بمناسبة و بدون مناسبة

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 856 - 2004 / 6 / 6 - 09:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

إذن أيها السادة الأفاضل والسيدات الفاضلات هكذا يكون الشكر والعرفان للذين حرروا الكويت من جيش صدام حسين ليحلوا مكانه بتشريع رسمي وقانوني من حكومة الكويت ومشايخها الأكارم، بالكرم والسخاء وهدر الأموال العامة وتقديم القرابين والهبات والأضحية لهبل الجديد ممثلا بالاحتلال الغربي ورأس حربته السامة أمريكا.

نذكر أنه قبل سنوات قليلة تبرع أمير الكويت بمبالغ مالية ضخمة لحديقة حيوان في إنكلترا من اجل إنقاذها ، وكانت ردود الفعل كبيرة ومدوية على النفسية والروحية الإنسانية العالية لأمير البلاد المفدى. فقد أحزنه كثيرا أن يرى القردة والسعادين بلا معاونين ومساعدين، وحمير الوحوش والديوك والدجاج والطيور بلا حرية وفي أقفاص ضيقة ولا تلبي شروط أقامتهم في حديقة حيوانات بريطانية، مع أنهم هناك يتمتعون بظروف حياة وإقامة أفضل من ظروف إقامة وحياة الكثيرين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية وكذلك رهائن الكويت في معتقلات غوانتانامو الأمريكية.

ترى ما هي الشروط الأميرية الكثيرة التي توضع لتقديم مساعدة او عون أو لتبرع لبعض الدول العربية الفقيرة ؟ بالتأكيد عديدة وكثيرة ومنوعة مثل سكان وزوار حديقة حيوان لندن سعيدة الحظ.

يوم أمس قام الشيخ سعود الناصر الصباح بتقديم 3.5 مليون دولار لأسر الجنود الأمريكيين ودول التحالف الأخرى الذين سقطوا في الحرب ضد العراق، وقد سلم المبلغ لمؤسسة "انتريبيد فاونديشن" الأمريكية.

إذا كانت المساعدات التي قدمت لهؤلاء القتلة من الغزاة الأجانب الذين قتلوا وهم يقتلون بالعراقيين ويعبثون بالأمن القومي العربي ويحتلون أجزاء من بلاد العرب قد تم إرسالها بقرار من الحكومة الكويتية أو بمبادرة من اللجنة الشعبية الكويتية فهذا أفضل تعبير علني عن العهر السياسي الكويتي، وافضل تعبير واضح عن خيانة كويتية وقحة وانحياز كويتي وقح لمعسكر الأعداء ، وانضمام كويتي علني للاحتلال الأمريكي الذي يفعل العجائب والغرائب في العراق وجواره المحتل. وأي تبرير كويتي لتلك الهبات والمساعدات لعائلات الجنود القتلى والقتلة لن يكون سوى عذرا أقبح من ذنب.

قال السفير الكويتي الشيخ سعود الناصر الصباح في كلمته امام الحشد الذي حضر حفل المهانة الكويتية في المؤسسة الأمريكية"ان التبرع ‏الذي تقدمه اللجنة الشعبية الكويتية ما هو الا اعترافا بحجم التضحية التي قدمها الجنود الأمريكيون وجنود قوات التحالف في سبيل تخليص العراق من الديكتاتورية والطغيان".

إن كلام الشيخ الكويتي يبعث على الاشمئزاز من كل ما له علاقة بحكومة الكويت ومواقفها العدوانية والغبية. فالذي يريد ان يشكر أمريكا على تحريرها بلده عليه الطلب أولا من قوات الاحتلال الأمريكي مغادرة الكويت اولا والعراق ودول الخليج ثانيا،كما عليه مساعدة أشقائه وجيرانه وإظهار النخوة والمروءة في مكانهما الصحيح والسليم وليس في امريكا حيث يعامل العرب معاملة العبيد.

والذي كان يستمع لمواعظ ودروس وزير الأمن الداخلي الأمريكي الذي حصل على وسام الحرية عليه التعلم أولا من الوزير المذكور إخلاصه لقوميته وبلده وسيادة وطنه وحرية شعبه، لا أن يجلس كشاهد على الفيلم أو مشاهد لأحداث فيلم هو بالأساس من أبطاله الأساسيين بمعرفته أو بدون معرفته.

كان هذا الحفل الكويتي الامريكي الشبيه بحفلة السيرك أقيم على حاملة الطائرات الأمريكية المتقاعدة "انتربيد" والمرابطة حاليا على نهر الهدسون في غرب منهاتن في نيويورك. حيث وقف الشيخ العربي الكويتي ابن العائلة الحاكمة في الكويت يوزع الأموال على المؤسسة المعيلة لعائلات جنود الاحتلال الأمريكي في العراق ، وحيث بنفس الوقت كان رئيس بلدية رفح السيد سعيد زعرب يقدر خسائر العدوان الإسرائيلي على المدينة ومخيماتها بعشرة ملايين دولار أمريكي.

الجدير ذكره أن قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تستخدم الدبابات والطائرات والجرافات والتقنية الأمريكية في هدمها وتدميرها للوطن الفلسطيني المحتل كانت قد دمرت في منطقة رفح وحدها في الأسبوعين الماضيين 800 منزل بشكل كلي وجزئي بالإضافة إلى سقوط 62 شهيدا فلسطينيا. أما الخسائر الأخرى فقد كانت على الشكل التالي :
تدمير البنية التحتية من طرق شبكات ماء شرب وصرف صحي بلغت سبعة ملايين و478 الف دولار. وأضاف أن خسائر القطاع الزراعي بلغت مليونا و175 ألف دولار، وأن الخسائر التي لحقت في شبكة الكهرباء تبلغ مائة وعشرين ألف دولار، أما الخسائر التي لحقت في شبكة والهواتف فبلغت خمس مائة ألف دولار. و المنازل المهدمة بشكل كلي بلغت 300 منزل، والمنازل المهدمة بشكل جزئي بلغت 500 منزل بحسب تصريح رئيس بلدية رفح لوكالة قدس برس. في الختام أليست رفح أولى بتلك الهبات الكويتية السخية؟

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات