أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - حاخام فيينا وحاخام البيت الابيض














المزيد.....

حاخام فيينا وحاخام البيت الابيض


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 820 - 2004 / 4 / 30 - 05:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بينما يقوم الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش بالضغط على قيادات وحكومات العالم لتوجيه تحية تقدير وتأييد لجهود ارييل شارون ، المتمثلة باعادة انتشار جيشه المحتل في قطاع غزة، ثم عبر إخلاء عدة مستعمرات هي بالأصل غير آهلة بالسكان وتعتبر قواعد ومعسكرات عسكرية أكثر منها تجمعات استيطانية. بينما يسعى بوش لتعزيز وضع شارون يقوم الاخير و يسعى بنفس الوقت لتأجيج الوضع على ارض الواقع حيث تقوم وحدات وقطعان الهمج والأوباش من جيش الاحتلال بقتل الفلسطينيين وتجريف ارضهم وتدمير مساكنهم واعتقال واغتيال أبناءهم ، والتهديد العلني والمباشر بتصفية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المحاصر في سجنه المتفق عليه من قبل الصهاينة والامريكان والقادة العرب، وذلك بعدما نجحت تجارب شارون السابقة في تصفية واغتيال العديد من قادة الشعب الفلسطيني، وبمقدتمهم اغتيال الشيخ احمد ياسين وما أعقبه من عملية اغتيال للدكتور الرنتيسي.



بينما يبدي بوش استغرابه حيال عدم التأييد القوي " تصوروا كلمة القوي من الضعيف بوش" من الاسرة الدولية لخطة شارون الأحادية الجانب التي تنسف كل اتفاقيات السلام ومشاريع الحلول العادلة وشبه العادلة وحتى انصاف العادلة وتلك التي جاء بها وسطاء امريكا ورسلها على مر الزمن العربي السقيم. وبينما يطلب بوش من العالم شكر شارون. على ماذا يريد بوش من العالم شكر شارون ؟ هل على كرمه وحسن نيته ونهجه البريء والمسالم الذي يطمح للسلام والانسحاب وتحقيق إقامة دولة فلسطينية مسالمة؟؟؟!!!



في ظل هكذا مطالب بوشية تجعل من شارون القاتل حملا وديعا وضحية، يأتينا الصوت الحرّ من فيينا عاصمة النمسا، حيث قال حاخام الطائفة اليهودية في العاصمة النمساوية موشي آري فريدمان أن ما تقوم به اسرائيل من ممارسات بحق الفلسطينيين هو عملية هولوكوسوت ، محرقة وأضاف لصحيفة ميلادا فرونتا التشيكية :



" العالم يتفرج منذ 58 عاما على كيفية تصفية العرب في فلسطين وكيفية تدمير سكنهم وطردهم وملاحقتهم بشكل دموي من دولة الابارتهيد في اسرائيل وأن الفلسطينيين ليست لديهم الفرصة للدفاع عن انفسهم لأنه فورا يتم استخدام عصا الهولوكوست كي يتم اسكات أي صوت منتقد لعمليات التطهير العرقي هذه".



هذا الفهم الانساني النبيل لواقع حال الشعب الفلسطيني وما يجري في فلسطين يجعل الانسان يقف وقفة مشرفة وشاكرة للصوت الحر واللسان الطلق لهذا الحاخام الجريء الذي قال ما عجزت عن قوله الحكومات والدول في اوروبا الحديثة، في الاتحاد الاوروبي المتكاثر والذي يتسع يوما بعد يوم. وصوت الحاخام فريدمان اقوى من الدعاية الصهيونية والماكينة الاعلامية المتصهينة في امريكا والعالم، لأنه صوت يهودي يتحدث عن جرائم يقوم بها يهود في فلسطين بحق الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال، كما انه يتحدث عن تطهير عرقي وجرائم حرب ومحرقة جديدة شبيهة بمحارق اليهود ابان الحرب العالمية الثانية. وهذا الحاخام رجل دين يهودي لا يستطيع الصهاينة اتهامه بمعاداة السامية او التحامل على اليهود والوقوف ضدهم مثلما يفعلون مع كل من ينتقدهم ويدين أعمالهم البربرية في فلسطين المحتلة.



في زمن يمكننا المقارنة فيه بين اقوال فريدمان اليهودي النمساوي وبوش الامريكي المتصهين، يمكننا توجيه اصبع الاتهام لبوش بتعزيز عدم الاستقرار واستمرار نزيف الدم العالمي، لأن الادارة الامريكية المعادية للسلام في العالم والطامحة لاعادة استعمار هذا الكون على طريقتها الخاصة وبمساعدة مجرمي الحرب الدوليين امثال شارون وغيره من الذين يجب محاكمتهم على جرائم حرب قاموا به خلال الخمسون سنة الأخيرة من عمر الصراع في الشرق الأوسط. لأن منطق هذه الاردارة منطق عدواني استعماري استعلائي، منطق ألا منطق ، ومنطلق الحروب والارهاب على الأمم والشعوب.



يحلو لبوش الحديث وتكرار ان اسرائيل تدافع عن نفسها، فهي برأيه تدافع عن وجودها يوم تقوم بمجزرة او مذبحة في غزة او الضفة، وكذلك يوم تغتال عجوز مقعد ومشلول وعاجز كأحمد ياسين ويوم تغتال ابناء الشعب الفلسطيني بالاباتشي والصواريخ والطائرات الأمريكية الممولة من اموال دافعي الضرائب الامريكان. ان الوصف البوشي لشارون بانه رجل سلام يجعل المرء بحاجة للتقيؤ على شعارات الحرية والديمقراطية والمساواة الامريكية. إذ كيف يتحول مجرم الحرب الى رجل سلام والسفاح الى مربي اطفال ورجل مبارك ومعزز ؟ يتحول كل مجرم لرجل سلام في هذا الزمن بقدرة الارهاب الصهيوني الامريكي المشترك، حيث يصبح و يتحول الهولوكوستي المجرم ، الوحش القاتل والجنرال الهمجي الى رجل سلام يمثل هذه الحالة العالمية المخيفة، و في ظل وجود بيت ابيض تقوده مجموعة او ادارة من العنصريين والهمج والمتصهينين، يصبح عالم الذرة مردخاي فعنونو اسير الضمير سابقا والمحاصر والمراقب حاليا خائنا لبلده، أما الخائن الحقيقي لبلاده، العميل المسجون في الولايات المتحدة الامريكية بولارد يصبح رمزا قوميا صهيونيا ومواطنا يهوديا مخلصا لرسالة اسرائيل الصهيونية، مع انه مواطن امريكي سرق اسرارا استراتيجية وسلمها لدولة أخرى. في هكذا عالم يسوده هذا المنطق يعتبر كلام الحاخام النمساوي فريدمان بمثابة منارات مضيئة ومنيرة قد تجعل رؤية الدرب أفضل إنارة وفضيحة اسرائيل الصهيونية اكثر وضوحا.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلقة تضامن مع الاسرى في اوسلو
- الى المناضل القدوة الاسير العربي سمير القنطار
- بصراحة بمناسبة اغتيال العراق
- مسمار اسباني في نعش الاحتلال الأمريكي
- يوم الأسير ، يوم لكل فلسطين
- للأرض يومها وللشعب أيامه
- العالم لا يشفق على المذبوحين ولكنه يحترم المحاربين!
- الشيخ احمد ياسين يستشهد شامخا
- الهلع سيسقط كيان اسرائيل
- رشحوا راشيل كوري لجائزة نوبل للسلام
- للجميع ..
- بانتظار أوروبا الجديدة
- هل مات أبو العباس ميتة طبيعية أم انه قتل لسبب أو لآخر ؟
- بينما السياسة تلف و تدور سكاكين المذابح تنهش لحم الفلسطيني
- المخيمات قلاع المقاومة الفلسطينية
- اغتيالات وتصفيات في غزة
- مجلس ثوري أم سلمي؟
- آلام السيد المسيح وجدار المبكى ..
- فوضى في غزة
- معاداة السامية قميص الصهيونية


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - حاخام فيينا وحاخام البيت الابيض