أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال حمد - كارين لينستاد مناصرة لفلسطين أم عميلة للموساد ؟















المزيد.....

كارين لينستاد مناصرة لفلسطين أم عميلة للموساد ؟


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتاب نرويجي جديد عن الشرق الأوسط " في الحرب والدبلوماسية -Krig og diplomati "

في أحدث الكتب الصادرة في النرويج عن القضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط،وكذلك عن الدور النرويجي في المنطقة، كشف الصحافي النرويجي المخضرم والخبير في شئون الشرق الأوسط السيد " أوود كارشتين تفايتOdd K Tveit" وهو بالمناسبة كبير مراسلي المحطة التلفزيونية الرسمية النرويجية "أنيركو- NRK" في فلسطين وجوارها من بلاد الطوق ، أن للنرويج حكومات وأفراد يدا في القضية وضلوعا في الصراع بأشكال مختلفة ومتفاوتة.

ففي كتابه الجديد " في الحرب والدبلوماسية -Krig og diplomati " والذي جاء فيه كثير من المعلومات الهامة والجديدة عن دور النرويج في النزاع العربي الصهيوني في الفترة ما بين 1978 و1996. حيث قدم تفايت صورة مفصلة عن الغزو والاحتلال الإسرائيلي للبنان، وجدير بالذكر انه كان واحدا من الصحافيين الأوروبيين القلائل الذين غطوا تلك الأحداث من خلال عمله كمراسل للتلفزيون والإذاعة في النرويج. كشف الكتاب عن جوانب خفية وجديدة للدبلوماسية النرويجية في الشرق الأوسط في حقبة الثمانينات. وهذا الكتاب ليس الأول للصحافي تفايت عن الصراع في الشرق الأوسط،إذ له عدة كتب منشورة نذكر منها كتابه عن مجزرة صبرا وشاتيلا وحصار بيروت وغزو لبنان، وكتاب آخر " كل شيء لأجل إسرائيل( Oslo - Jerusalem 1948-78-Alt for Israel ) صادر سنة 1996. ويتحدث عن سياسيين نرويجيين عملوا في خدمة الصهاينة وكيان إسرائيل. وكتاب آخر بعنوان " Annas hus: en beretning fra Stavanger til Jerusalem، بيت أننا: حكاية من ستافنغير إلى القدس" صادر سنة 2004. يروي الكتاب قصة مهاجرة نرويجية اسمها أننا سبافورد هاجرت إلى القدس سنة 1896 وكذلك عن تاريخ فلسطين والقدس من 1880 حتى 1948.

وللعلم فان الصحافي تفايت كان أجرى حوارا مطولا قبل حوالي ثلاث سنوات مع كاتب هذه السطور خصص لهذا الكتاب، حيث دار الحديث عن غزو لبنان وحصار بيروت ومجازر صبرا وشاتيلا التي شهدها الصحافي النرويجي بأم عينيه. كما يتحدث الكتاب عن محاولات اغتيال كان سينفذها فلسطينيون على الأراضي النرويجية انتقاما لاغتيال قادة فلسطينيين على أيدي الموساد وعملائه. وقد كانت عميلة الموساد سيلفيا رافائيل - Sylvia Rafael Schjødt" (أريكا تشامبرز) المتهمة بالاشتراك في اغتيال أبو حسن سلامة، قائد " أمن ال 17 " واحد قادة " منظمة أيلول الأسود التي نفذت عملية ميونيخ " في بيروت عام 1979)وزوجها النرويجي"أنوس شودت - Annæus Schjødt". هذا وكانت" سيلفيا رافائيل اليهودية الجنوب افريقية قد شاركت مع الموساد سنة 1973 في مدينة " ليليهامر– Lillehammer" الجبلية النرويجية في عملية اغتيال المغربي " أحمد بو شيخي-Ahmed Bouchiki" شبيه الأمير الأحمر، أبو حسن سلامة. وقد توفيت سيلفا رافائيل في التاسع من فبراير2005 عن 67 عاما بعد عناء مع مرض عضال ودفنت في بريتوريا بجنوب أفريقيا .

أهم ما جاء به الكتاب هو الحديث عن عميلة نرويجية للموساد اتهمها الكتاب بالمشاركة في تزويد الموساد بمعلومات عن القائد الفلسطيني الكبير خليل الوزير أبو جهاد الذي اغتيل على أيدي كوماندوس من الموساد الإسرائيلي في تونس ربيع 1988. وتبين أن المتهمة بكونها عميلة الموساد المفترضة و المذكورة في الكتاب هي الناشطة النرويجية السابقة ضمن لجنة فلسطين أو لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني "كارين لينستاد – Karin Linstad" زوجة الدكتور" تروند علي لينستاد – Trond Ali Linstad" الرئيس السابق للجنة فلسطين في النرويج، والذي خدم طبيبا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وكان شيوعيا ماوياً ثم اسلم متأثرا بثورة الإمام الخميني في إيران.

وأصبح بعد ذلك ومازال احد أهم قادة العمل الإسلامي في النرويج، حيث أسس مدرسة لتعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية،ولديه برنامج تلفزيوني أسبوعي مدته نصف ساعة في التلفزيون النرويجي يتحدث عن الإسلام والقضايا المصرية مثل قضية فلسطين، واذكر أن الدكتور علي لينستاد وضع البرنامج التلفزيوني المذكور تحت تصرف المؤسسات الفلسطينية في النرويج منذ سنة الانتفاضة الأولى وذلك من اجل أن يكون البث عن القضية الفلسطينية والانتفاضة وعن فلسطين. وقد عاد قبل عدة اشهر وقدم نفس العرض للمنظمة النرويجية الموحدة من اجل فلسطين كي تقوم بتقديم مواد إعلامية تخدم القضية الفلسطينية بالذات.

اعترف الدكتور علي لوسائل الإعلام المحلية أن زوجته كانت قبل نحو ثلاثين عاما سألته عن رأيه في حال قيامها بالعمل كعميلة في الموساد كي تتمكن من الحصول على معلومات تفيد الفلسطينيين فأجابها بأنه لا مانع لديه. وعاد وأكد ذلك مؤخرا في حديثه لوسائل الإعلام. كما أكد تروند علي لينستاد أن اعتراف زوجته بأنها كانت عميلة للموساد يجب ألا يساء فهمه من العرب والمسلمين، فقد خدعت الموساد وعملت لحساب الفلسطينيين والدليل على ذلك أن الموساد هو الذي يحاول فضحها اليوم انتقاما منها لأنه كان وراء المعلومات التي تضمنها الكتاب . كما لازال يردد ويؤكد أن زوجته مناصرة ومؤيدة للشعب الفلسطيني وأنها قدمت خدمات للقضية الفلسطينية.
لكن مؤلف الكتاب يدعي ان كارين لينستاد كانت عميلة للموساد ولجهات أخرى لم يحددها الكتاب بشكل صريح وواضح. فما نشر في الكتاب يوضح أنها كانت عميلة للموساد وبانها سافرت إلى ( إسرائيل) بجواز إسرائيلي وتدربت هناك منذ عام 1981م، ثم عادت إلى أوسلو وسافرت من هناك إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع فريق نرويجي متطوع لمساعدة الفلسطينيين، وانها قد زودت الموساد بمواقع القيادات الفلسطينية وتحركاتها، وكانت مكلفة بمراقبة تحركات أبي جهاد بصورة خاصة.

وقد اعترفت كارين بعمالتها لجهاز الموساد لكن ما زاد الطين بلة كما يقول المثل الشعبي تصريحات أدلى بها الدبلوماسي النرويجي الكبير هانس ويلهام لونغفا الذي عمل في لبنان والذي كان قد لعب دورا هاما في منع تنفيذ عملية اغتيال سيلفيا رافائيل وزوجها من خلال إبلاغ الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بمعرفة السلطات النرويجية بنوايا المنظمة. هذا وقال لونغفا ان سلطات بلاده كانت تعرف ان كارين لينستاد عميلة للموساد وعملت بعلم المخابرات النرويجية.
وتقول الرواية ان كارين لينستاد ذهبت سنة 1981 بنفسها إلى السفارة الإسرائيلية في اوسلو وعرضت عليهم خدماتها لكنهم شكوا بأمرها،لكن بعد أن قدمت لهم معلومات هامة وذات قيمة عن القيادات الفلسطينية، وبعد ان قدمت معلومات مهمة عن تحركات أبو جهاد الوزير، ومن ثم بعد السؤال عنها عند المخابرات النرويجية التي ردت بشكل ايجابي أي قامت بتزكيتها، تم قبولها في صفوف الموساد. وبحسب الرواية أيضا فان علاقة كارين كانت جيدة بابي جهاد الوزير وزوجته،رغم أن أبا جهاد لم يرها أبدا في منزله مع انه كان من السهل على أي نرويجي يبدي تعاطفه مع الفلسطينيين ان يدخل منازل القادة الفلسطينيين في لبنان. وللعلم فان السيدة انتصار الوزير كانت قد زارت النرويج سنة 1981 بدعوة من لجنة فلسطين في النرويج وقد حلت ضيفة على عائلة علي وكارين لينستاد في اوسلو. هذا وكانت كارين لينستاد متواجدة في لبنان خلال الغزو الإسرائيلي (عملية سلامة الجليل) سنة 1982.

وقد ادعت كارين لينستاد أن الموساد يريد الانتقام منها عبر تسريب المعلومات وقالت إنه يريد إيذاءها، وشككت في المعلومات التي يتضمنها الكتاب واعتبرتها افتعالا ومبالغات. وبحسب وكالات الأنباء فان الكتاب كشف عن أن كارين لينستاد كانت تعمل عميلة للموساد. ولم يفصح الكتاب عمن هو الطرف الثاني الذي عملت كارين لصالحه. إذ أنها وزوجها يقولان أنها عملت لصالح جهة فلسطينية، بينما الصحافي تفيت يعتقد أنها كانت تعمل أيضا لصالح المخابرات النرويجية. وهذا ما صرح به تفيت للزميل اشرف الخضراء مراسل تلفزيون العربية في اوسلو. وجدير بالذكر أن المخابرات النرويجية كانت تراقب تحركات ونشاطات الفلسطينيين وأصدقائهم في النرويج. وقد فسر البعض ذلك بغية منع وقوع عمليات اغتيال يقوم بها فلسطينيون أو أصدقاء ومتعاطفون معهم ضد إسرائيليين أو عملاء للموساد في النرويج مثل سيلفيا رافئيل وغيرها. وهنا لا بد من العودة إلى فترة حرب الخليج وعاصفة الصحراء واحتلال الكويت 1989- 1990 حيث هاجرت دفعات من مقاتلي وبعض كوادر فتح وتنظيمات فلسطينية أخرى من بلدان المغرب العربي إلى النرويج بغية طلب اللجوء السياسي، فما كان من المخابرات النرويجية إلا أن استدعت الموساد الإسرائيلي حيث قام بالتحقيق مع المهاجرين الفلسطينيين. مما تسبب فيما بعد بفضيحة للسلطات النرويجية أطاحت برئيس الشرطة في البلاد.

ويقال كذلك أن كارين لينستاد كانت قد قطعت علاقاتها مع الأصدقاء القدامى واختفت من الوسط الفلسطيني وتوقف نشاطها الداعم للقضية الفلسطينية منذ اغتيال أبو جهاد الوزير سنة 1988،ثم ما لبثت أن قامت بقطع علاقاتها مع لجنة فلسطين نهائيا سنة 1989.هذا بحسب ما جاء في بعض وسائل الإعلام.

لا بد من القول وبصوت عالٍ أن هناك ضحايا على الخريطة هم أساسا أبناء الشعب الفلسطيني المشرد والمشتت والمعرض للاغتيال والتصفية والتشويش والمراقبة في كل ساعة وزمان ومكان. حتى أن الأمر لم يعد يقتصر على الفلسطينيين وحدهم فهناك من يراقب ويتابع المتضامنين مع هؤلاء من النرويجيين وغيرهم من الأوروبيين. وقضية كارين لينستاد تجعل الفلسطينيين وأنصارهم في بلاد اوسلو يعيدون دراسة أوضاعهم والتحري عن الذين ينخرطون في صفوف لجان التضامن لأن هناك من المتضامنين من قد يكون من المندسين والعملاء. وقضية كارين لينستاد سوف تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات لأنه من الصعب الآن الجزم فيما إذا كانت لينستاد مناصرة للقضية الفلسطينية بحق وحقيقة أم أنها كانت طوال الوقت عميلة للمخابرات النرويجية ولجهاز الموساد. فكل شيء وارد وممكن ومحتمل،ولا بد ان الأيام القادمة سوف تكشف خبايا الموضوع وستضع النقاط على الحروف وتظهر الخيط الأسود من الأبيض.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً سوزان سونتاج
- ليس دفاعا عن نايف حواتمة
- ريم بنا وكاري بريمنيس
- الفنان سامي حواط يحط رحاله في اوسلو
- نون ، ألف ، باء ، لام و سين .. نابلس جبل نار فلسطين
- كأس النرويج
- عار في غزة
- نم يا محمد
- لم يعد لارسن صديقاً...
- عائلة كورنيف اليهودية
- مارلون براندو ،محامي للهنود وملعون من اليهود
- في ذكري غسان كنفاني : أين أم سعد؟
- سُلطة فلسطينية ، طبخة مقلوبة
- إلى صديقي عزمي بشارة
- الجنرال كاربنسكي شاهد من أهله
- ذكرى رحيل الشاعر توفيق زياد
- المتصهينون الجدد في العراق الجديد
- نحن والأكراد
- نحن و الطابع اليهودي لكيان الاحتلال
- من اجل سحب الجنود من العراق


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال حمد - كارين لينستاد مناصرة لفلسطين أم عميلة للموساد ؟