أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الفنان سامي حواط يحط رحاله في اوسلو














المزيد.....

الفنان سامي حواط يحط رحاله في اوسلو


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1055 - 2004 / 12 / 22 - 09:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كان لاوسلو وعربها خاصة من اللبنانيين والفلسطينيين حفلة صاخبة وحارة مع الفنان الملتزم سامي حواط ورفيقة دربه في فرقة الرحالة ،عازفة الكانون المرموقة وفاء البيطار "مدام غريب"،وقد وصلوا الى اوسلو الباردة مباشرة من ايطاليا الدافئة حيث كانوا في ايطاليا قد احيوا عدة حفلات في مدن عدة منها تريستا وبيتسينزا.. في اوسلو جعلت الرحالة من رحيل العرب المهاجرين محطة لإلقاء التحية على جزء أصيل من الأمة العربية. فكانت أمسية حواط محاطة بالمحبين من كل الجهات، وأخذت حقها من الإعلام النرويجي، فاستضافته كل من محطتي التلفزة النرويجيتين تي فى 2 وأنر كو ..

انشد سامي حواط للرأي العام الذي لازال صوته الحاسم يتردد صدىً قويا ، ويوصل صرخات الشعوب العربية المحبوسة في مغاور وكهوف الشرق، العالقة في مستنقعات التخلف والتبعية والولاء للسلطان والراعي وكبير القوم... أنشد الفنان الملتزم بصوته الجميل للشعوب التي يريدونها أن تعيش في عهد عاد، وفي غيبوبة أهل الكهف.. كأن النفق الذي دخلت به بلادنا وحتى موسيقانا وأغاني أيامنا هذه، أصبح نفقا بلا نهاية، بلا نقطة ضوء ودونما نور في الفتحة الظاهرة على آخره.

أنشد سامي حواط الذي أحاطت به جماهيره وأحاط به محبوه في أوسلو للأيام التي وصلناها.. أيامنا في زمن ما بعد سقوط بغداد، وتيتم الانتفاضة الفلسطينية في نضالها على كل الجبهات... أنشد كمن لم ينشد منذ زمن في حضرة المهاجرين، هؤلاء الذين احتفظت ذاكرة بعضهم بالتاريخ والأزمنة والأمكنة كما تركوها في مرحلة حروب لبنان الصغير على مكانته الكبيرة. وكان صدى صوته مسموعاً وهدير كلماته متبوعاً بأصوات الذين حافظوا على أصواتهم بالرغم من بعد المسافة وتركة الماضي الثوري العتيد.

أحيا سامي السهرة بسحر عوده الذي قسم المويسقى لأقسام ولحن الكلام فكانت الأغاني تنبع من الحناجر كأنها أصوات مياه الينابيع وهي تتدفق من جبال الغضب، كأنها المياه والنار والحمم تتفجر، تنطلق ،فتصهل من البراكين العربية الراكدة، براكين الشعوب المغلوب على أمرها، المفعول بها من قبل فاعلين صفتهم مشبوهة وصفاتهم ملعونة..

أشعل سامي الذي عرفناه في كثير من الأعمال الفنية، الموسيقية والمسرحية حماس الحضور، فكان التجاوب مع أغانيه كبيرا جدا، وكان الحضور يحفظها عن ظهر قلب، يرددها معه كأنها من أغاني الساعة، مع انه مضى على ظهورها سنوات طويلة، ومنها أحد الاخوان، أنا مش كافر ، بس الجوع كافر، وأغاني أخرى لا تقل عنها شهرة ولا تنقصها المعاني الكبيرة..

أعاد سامي حواط الجمهور الى لبنان وفلسطين والبلاد العربية التي تنتظر فجر الحرية وشمس الديمقراطية الحقيقية، لا ديمقراطية أمريكا وأعوانها. وعاد الحضور مع عود سامي الناطق وكمان وفاء المتكلم الى بيروت ست المدن وسيدة العواصم، عاشوا تجربتهم معها من جديد، تذكروا الماضي القريب البعيد بكل ما فيه من سرور وبسمة وفرح وعذاب وتعاقيد وتجاعيد وفشل مشاريع كبيرة وأخرى صغيرة.

كان سامي القادم من بيروت يحمل في صوته الشادي صوت الذين لهم كل صوت، تحية للذين لم يندثروا في غياهب المهاجر، وظلوا ينشدون للوطن ، للقضية و للحرية.. عاش سامي بين أحبته ورفاق دربه الطويل في النرويج التي تقع جغرافياً على رأس قمة الكرة الأرضية، كأنها قمعة البطيخة كما يقولون في بلادنا العربية السعيدة... ومن أوسلو التي جاءت بسلام لم يقدم للفلسطينيين أي سلام ولا أي أمان، بدأ سامي حواط أمسيته يوم الخميس الماضي بمقطوعة موسيقية رائعة بعنوان فلسطين، وقال انه يبدأ بفلسطين لأنه تربى على القضية الفلسطينية والنضال من أجلها، ونحن أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان وأطفالنا يعرفون سامي ورحالته خير معرفة ويحفظون أغانيه الكثيرة عن الأطفال وعن فلسطين ولبنان والشعوب المغلوب على أمرها.

تلحفت الجموع في السهرة بصوته الذي اعطاها الدفء، وتدفئ الحضور بكلماته الساخنة، فصارت موسيقاه مدفأة المكان، وارتدت الريح الباردة عن الناس حين ارتطمت بجدران صوته الحساس. سامي كان لحافنا الدافئ بالرغم من صقيع المكان وثلوج العاصمة النرويجية و برد اوسلو البيضاء. صارت الأمسية دافئة والأجواء حارة، فذابت الثلوج وبانت القلوب بيضاء بيضاء مثل ثلج اوسلو في الشتاء.

في هذه الأيام التي أصبحت بيضاء هنا وسوداء في بلادنا هناك، نوجه التحية للفنان اللبناني الملتزم سامي حواط الذي لازال ملتزما محيطه وعالمه العربي الكبير وعوالمه الأممية الأكبر. يحمل الأطفال أمانة في عنق عوده وصوته وألحانه وكلماته المنتقاة.. يرحل سامي الى أطفاله في كل مدينة وقرية وبلدة ومخيم ، ينشد للانتفاضة الشعبية، للثورة المستمرة بوعي من يحب الحياة لأجل الحياة بكرامة وحرية، ينشد سامي للسلام ولفجر الحرية القادمة لا محالة.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نون ، ألف ، باء ، لام و سين .. نابلس جبل نار فلسطين
- كأس النرويج
- عار في غزة
- نم يا محمد
- لم يعد لارسن صديقاً...
- عائلة كورنيف اليهودية
- مارلون براندو ،محامي للهنود وملعون من اليهود
- في ذكري غسان كنفاني : أين أم سعد؟
- سُلطة فلسطينية ، طبخة مقلوبة
- إلى صديقي عزمي بشارة
- الجنرال كاربنسكي شاهد من أهله
- ذكرى رحيل الشاعر توفيق زياد
- المتصهينون الجدد في العراق الجديد
- نحن والأكراد
- نحن و الطابع اليهودي لكيان الاحتلال
- من اجل سحب الجنود من العراق
- من أجل حفنة من الدولارات
- وقفة على أطلال الصفصاف
- الليبراليون الجدد والمقاومة غير المتكافئة
- قبلات -شارونستونية- ومقبلات -تومكروزية


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الفنان سامي حواط يحط رحاله في اوسلو