مارلون براندو ،محامي للهنود وملعون من اليهود

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 890 - 2004 / 7 / 10 - 04:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

منذ الصغر أحببت أفلام الممثل الكبير مارلون براندو ، لقد كان ممثلا قديرا ووجها فنيا لا يعوض، استطاع بأدائه المميز وأدواره القوية إثبات نفسه في هوليود حيث تحتكر تلك الصناعة وفبركة النجوم على لوبيات يهودية قوية. وعرف عن الممثل الراحل انتقاداته الحادة واللاذعة للسيطرة والهيمنة اليهودية على صناعة السينما الأمريكية. بعد تلك المواقف لبراندو قررت دوائر النفوذ اليهودي تحطيمه.

وبحسب ما جاء في بحث طويل للكاتب الفلسطيني أديب قعوار فأن
( مارلن براندو Marlen Brando أعلن في برنامج Larry King Live في 5/4/1966: "اليهود يديرون هوليود – اليهود يملكون هوليود"". وأضاف: لقد غطى اليهود جميع المجموعات الأثنية الأخرى. ولكنهم حذرون جدًا ويعملون على الوقوف بوجه أي صورة سلبية عن اليهود! واحتج براندو على تصوير اليهود الدائم كلطفاء محبين، أصحاب نكتة، وصانعي الخير". "لذلك اتهم براندو باللاسامية وأجبر على الاعتذار من اليهود الذين يشرفون على "مركز هولوكست سايمون فايز نتال" في لوس أنجلوس).

هكذا كانت بداية العداء اليهودي لبراندو ، وهكذا هي حقيقة الحياة بشكل عام في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لليهود نفوذهم القوي وسلطتهم التي تحدد سير حياة القوة العظمى الأولى في العالم.

توفي براندو في دار عجزة تابعة للدولة مثله في ذلك مثل كل فقراء الشوارع والمسحوقين في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان يعيش تلك الأيام في ضائقة مالية شديدة،وأعتبر من المفلسين ماديا ومن الغارقين تماما في الديون برغم شهرته ونجاحاته ونجوميته العالمية ونيله جائزة الاوسكار أكثر من مرة. وكانت حياته المنزلية والأسرية غير مستقرة وحزينة، وقد عزا ذلك لشهرته وثروته،كما انه عاش حالة نفسية سيئة للغاية بدأت مع انتحار ابنته شايان ومحاكمة ابنه كريستيان بتهمة قتل خطيبها، الذي كان يسيء معاملتها مما أدى لانتحارها سنة 1990. وقد أثرت الحادثتان بقوة في حياة براندو التي انتهت بموته قبل أيام عن عمر ناهز الثمانين عاما، تاركا وراءه 11 ابنا وثلاث زوجات وتاريخ حافل بالعطاء السينمائي والمواقف الإنسانية الشجاعة والنبيلة.

لقد أنجبت هوليود الكثير من الممثلين لكن براندو كان واحدا من أعظمهم على الإطلاق، وسوف تنتظر السينما طويلا حتى تعوض خسارته وتجد من يستطيع ملء الفراغ الفني الذي تركه. معروف عن براندو انه كان يؤدي الأدوار التمثيلية الصعبة والتي تترك اثرها طويلا في ذاكرة المشاهدين. عرف عنه سينمائيا أنه شخصية قاسية جدا وغير متسامحة كما ظهر في فيلم العراب، حيث مثل دور زعيم المافيا الدون "كورليوني" . وبنفس الوقت اشتهر بأدواره الأخرى مثل فيلم " على الواجهة المائية" فاز فيه بالاوسكار ، مثلما فاز فيما بعد مرتين متتاليتين بالاوسكار عن دوره في فيلم العراب 1972. كما ان لبراندو افلاما اخرى لا تقل سمعة وقيمة عن فيلميه السابقين، مثل فيلم الشرس عام 1953، وأفلام أخرى كثيرة منها " يحيا زاباتا " و " في الميناء " ، " الأمريكي البشع و "التانغو الأخير"... وكان الفيلم البوليسي "الغنيمة" آخر عمل سينمائي شارك به براندو ، وهنا يجب التذكير بدوره البارز في فيلم "جزيرة دكتور مورو".

عرف عن مارلين براندو دفاعه الشديد عن سكان وأصحاب البلاد الأصليين وكذلك وقوفه ضد الظلم والتمييز العنصري والاستعباد، فوظف أمواله لخدمة المظلومين من الهنود والسود، وعارض تسلط بعض البيض ومعظم اليهود في سينما وبلاد هوليود. وقد دافع عن المظلومين من الهنود الحمر وتحول لصوت ينادي بحقوقهم التاريخية في البلاد، وقد دخل بسبب ذلك في مواجهات مع السلطات الفيدرالية، ويذكر العلم كيف انه عندما نال الجائزة الثانية لدوره في فيلم العراب قام بإرسال إحدى الهنديات لإبلاغ لجنة اوسكار رفضه للجائزة احتجاجا على معاملة هوليود للهنود الحمر. أما مؤسسة هوليود فتعتبر مصنعا للتحريض ضد كل من لا يركب في القطار اليهودي الذي يرفع العلم الأمريكي. وهناك يُصور اليهودي كأفضل أنواع البشر أما غيره من الناس مثل الهندي الأحمر والزنجي والعربي والمسلم والشيوعي فيصور كأحط أنواع المخلوقات البشرية. هوليود المصنوع والمهيمن عليه من قبل اللوبيات اليهودية خدم ولازال يخدم الحركة الصهيوينة ويتميز المهيمنون على هوليود عن غيرهم بأنهم كما الحركة الصهيونية شكل من أشكال العنصرية .

قبل أن يداهمه الموت كان براندو على وشك الظهور في فيلم " براندو براندو" للمخرج التونسي رضا الباهي حيث كان من المفترض أن يقوم بتمثيل دور شخصيته الحقيقية. توفي براندو بعد حياة حافلة بالعطاء والمواقف التي تليق برجل عرفه المشاهدون صاحب مواقف حتى في أفلامه وأدواره، لم يقم براندو بتمثيل أي دور لا يليق يمكانته الفنية ومواقفه الإنسانية. لقد كان فعلا ماسة نادرة كما وصفه الممثل البريطاني تيرنس ستامب.

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل