أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معاذ الروبي - غزة وحصارها














المزيد.....

غزة وحصارها


معاذ الروبي

الحوار المتمدن-العدد: 6195 - 2019 / 4 / 8 - 08:08
المحور: القضية الفلسطينية
    



منذ أكثر من عشر سنوات وغزة تعيش حصاراً إسرائيلياً بدرجات متفاوتة (يزيد تارة ويُخفّف تارة أخرى) بحجة سيطرة حركة حماس (الإخوانية) عليها ..
بدايةً/
لست هنا بصدد الحديث عن مسؤولية الإحتلال (الإسرائيلي) عن ذلك وغيره ولا عن وقاحة تصريحاته وجرائم أفعاله، فهذه الأشياء يدركها الجميع ويعرفها الحر قبل الوضيع ..
انما سأناقش موضوع هذا الحصار من زاوية أخرى تتعلّق بحماس كونها تحكم غزة كجماعة دينية وتبرّر معظم ما يعانيه الناس فيها بفتاوى فقهية ..
أولاً/
*ماذا فعل الحصار بغزة وأبنائها؟
لقد تسبب الحصار بتدمير البنية التحتية وإيقاف الحركة الإقتصادية وأنتج مظاهر إجتماعية كارثية، حيث زادت العطالة والبطالة وكثرت حالات الخيانة والعمالة، وتراجعت القيم الأخلاقية والفرص الحياتية، وساءت الوسائل المعيشية، كشح الدواء وغلاء الغذاء وصولاً الى تلوث الماء وحتى الهواء، هذا كله وغيره قلل من استقرار الناس، وجعلهم يبحثون عن الهجرة والخلاص ..
ثانياً/
*كيف خدعت إسرائيلُ حماس، وورطتها في تعذيب وإخضاع الناس؟
لقد كان واضحاً منذ فترة أهمية استمرار حكم حماس لغزة بالنسبة لإسرائيل، حيث نجحت الأخيرة بايهام الأولى بأنها خصم عنيد ومقاوم صنديد، وأن رفضها الإعتراف بإسرائيل هو أسمى بطولاتها وأرفع إنجازاتها (وكأن الإحتلال بحاجة لذلك أو مَعني به على أرض الواقع) حيث يعلم العقلاء أن إعتراف العالم أو عدم إعترافه بهذا الإحتلال لن يغيّر من حقائق التاريخ شيئاً ..!!
وأن من اعترفوا من الآباء مُكرَهين لن يُلزِم اعترافهم أي جيل من أحفادهم القادمين ..!!
كذلك أوهمت إسرائيل حماس من خلال الحروب المتكررة بقدراتها العسكرية وبطولاتها الصاروخية حتى ظنوا أنفسهم جيشاً بل أصبحوا يتعاملوا مع أنفسهم كذلك ..!!
وخلال هذه الألعاب المُذلّة والمسرحيات المُملّة ضاعت آمال غالبية الشعب وتبخرت أحلام رجاله ونسائه وتحطّم مستقبل شبابه وفتياته، وأصبحت القضيّة برمتها ورقة في مؤتمرات المؤامرات ومشروع من مشاريع التصفيات ..!!
ثالثاً/
*ما الأخطاء والخطايا التي ارتكبتها حماس؟
اقترفت حماس العديد من الخطايا (التي استفادت منها اسرائيل) حيث أنها:
-تُصر على سياساتها البدائية وتصريحاتها الإنتحارية، وتخوينها لكل فعل فلسطيني تفاوضي ومحاولة تخريبه، حتى ولو كان من نتائجه شيئٌ من الإيجابية (كتحسين ظروف الشعب وتعزيز صموده وعيشه على أرضه).
-تعتبر كل من يجلس مع الإحتلال عميل بدون أدنى حجة أو دليل (حتى وان كان جلوسه يُخفف عن الناس بعضاً من جور وظلم الإحتلال).
-تتجاهل من تحكمهم ولا تستشيرهم سلماً أو حرباً وكأنهم قطيع من الماشية يُساقون إلى المسلخ وقتما يُقرر قادتها وزعماؤها ووفقاً لمصالحهم ومصالح الدول الداعمة لهم.
-تتهم من لا يريد الدخول في معاركها الانتحارية ويعارض أعمالها العسكرية البهلوانية بأبشع الإتهامات (جبان وخائن ومُنهزم ومن المُرجفين في المدينة ..الخ).
رابعاً/
*ما موقف الدين من فقه الموازنات وهل قدّم النبي خلال مسيرته بعض التنازلات؟
فقه الموازنات هو فقه المصالح والمفاسد (وطرق الترجيح بينهما عند التزاحم والتعارض) ومن الواضح لأي عاقل أن مفاسد الحصار (الذي تتذرع اسرائيل بحماس لادامته واطالته) تخطت بكثير مصالحه (إن وُجدت أصلاً) ..!!
أما تقديم النبي لتنازلات، نجده في الأمثلة التالية :
-في صلح الحديبية حيث تنازل في كتابه لسهيل بن عمرو عن البسملة في المُقدّمة واستبدلها بما يرتضيه الطرف الآخر وكذلك عن صفة النبوة باستبدال لقبه كنبي باسمه فقط (أحد رُكني الشهادتين).
-يوم حصار المدينة من الأحزاب (غزوة الخندق) عندما اشتدّ على الناس البلاء حيث بعث الى عُيينة بن حصن والحارث بن عوف (قائدا غطفان) عارضاً عليهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعا بمن معهما عنه وعن أصحابه (لم يتم الاتفاق لرفض سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ذلك بعد استشارته لهما).
-في مباركته ورضاه عن انسحاب خالد بن الوليد وجيش المسلمين في غزوة مؤتة وعدم إعتبار ذلك تولّي للأدبار ولا (تولّي يوم الزحف).
مما سبق يتضح لنا أهميّة مراعاة التوازنات، ومشروعيّة ممارسة المفاوضات، وتقديم بعض التنازلات ..
وهنا يظهر تناقض حماس الدّيني والايدولوجي ومخالفتها لأبسط الأسس والمبادئ الفقهيّة والشّرعيّة التي تدّعي الإعتماد عليها والإلتزام بها ..!!
خامساً/
*هل مازالت حماس ثابتة على الثوابت كما تدّعي وتتبجّح دائماً؟
فيما يلي غيض من فيض تناقضات حماس وكذبها وخداعها حيث أنها:
-خوّنت السّلطة لقبولها التفاوض على حدود 67 ثم قبلت بذلك.
-عايرت السّلطة بتنسيقها الأمني المباشر ثم أصبحت تمارس تنسيق أمني غير مباشر.
-انتقدت منع السّلطة لهجمات ضد الإحتلال في الضفة ثم عملت نفس الشيئ في غزة.
-هاجمت السّلطة لوصفها صواريخها بالعبثية ثم فعلت ذلك مع صواريخ غيرها حيث وصفتها باللاوطنية (خارجة عن الصف الوطني).
-اتهمت السّلطة بممارسة مفاوضات هزيلة وتقديم تنازلات كبيرة دون الرجوع للشعب (وفصائله) ثم تساوقت وانخرطت في مفاوضات أحادية سريّة وعقدت صفقات مُخزية وتدميريّة.
أخيراً/
ان حماس (كغيرها من الجماعات الإسلاموية) أصبحت غارقة في تناقضها السياسي وتخبطها الجهادي، وإن شعاراتها تناقض أفعالها، وأفعالها لا تتوافق مع كلامها، وكلامها يعكس جهلها، وجهلها يعني انحدارها، وانحدارها سيُسرّع سقوطها، وسقوطها سيتبعه ارتطامها، وارتطامها في القاع حتماً سيكسرها ويشظّيها ..!!
(آمل أن لا يُكسر الناس معها وأن لا يتشظّي الوطن بسببها)
وختاماً..
كانت بداية حصار غزة (بذريعة حكم حماس) مُقدّمة لتدمير القضية الفلسطينيّة، وآمل أن لا تكون نهايته تصفية وإنهاء لها (بإقامة دولة غزة) ...!!!
والسلام

د. معاذ الروبي



#معاذ_الروبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة حماس ومقاومتها
- فلسطين وقضيتها
- المرأة وحقوقها
- المثلية الجنسية ورهابها ..
- فقهاء الخراء
- تجارة الحلال والحرام
- حماس ووزارة الصحة ..!
- حماس .. إلى أين !!؟
- الإخوان المُنفصِمين
- فعلتها تونس .. متى تفعلها فلسطين
- أزمة لغة أم أزمة أمة أم الإثنين معاً


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - معاذ الروبي - غزة وحصارها