أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - ذكرى مريرة للغزو والاحتلال الامريكي للعراق















المزيد.....

ذكرى مريرة للغزو والاحتلال الامريكي للعراق


محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6195 - 2019 / 4 / 8 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذكرى مريرة للغزو والاحتلال الامريكي للعراق
د. محمد الموسـوي
لدي حلم غير قابل على الاغلب للتحقيق وهو ان ارى محاكمة جورج بوش الابن وتوني بلير كمجرمي حرب ليس في محكمة شعبية كالتي انعقدت في كوالالمبور عاصمة ماليزيا ، بل في محكمة لاهاي الدولية وذلك على ما اقترفوه من جرائم في الحرب العدوانية الغاشمة على العراق تلك الحرب التي دمرت العراق ومزقته كدولة على اسس طائفية قومية ولتسلمه الى قوى سياسية اثبتت فشلها بامتياز وعلى جميع الاصعدة طيلة الستة عشر سنة الماضية .
تمر هذه الايام ذكرى تلك الحرب والغزو الامريكي للعراق والتي دشنت مرحلة سوداء في تاريخ العراق القريب اضيفت الى معاناة ثلاثة عقود سابقة من الويلات والحروب والقمع والارهاب البعثي الفاشي الصدامي البشع ، هذه المرحلة التي لا زلنا نعيش ويلاتها وعذاباتها كل يوم ولكن هل ينبغي السكوت على محاولات الفئة الفاشلة الحاكمة اليوم استخدامها كشماعة تعلق عليها مآثمها بحق الشعب.
يعيش العراق حالة مأساوية على كافة المستويات منذ الاحتلال ولغاية اليوم حيث يعاني الملايين من البطالة وشظف العيش وتغيب كافة الخدمات الاساسية والحاجات اليومية الماسة خاصة في مجال الكهرباء والماء وتردي الخدمات الصحية في حين يشاع قيام المسئولين بإنشاء مستشفيات فضائية تهب تخصيصاتها واما انهيار مستوى التعليم منذ الروضة وحتى الجامعات فحدث بلا حرج وبالرغم من ادعاء الحكومة بانها انجزت ما تعهدت بإنجازه في الاشهر الاولى لقيامها ولكن لا نجد اي اثر لتلك الانجازات على ارض الواقع خاصة وان الوزارة لم يكتمل تشكيلها لحد الان بسبب الصراع المستمر على المكاسب والمغانم بين الكتل المتحكمة برقاب الشعب.
لقد مرت حوالي سنتين منذ الانتصار على داعش ولكن هل نجحت الحكومة في معالجة الاسباب الحقيقية لظهور داعش وسيطرتها لأربعة سنوات على ثلث البلاد وهل تمت محاسبة ومحاكمة المسئولين والمتورطين بتلك الجريمة اضافة الى جريمة سبايكر واضيف الى فشل الحكومة في تحقيق كل ذلك فشلا اضافيا في التصدي او معالجة الكوارث الجديدة كمأساة غرق العبارة في الموصل وعدم تحقيق اية خطوات جديدة في اعادة اعمار الموصل التي يتم تسليمها من محافظ فاسد الى محافظ حرامي والسؤال هل سوف يحاكم العاكوب ويواجه تهم سوء الادارة والفساد ام ستضاف قضيته الى قضية محافظ البصرة السابق النصراوي الذي نهب بملايين الدولارات وبقيت البصرة تعاني من غياب ابسط الحاجيات واكتساح الماء المالح ومياه البزل التي "تتكرم" بها ايران لمزارعها ونخيلها.
ان من المهم ان نذكر مجددا وباستمرار بالذرائع والحجج التي شـنت الحـرب تحت غطـائهـا وكيف انهـارت تلك المبررات و المـزاعـم او الأكاذيب وكيف تـم تغييرهـا حسـب الحـاجـة لتتحـول إلى أوهام وسـراب عـن حـرية مـسـلوبـة وديمقـراطية غائبة عكس ما حصل على ارض الواقـع مـن قتل وتدمـير وانهيـار المـؤسـسـات المـدنية والعسـكرية وتمـزيق النسـيج الاجتمـاعي الوطني كما قام الامريكان والبريطانيين بشن حربهم الاجرامية بـدعـاوى كـاذبـة عـن امتـلاك العـراق لأسلحة الدمـار الشـامـل واسـتخدمـوا في الحـرب أسلحة محـرمـة دوليـا وانتهـكت اتفـاقيـات جنيف وتركت العـراق عـرضة للنهـب والسـلب الذي جـرى التخطيط لـه مسـبقـا.
ان اعادة الاعمار في العراق تحتاج الى ارادة وطنية حقيقية وحكام مخلصين عكس حكومات المحاصصة الطائفية التي تعاقبت على كرسي الحكم منذ الاحتلال وحكم بريمر والتي تقوم بنهب خيرات البلد بشكل وحشي وتكرس حكمها عبر انتخابات مزورة وقانون انتخابي مفصل على مقاسهم مما يولد ازدياد الخيبة واليأس لدى غالبية الشعب الذي عبر عن ذلك بمقاطعة الانتخابات بنسية عالية جدا غير مسبوقة وبالرغم ان المقاطعة تصب في صالح عصابات الحكم الطفيلية الفاسدة الا انه يبدو ان الظروف الموضوعية لم تنضج بعد للخلاص منهم ورميهم في مزبلة التاريخ ولكن الشعب يمهل ولا يهمل كما تدل تجارب الشعوب الاخرى وكما يدل الحراك الشعبي والمظاهرات المطلبية في مختلف المحافظات والتي تنقصها لحد الان تنسيق اعلى ودور انشط للقوى الديمقراطية والوطنية الساعية لقيام دولة مدنية تبعد تدخل الطوائف والمذاهب وهيمنتها مع المليشيات المسلحة على الحكم.
ان السياسة الامريكية الحالية تجاه العراق ودول المنطقة هي سياسة مغامرة خطرة تستهدف مواصلة تدمير المنطقة كما نعكس مؤخرا في تنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني ومخالفة قرارات الامم المتحدة تجاه القدس والجولان والغاء الاتفاقية مع ايران اضافة لسياسة عنصرية متعصبة ولذا لا ارى كيف يمكن اعتبار تواجد القوات الامريكية صمام امان او تعزيزا لأمن العراق اذ ان الذي يعزز امن العراق هو السلم الاهلي ومعالجة الاحتقان الطائفي ومحاربة الفساد الذي يعتبر الوجه الاخر للإرهاب مما يتطلب تقديم ولو بضعة عشرات من حيتان الفساد الكبير لمحاكمات علنية والعمل على استرداد مليارات الدولارت المسروقة والمهربة وكذلك فضح اللجان الاقتصادية للأحزاب والمليشيات الحاكمة في الوزارات والمحافظات تلك اللجان التي بدأ الاعتراف بوجودها علنا ولكن بدون اية محاسبة كما حصل مؤخرا في الموصل .
يمر العراق حاليا بمرحلة من الفوضى السياسية ويلاحظ فشل البرلمان في اصدار اي من القوانين التي تهم مصالح المواطنين وان فكر البرلمان لتمرير قوانين فهي على الضد من مصلحة الشعب كمثال التهيئة حاليا لإصدار قانون المعلوماتية لتكميم افواه الناس حتى في مواقع التواصل الاجتماعي , كما يجري التحضير لانتخابات مجالس المحافظات التي لا توجد مبررات حقيقية لوجودها عدى كونها مصدرا اضافيا للفساد ونهب مخصصات المحافظات والمنفعة الشخصية عير الامتيازات المالية المخصصة لها منذ عهد بريمر المقيت ويبدو ان الانتخابات ستجري وفق نفس قانون الانتخابات السيء الصيت وبأشراف المفوضية الفاسدة الغير مستقلة للانتخابات فما حدى مما بدى؟
ان سياسة الحكومة الحالية لا تبعث مع الاسف على الامل او التفاؤل حيث لا نرى اية خطوات عملية لمحاربة الفساد او الاستجابة لمطالب الشعب فإنتاج النفط لازال مرهونا لدى الشركات الأجنبية مع غياب قانون شركة النفط الوطنية ومازلنا نستورد الكهرباء من ايران وستضاف لها السعودية ولا ادري اين انتهت المولدات العملاقة المستوردة من سيمنس وجي اي والحكومة والبرلمان والقضاء في وادي والشعب ومعاناته في واد اخر دون الاهتمام لوضع برامج عملية لدعم قطاعي الصناعة والزراعة خاصة وان الحكومة مصممة على الاستمرار في سياستها الاقتصادية النيو لبيرالية حيث تقرأ في برنامجها بين سطر واخر الاستثمار فالاستثمار فالاستثمار!!!



#محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي نتوقعه من حكومة عرجاء ؟
- الأستاذ بشير الهاشمي يتقلد وسام بريطاني عالي
- دعم مطالب ومظاهرات البصرة واجب كل مواطن عراقي
- حكومات الفساد والخيبة والفشل لن تلبي مطالب الشعب العادلة
- وفاء لذكرى ثورة 14 تموز الخالدة
- عراقنا وفقدان الفرص
- لكي لا ننسى جرائم الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق
- الانتخابات العراقية وتدوير النفايات
- الوطنيه العراقيه ونبذ العنصرية والطائفية
- اربعة عشر عاما منذ احتلال وغزو العراق
- كفاكم استباحة دماء ابناء الشعب
- التغيير بحاجة الى وطنيين عراقيين
- ثلاثة عشر عاما عجاف
- هل هناك اصلاح او تغيير قادم
- هجرة الشباب السوريين والعراقيين - ما لها وما عليها
- اثني عشر عاما والعراق ينزف
- سنة مريرة اخرى
- ماديبا خالد في قلوب البشر
- عشر سنوات والعراق ينزف
- لا تُخرجوا الدينَ من مكانه.. وإلّا فقدناه


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الموسوي - ذكرى مريرة للغزو والاحتلال الامريكي للعراق