسى او لا يصوم ولا يصلي ولا يعترف بأي دين. ويصاب أيضا بالصدمة من فتح التي عليها تقبل الهزيمة وفتح باب التنظيف والتعزيل داخلها. إذ مطلوب منها إعادة ترتيب البيت الفتحاوي على أسس وطنية واضحة فإما ان تكون فتح لازالت ملتزمة بمبادئها التأسيسية وقمصان شهداءها أو تكون تخلت عنهم نهائيا. وهنا يصح القول انتهت مرحلة وبدأت مرحلة جديدة، يتوجب فيها على فتح أن تدعو لمؤتمر حركي يحسم مصيرها ويبت في استمراريتها او إعادة تسميتها او عزل قيادتها ووضع قيادة بديلة ، او المجيء بجيل جديد سواء كان من جيل سلام الشجعان او من جيل الوفاء للشهداء والعودة للينابيع الفتحاوية. أو إعادة التمسك بالقيادة الموجودة وتقديم برنامج وطني سياسي واضح وحاسم لا غبار عليه ولا لبس فيه، لأن فتح اليوم بلا برنامج وبلا قيادة جماعية وبلا توجهات وبلا رأس بل برؤوس وبلا وجه بل بوجوه .. وفي الختام على فتح أيضا ان تدرك ان الذي يلعب بالنار يحرق أصابعه ، وأن تتذكر أن قوى عظمى كالاتحاد السوفيتي زالت ولم يعد يتذكرها أحد سوى بالصدفة ..



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاطعوا الأرسنال ، قاطعوا الاحتلال
- يد الإرهاب تختطف الزميلة أطوار بهجت
- البيت الفلسطيني يتسع للجميع .. لكن
- حماس كسبت الشعب وتخطت أول امتحان
- مخيم عين الحلوة ... جمل المحامل
- شعب فلسطين في الضفة والقطاع يحررهما من الفساد والظلام .. فمت ...
- وداعاً سنة 2005 ، سلاماً سمير 2006
- مؤسسات ( م ت ف) بين - الأوسلة- و -العبسلة- ...
- مات الملك عاش الملك
- كارين لينستاد مناصرة لفلسطين أم عميلة للموساد ؟
- وداعاً سوزان سونتاج
- ليس دفاعا عن نايف حواتمة
- ريم بنا وكاري بريمنيس
- الفنان سامي حواط يحط رحاله في اوسلو
- نون ، ألف ، باء ، لام و سين .. نابلس جبل نار فلسطين
- كأس النرويج
- عار في غزة
- نم يا محمد
- لم يعد لارسن صديقاً...
- عائلة كورنيف اليهودية


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال حمد - حزب السلطة سابقاً لم يستفد من هزيمته