أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - بصراحة بمناسبة اغتيال العراق















المزيد.....

بصراحة بمناسبة اغتيال العراق


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 813 - 2004 / 4 / 23 - 08:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اكتب هذه الكلمات وأمامي لا تزال ماثلة مسرحية الحرب على العراق لأجل حريته وتحريره من ذاته، و اتذكر في هذه اللحظات خيانة ونفاق العشرات من الذي لفظهم العراق وقام شعبه بزبلهم حيث انه لا يقبل بين صفوفه بامثالهم من العملاء والخونة والمستزلمين والمتملقين والمتسلقين على تضحيات شهداء النضال الوطني والتحرري والديمقراطي خلال عقود من العمل الوطني العراقي ا الطويل.



من بين هؤلاء المارقين والمرفوضوين والمزبولين من هم من اهل اليسار سابقا ومن اهل اليمين حاضرا، ومن أهل الكفر القومي والأممي حاليا، وهؤلاء يجب ان يعلموا انه لم يعد لهم امكنة او اصدقاء في زمن المقاومة التي لا تعترف بالخيانة او العمالة او الارتهان للاعداء، وعليهم ان يعرفوا ايضا انه لا مكان بين الأمم لبقايا الاحزاب والتنظيمات المنقرضة و الجماعات اللمم.



هؤلاء القوم الذين ارتهنوا لارادة الغزو ومن ثم الاحتلال في العراق كانوا ولازالوا شركاء في جريمة ذبح الشعب العراقي بكل تلاوينه وتهديم أسس البنيان القومي العراقي التي لا تعرف التفرقة. فسيدهم الأمريكي متصهين وهم متأمركون في كل شيء باستثناء الفهم والوعي والممارسة الحضارية والديمقراطية، إذ انهم يحللون للأعداء الارهاب واستعمال وسائل الاغتيال والذبح والتنكيل والقمع والغزو والابادة والعقاب الجماعي في العراق وافغانستان وفلسطين وغيرهم من الدول المحتلة، بينما يدينون المقاومة في تلك البلدان عندما ترد بالمثل على دول وأنظمة وجيوش وحكومات غازية ومعادية ومحتلة وعنصرية، ويصفونها بالعصابات الاسلاماوية والظلامية والوهابية والعروبية والارهابية والخ...



لكن ماذا عن الارهابيين الجدد وعن الجيوش المارقة والمتصلبنة والمتصهينة التي تفعل ما تفعله في العراق؟ هل هم سواح ورجال علم وادب وفن وآخاء وسلام؟ هؤلاء ليسوا عشاق سياحة ورواد حدائق عامة يعشقون الزيارات والسفر وجمع الطوابع والعملات والتقاط الصور، أنما هم رأس الأفعى الإرهابية التي تريد تسميم كامل المنطقة العربية والشرق أوسطية. ومشروع بوش وادارته الأمريكية هو مشروع لهدم التقاليد والعادات والديانات والحضارات والتراث والتاريخ في تلك المنطقة التي علمت العالم ما لم يكن يعلم. ليتقدم العالم بفضلها وتتأخر هي بسببه... لأنه هو الذي ابتلاها بحكومات من صنع الأمريكان والصهاينة والاستعمار، حيث القمع والظلام والمخابرات والبوليس السري والسجون والمعتقلات وكم الأفواه، وحيث يفقد الطفل اباه وأمه وعائلته من دون ان يدري لماذا، وحيث يولد الطفل مشروع مناضل ومقاتل وفدائي ومجاهد ، شيوعي ، يساري ، قومي ، اسلامي وطني ، لا يهم أنما المهم انه يولد مشروع شهيد ومقاومة، لأنه يولد في منطقة محتلة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، في منطقة يراد الغاء حضارتها ودياناتهاا وثقافتها وعقيدتها ووحدتها، والسبب في ذلك اولا واخيرا المشروع الصهيوني الامبريالي الأمريكي الكبير، مشروع تدمير الشرق الاوسط الحالي واعادة بناء شرق اوسط جديد، يتم تفصيله وتجهيزه وفق التصورات الصهيونية الامريكية المشتركة والتي تكاد تكون واحدة.



مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي قدمته حكومة بوش يعتبر تكملة لمشاريع قديمة كانت حلما استعماريا دائما للمتصهينين والصهاينة في العالم، حيث انها تكملة لسايكس بيكو ووعد بلفور ووعود الحملات الاستعمارية الصليبية التي ليست بالضرورة تمثل رأي أكثرية الشعوب في اوروبا، فالحملات الصليبية استهدفت الشرق ولم تستهدف الاسلام فقط لا غير، حيث كانت حملات غزو واستعمار واحتلال ايديولوجي وسياسي وثقافي واقتصادي ، وحملة بوش بلير وشارون وحلفاءهم تعتبر الوجه الآخر للحملات القديمة ضد الشرق.



بمناسبة اغتيال العراق نتذكر شهداء العراق الذين رفضوا ان يكونوا العوبة بايدي الغزاة والطغم الظالمة،الحاكمة بالحديد والنار والقبضة الأمريكية الخفية ، نتذكر حزب عريق كان حزبا للشهداء والتضحيات والعطاء والتقدم والتطور والسعادة والإخاء والفهم والوعي والرقي ، ثم اصبح حزبا احمرا يسير بريمونت كونترول واجهزة تحكم امريكية بريطانية مثلما هو الحال مع روسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفيتي الكبير. هذا الحزب العراقي ، العربي ، حزب النضال الطويل لم يبق منه سوى اسمه، ثم ها هم القائمون عليه يلطخون الاسم بالوحل والعار والارتهان للاحتلال، حيث لا فرق بينهم وبين بقية اعضاء مجلس بريمر من امثال الكلبي وغيره من الأذناب.



بمناسبة اغتيال العراق واستشهاده نتذكر جرائم التاريخ السياسي العراقي الطويل، ونتذكر الكفاح والمقاومة والنضال لأجل تغيير الوضع نحو الأفضل في العراق الذي كان يحكم بالعقلية الحزبية الأحادية الفكرة والفوقية المعاملة، لكننا بنفس الوقت نرى الآن كيف اصبحت الخيانة وجهة نظر واستراتيجية للخونة والعملاء ممن يدقون لهم الطبول ويخطبون باسمهم، ويروجون العداء للعرب والعروبة وللمحيط المشرقي الذي يسيج العراق. ورغم ان هؤلاء ليسوا سوى اقلية أصبحت منذ تكشفت حقيقة الغزو والاحتلال أقلية منبوذة ومعزولة غير ذات اهمية،إلا أن وجود مثل تلك الزمرة الفاسدة والمنتفعة يعتبر ضارا باهل العراق، لذا فحين تقوم المقاومة العراقية باستهدافهم فانها تقوم بعمل مشروع، واستهدافهم مشروع مادام هؤلاء عملاء وخدم للاحتلال. ثم ألم يقل انتظام قنبر الناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي العميل الذي يقوده احمد الكلبي ان الفوج 36 من جيش العراق الجديد التابع لأمريكا قد شارك في قتال الفلوجة ؟ إذن هناك بعض وحدات من الجيش التابع تقاتل مع الاحتلال ضد الشعب العراقي والمدن العراقية، أي انها تشارك في ارهاب الناس وقتل الابرياء، اذن هؤلاء ارهابيون مع سبق الاصرار والتعامل معهم لا يكون بالحوار بل بالعقاب والاستئصال ، وبلغة الحراب كما قال القائد الشهيد الراحل الدكتور المجاهد عبد العزيز الرنتيسي، هذا الرجل الفدائي الذي تطاول عليه في حياته وبعد استشهاده بعض عبيد امريكا من صهاينة العراق الجديد.



بمناسبة اغتيال العراق واغتيال أسد فلسطين الدكتور الرنتيسي ،نتأكد من انه لا لغة لشارون غير لغة الدم والارهاب والقتل والتصفيات والاغتيالات والمجازر والمذابح، وبوش الصغير الذي دعا العالم لمباركة شارون وتهنئته بمناسبة اعادة انتشار قواته في قطاع غزة المحاصر والمخنوق، يتعلم من الجنرال الصهيوني ، يستفيد من خبراته وتجاربه وخبرات وتجارب بني صهيون، حيث تقوم قواته بنفس الاعمال في المناطق العراقية. أما جنرالات امريكا فيتحدثون بلسان صهيوني واحيانا نازي، فالجنرال سانتشيز يردد بمناسبة وبدون مناسبة نية قواته ملاحقة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقتله، تماما كأننا نسمع شارون وهو يختار ضحيته الجديدة ويضع اسمها على القائمة او يشطب الاسم بعد تصفية الضحية. وامريكا الديمقراطية تبارك القمع والتنكيل واستعباد الاسرى والمعتقلين وتمارس دور المافيا الاجرامية في تعاملها مع الشعوب والمجتمعات والمنظمات الحقوقية والانسانية والدولية. وسجون اسرائيل وامريكا ليست افضل حالا من سجون اوروبا القديمة اثناء الحرب العالمية الثانية، وبالذات سجون المانيا النازية وايطاليا الفاشية، بل هي اسوأ بكثير وتعتبر هذه الايام بمثابة معسكرات اعتقال شاملة مغلقة الداخل اليها مفقود والخارج منها يعود لكن بهيئة وشكل ومظهر وعقل آخر، فمنهم من يصاب بعقله ومنهم من يصمد ويصبر ويستمر ليخرج اقوى من ارهاب امريكا واسرائيل ومعتقلاتهم الجماعية المغلقة. هذه المعسكرات اشبه بالمسالخ التي تقام فيها حفلات وحلقات التعذيب الجماعي. نرى انه لا فرق بين حفلات الفاشيين الدموية وحفلات الصهاينة والامريكان الهمجية في العراق وفلسطين وافغانستان، هؤلاء مثل أولئك قتلة ومجرمون ومرتزقة يخدمون أعداء الحياة ويحاولون قتل الأمل عند شعوب تحب البقاء وتعشق الشهادة لأجل الحياة. ورامسفيلد الذي جندت ادارته 20 الف مرتزق للعمل في العراق والذي يكرر ويقول ان الفلوجة جحر الفئران ووكر الارهاب ليس سوى ارهابيا ومجرما دوليا يعتبر امتدادا لنهج ابادة الهنود الحمر واستعباد الزنوج في امريكا الحديثة، والفلوجة ليست كما يصفها الجرذ رامسفيلد، بل البيت الأبيض الذي يأمر بمعاقبة سكان الفلوجة وحصارهم وذبحهم، هو الوكر الحقيقي للارهاب الدولي الرسمي ، ارهاب الدول والأمم، أما الوجه الآخر للارهاب نجده في تل ابيب حيث يقوم القتلة والارهابيون من كيان الصهاينة بذبح الشعب الفلسطيني بشكل منهجي وعلني، ولأن الارهاب يحظى بدعم ورعاية اكبر دولة في العالم وأقوى قوة على وجه الارض وفي المعمورة فأنه لا مجال للحديث عن صدقية وحسن نية تلك القوة العظمى.



بصراحة لقد تم اغتيال العراق لكنه لم يمت فها هو يحيا ويخرج من القبر ليعيد رسم الخارطة وقبر الاحتلال وسحل العملاء واعادة الروح للجسد العربي الذبيح...



انتهى



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسمار اسباني في نعش الاحتلال الأمريكي
- يوم الأسير ، يوم لكل فلسطين
- للأرض يومها وللشعب أيامه
- العالم لا يشفق على المذبوحين ولكنه يحترم المحاربين!
- الشيخ احمد ياسين يستشهد شامخا
- الهلع سيسقط كيان اسرائيل
- رشحوا راشيل كوري لجائزة نوبل للسلام
- للجميع ..
- بانتظار أوروبا الجديدة
- هل مات أبو العباس ميتة طبيعية أم انه قتل لسبب أو لآخر ؟
- بينما السياسة تلف و تدور سكاكين المذابح تنهش لحم الفلسطيني
- المخيمات قلاع المقاومة الفلسطينية
- اغتيالات وتصفيات في غزة
- مجلس ثوري أم سلمي؟
- آلام السيد المسيح وجدار المبكى ..
- فوضى في غزة
- معاداة السامية قميص الصهيونية
- الانسحاب من غزة وامنيات شارون
- شحم الخنزير لن يحميكم
- عواصف ثلجية وعواصف سياسية


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - بصراحة بمناسبة اغتيال العراق