أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عائلة كورنيف اليهودية















المزيد.....

عائلة كورنيف اليهودية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 891 - 2004 / 7 / 11 - 08:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مع بروز قضية عائلة كورنيف اليهودية الاوكرانية الأصل والإسرائيلية الجنسية ، في وسائل الإعلام المحلية هنا في النرويج، يكون اللجوء قد اثبت انه لم يعد حكرا على المنتزعين من أوطانهم والمشردين من ديارهم. فرفض منح اللجوء للعائلة وخاصة للشاب ألكسي البالغ من العمر 19 عاما والرافض للخدمة العسكرية لأنه يرفض قتل الأطفال الفلسطينيين بحسب ما جاء على لسانه لصحيفة "فى غا " اليومية النرويجية الصادرة صباح هذا اليوم.

يعتبر رفض منحهم إقامة بمثابة تذكير اليم و إشارة جديدة على تواطؤ السلطات الأمنية في النرويج مع المصالح الإسرائيلية. إذ لماذا في الماضي قامت نفس هذه السلطات بإحضار جهاز الموساد الصهيوني للتحقيق مع الفلسطينيين الذين هاجروا إلى النرويج من تونس والجزائر أبان حرب تحرير الكويت من جيش صدام حسين. واليوم ترفض منح اللجوء ولو كإقامة مجردة فقط لا غير لشاب يأبى أن يصبح مجرما وقاتلا على غرار رئيس وزراء حكومة الاحتلال الجنرال شارون؟؟؟..

هذه القضية الساخنة تثبت أن اللجوء في النرويج ما عاد حكرا على أبناء الشعوب المغلوب على أمرها ، ولم يعد محصورا في العرب والأفارقة والآسيويين وأهل أمريكا اللاتينية والمسلمين وبعض بقايا بلاد العم لينين والديكتاتور ألأممي ستالين. فها هم أبناء الهجرات الصهيونية "جيل الثمانينات" لكيان الاحتلال في فلسطين المحتلة،من مهاجري الاتحاد السوفياتي سابقا بقيادة غورباتشوف،الذين ركبوا قطارات الهجرات الصهيونية نحو ارض فلسطين،والذين أبحروا بالسفن وطاروا على متن الطائرات الخاصة إلى بلاد غير بلادهم وارض غير أرضهم، إلى فلسطين، فأقاموا في مدينة "كرمئيل" التي أقيمت بدورها من اجلهم خصيصا على أراضي بلدتي دير الأسد ونحف وقرى أخرى، حيث أعطوا ما ليس لهم وما لم يكن في يوم من الأيام لمن وهبهم الأرض او لمن وعد الذين وهبوهم اياها بوطن قومي.

ها هم يهجرون ارض اللبن والعسل الى ارض الثلج والسيلمون والدببة القطبية،حيث لا موت ولا دمار ولا انتفاضة ولا احتلال ولا عمليات حربية أو استشهادية.

هؤلاء المهاجرين من أوروبا الشرقية وخاصة من جمهوريات السوفيات سابقا وجدوا أنفسهم أمام حقيقة أنهم ليسوا في ارض تمنحهم اللبن والعسل فقط، بل هي ارض تختطفهم من بين عائلاتهم وأحبابهم، لأنهم في ارض لها أصحاب يقاتلون ويكافحون دفاعا عنها، ويموتون برصاص جيش يهوه الذي لا يعرف الرحمة ولا أي شيء عن إنسانية " الأغيار" أي البشر من غير اليهود. فالصهيونية المغمسة بالعقيدة الدينية اليهودية علمتهم أن الأرض أرضهم والبلاد بلادهم وأنهم يدافعون عن اليهود في فلسطين التي يسمونها إسرائيل.

ترى هل فكر هؤلاء الناس بسكان فلسطين الأصليين؟ فسكان ارض كنعان لم يكونوا قبل نكبتهم أعداء لهم، بل اصبحوا هكذا بعدما سلبتهم الصهيونية ارضهم ودمرت حياتهم، وبعدما فر اليهود من أوروبا التي لفظهم وقتلهم ومارست بحقهم أشكال منوعة من الإرهاب والعنصرية والعقاب. في تلك الحقبة كانت فلسطين ملاذهم وكان شعب فلسطين معينهم. لكنهم لم يكونوا أهلا للثقة ولا بشرا للمعاشرة، كانوا قطعان من اللصوص سرقوا أثواب الضحايا ولبسوها ثم ركبوا قطار الهلاك و التضحيات اليهودية الأوروبية المسافر الى شرق المتوسط حيث الهدف استعمار فلسطين.

جيّرت الحركة الصهيونية تلك التضحيات لخدمة أفكارها التوسعية والاستعمارية ،وكانت تعتبر أن ساعة المؤامرة دقت وان ارض فلسطين ستكون كيان إسرائيل، والملاذ لكل من يريد الهرب من جحيم النازية والمحارق والتعذيب، ومن لم يفعل ذلك تعرض لابتزاز الصهاينة أنفسهم وكذلك أعداء اليهود في أوروبا، مما عجل برحيل معظم المترددين الى ارض فلسطين،وبتلك الطريقة سرقوا البلاد وشردوا العباد.

ليس كل من هاجر الى فلسطين المحتلة من يهود مرحلة غورباتشوف بالذات يهوديا فعلا او صهيونيا فكرا، فهناك الكثير من المهاجرين ادعوا أنهم من اليهود كي يهربوا من جحيم الحكم الشمولي و الاستبدادي في دول المنظومة الاشتراكية سابقا، ومنهم من هاجر طمعا بالمال وبمكان جديد في بلاد جديدة، ومن اجل مستقبل أفضل واضمن. ومن هؤلاء المهاجرين كانت عائلة كورنيف التي هجرت موطنها الأصلي أوكرانيا لتلتحق بركب المهاجرين الى فلسطين، وللعائلة المذكورة ولدان أصبحا بسن الخدمة في الجيش، ولأن التجنيد في جيش كيان إسرائيل إجباري وإلزامي، اذن بشكل طبيعي أصبح الشابان مطلوبان للجيش، وبحسب العائلة فالشابان يرفضان الخدمة في الجيش، و العائلة قررت الهرب من الثكنة الحربية التي اسمها إسرائيل، حيث الحياة في جحيم مجتمع يعيش وكأنه ثكنة عسكرية. وجدت عائلة كورنيف ملاذها في النرويج، لكن منذ سنتين والسلطات النرويجية ترفض منح العائلة اللجوء، وفي خطوة جديدة لسلطات الهجرة النرويجية قررت الأخيرة تسفير ألكسي كورنيف البالغ من العمر 19 عاما إلى إسرائيل، بعدما رفضت منحه حق اللجوء الإنساني او السياسي. معروف ان الفار من الجيش سيعاقب والعواقب وخيمة.

بهذا الإجراء الذي أوقف مؤقتا حيث رفع الكسي استئناف لوزارة العدل، تكون السلطات في النرويج أعلنت بشكل غير مباشر تضامنها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يطالب كورنيف وغيره من الشباب بالخدمة في صفوفه. والخدمة الإلزامية تكون عادة في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث يمارس الاحتلال كافة أشكال الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، أي بمعنى آخر يزج بالمجندين اليهود من اجل ان يتدربوا بقتل الفلسطينيين من خلال عمليات اغتيال وتصفية وهجمات متكررة. الفتى ألكسي يقول أنه يرفض خدمة العلم كي لا يقتل الأطفال الفلسطينيين ولعلمه المسبق بما يقوم به المجندون الإسرائيليون من مخالفات لحقوق الإنسان في تلك المناطق.

مهما كانت أقوال الكسي صحيحة أو كاذبة، وحتى لو كانت من اجل الحصول على اللجوء، إلا أن مجرد قوله انه يرفض الخدمة كي لا يقوم بقتل الأطفال الفلسطينيين يجعله بريئاً من أعمال جيش الاحتلال الاسرائيلي، والمنطق يقول بأنه على سلطات الهجرة التفكير بقضيته جيدا. لأنها قضية إنسانية في المقاوم الأول وسياسية في المقام الثاني. وبما ان النرويج تطوعت للعب دور الوسيط في عملية السلام أصبح من واجبها مساعدة الشباب الإسرائيلي الهارب من الخدمة في جيش إرهابي يفرض سياسة ومنهاج القتل على جنوده ، هذا إذا كانت النرويج لا تزال فعلا حريصة على السلام في شرق المتوسط. ونحن نعلم أنها فعلا حريصة على القيام بالمهمة لكنها لم تعد تعرف ماهية الوسائل الصحيحة والناجعة للقيام بذلك. الاعتقاد بأن تشجيع السلام يكون عبر إحضار فريق كرة قدم إسرائيلي فلسطيني مشترك للعب عدة مباريات في دورة كروية عالمية في اوسلو، أو وضع طلبة فلسطينيين وإسرائيليين معا في غرف سكن مشتركة في السكن الجامعي، لمدة قصيرة في دورة جامعية صيفية،هذا اعتقاد ناقص وغير ناضج وغير عملي، كما انه لن يحل مشاكل كبيرة عالقة، أقول هذا بعد التجربة، فقد شهدت في فترة سابقة تلك التجارب عن قرب في اوسلو، وكنت سألت بعض الطلبة الفلسطينيين عن تلك التجربة، فكانوا كلهم مستاءون منها ولم يحبذوها.

مساعدة السلام تكون بقبول لجوء الجنود والشباب الإسرائيليين الذين يهربون من الخدمة كي لا يتورطوا في قتل الآخرين وتضييق الخناق على عملية السلام المعلقة بحبال وهمية، وهذه القضية ليست عابرة، بل قضية كبيرة ويومية يعيشها المجتمع الصهيوني، وعلى الدول والشعوب الحريصة على السلام فعلا لا قولا أن تساعد هؤلاء الشباب على عدم التورط في سياسات القمع التي تتبناها حكومات بلادهم المتعاقبة. فبدلا من أرسالهم إلى كيان الاحتلال ورفض لجوئهم، من الأفضل منحهم اقامات ولو مؤقتة تبعدهم عن المجتمع الحربي والعسكري الذي هربوا منه.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مارلون براندو ،محامي للهنود وملعون من اليهود
- في ذكري غسان كنفاني : أين أم سعد؟
- سُلطة فلسطينية ، طبخة مقلوبة
- إلى صديقي عزمي بشارة
- الجنرال كاربنسكي شاهد من أهله
- ذكرى رحيل الشاعر توفيق زياد
- المتصهينون الجدد في العراق الجديد
- نحن والأكراد
- نحن و الطابع اليهودي لكيان الاحتلال
- من اجل سحب الجنود من العراق
- من أجل حفنة من الدولارات
- وقفة على أطلال الصفصاف
- الليبراليون الجدد والمقاومة غير المتكافئة
- قبلات -شارونستونية- ومقبلات -تومكروزية
- أبو ياسر - عرفات -
- الطبيب الفلسطيني أشرف الحجوج
- زمن للعنصريين والمتعصبين ..
- بمناسبة و بدون مناسبة
- أطفال فلسطين ضحايا الخريطة
- باص 18-6-2002


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عائلة كورنيف اليهودية