|
صفقة القرن , أهي جديدة أم قديمة ؟
تامر سلامة
الحوار المتمدن-العدد: 6193 - 2019 / 4 / 6 - 22:31
المحور:
القضية الفلسطينية
ان كانت صفقة القرن تهدف إلى " القضاء و تصفية على القضية الفلسطينية " ، ليست بالشيء الجديد ، فإن تتبعنا خطابات رؤساء امريكا السابقين نجد نفس الصيغة الهجومية و المنحازة كلياً للكيان الصهيوني، و كذلك الأنظمة العربية الرجعية التي لم تتوانى في التضييق على اللاجئين الفلسطينين في مخيمات اللجوء و اتخاذ قرارات مهينة و متقاعصة و لا ينتج عن قممها العربية سوى الاستنكار و الشذب الفارغ من المضمون و المعنى، و اكتفت بتمويل السلطة الفلسطينية من جهة و حكومة حماس من جهة أخرى.. مما اوصل الشعب الفلسطيني الذي كافح و ناضل و آمن بفكرة التحرير الوطني و الحرب الشعبية المقاومة لهذا الاحتلال الفاصل، إلى حالة الفقر المدقع و الإكتفاء بالمطالبة بالراتب و الكهرباء و ادنى مقومات الحياة الكريمة مثله مثل باقي ابناء شعبنا في مخيمات الشتات.. و الذي اثر و بشكل فاعل مع الاسف على الوعي الوطني لمفهوم الصراع الوطني و حوله من صراع تحرير و إستعادة الارض إلى صراع من اجل لقمة العيش، مما اوصلنا لمرحلة نجد فيها فئة الشباب تلجأ للهجرة خارج الوطن بسبب رداءة الوضع الإقتصادي و المعيشي بشكل غير قابل للتحمل. ففي زمن الإنتفاضة و الثورة الفلسطينية التي كان رعيلها الاول من قادة سياسيين و عسكريين و فدائيين من الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم ٣٠ عاماً ، مؤمنين بعدم الخضوع و الانصياع للحلول الوسطية او اي حل قد يجحف و ينقص من حقوق شعبنا الفلسطيني و على رأسها حق العودة و تقرير المصير و إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على 27 الف كيلومتر مربع غير منقوصة، رغم الظروف الصعبة و التغيرات السياسية على الساحة العالمية و التي اثرت في إنضاج الوعي التحرري و زيادة التمسك بالقضية و التصلب في المواقف الوطنية، دون البحث عن المصلحة الشخصية الذاتية على حساب المصلحة الجماعية المتمثلة في قصية التحرر الوطني.. حتى جاءت اوسلو المشؤومة لترسم لشعبنا وهم السلطة الذي حول العديد من مناضلي شعبنا لجنود تحمل نهج التنسيق الامني تحت ذرائع امنية و إقتصادية ، و لتربط إقتصادنا الفلسطيني بإتفاقية باريس التي لا تخدم فعلياً سوى الإقتصاد الصهيوني خاصةً في مسالة جباية الضرائب مما يسمح للكيان الصهيوني بإبتزاز السلطة الفلسطينية للحصول على تنازلات و مواقف سياسية هزيلة و متخاذلة من أجل فتات الاموال التي يتم إقتطاعها او دفعها حسب المزاج الصهيوني البحت، و من جهة أخرى تم إتباع و تطبيق منهجية الإنسلاخ عن فكرة التحرير و تمويهها خلف شعارات رنانة نسمعها هنا و هناك و ذلك من خلال إدخال الشعب الفلسطيني في خانة الوعي الإستهلاكي و الإعتماد على المساعدات الأوروبية و المنح الأمريكية المقدمة للاجهزة الأمنية مما ارسى مفهوم الإنتفاع لدى الفئة الشابة من شعبنا الفلسطيني، حيث اصبح الإلتحاق بالفصائل الفلسطينية و على راسها حركة فتح هدفاً مباشرة للحصول على فرصة الإلتحاق بالأجهزة الامنية و تغييب فكرة الإلتحاق بحركات التحرر الوطني من أجل التحرير.. ثم تبعها التدخل الإيراني و القطري و المصري و غيرها من الدول في تقديم الدعم كذلك للحكومة الفلسطينية بقيادة حماس في قطاع غزة و ابتي حملت مشروعاً مغايراً للسلطة الفلسطينية الحاملة لفكرة التنسيق الامني و الدولة المدنية تحت الإحتلال، لتقدم مشروع المقاومة و التحرير و الذي تدريجيا لاقى محاربة و حصار من القريب و البعيد على حد سواء مثله مثل ما قبل اوسلو، و الذي ادى الى التراجع البطيء و الممنهج تحت الحصار إلى تسوية الحالة الفلسطينية في قطاع غزة لحالة ما تحت الفقر المدقع و البحث عن الهجرة و الهروب من الوطن لتحقيق الحياة و العيش بكرامة، حيث عملت حكومة غزة الى تطبيق موازي و مشابه للدولة المدنية التي دعت لها اوسلو و السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية و لكن تحت طابع مقاوم يفرض نفسه كون غزة محاصرة و عرضة للحرب بين فينة و أخرى و لكن يمكن وقفها بدفعات الأموال القطرية و التدخل المخابراتي المصري.. في كلتا الحالتين يدور الدور الفلسطيني دون وعي لإجهاض القضية الفلسطينية التحررية و بدعم مباشر من الانظمة العربية و امريكا صاباً في مصلحة الكيان الصهيوني، من خلال إيجاد إعاقة و ثغرة فكرية إنهزامية تتسم بطابع إنقسامي و إنفصالي بين شطري الوطن مععزةً الإنقسام السياسي الفلسطيني بين حركتي فتح و حماس في ظل التقاعس الفصائلي للفصائل الاخرى و حالة التسوييف للوسيط المصري في ملف المصالحة و الذي ارجعنا مئات الخطوات للوراء في مسيرة التحرر الوطني الفلسطيني، و حقق أهدافا صهيونية و مصالح لم تكن الحكومة الصهيونية تخطط لها من الأساس ما قبل الإنقسام الداخلي الفلسطيني.. فإن كنا نعتقد أن صفقة القرن هي وليدة ولاية حكم ترامب و تنفيذها يتم الان فنحن قد نكون متأخري الإدراك و علينا ان نحلل أحداث التاريخ و نعرضها للنقد البناء و التحيلي التاريخي الجدلي لإستخلاص العبر و البحث عن الأدوات و الوسائل الامثل لمواجهة الخطوات النهاية و التنفيذية لصفقة او خطة القرن التي نراها بشكل جلي وواضح هذه الأيام..
#تامر_سلامة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين , ضحية المواقف و الضمير !
-
رواية - 69 يوماً فلسطينياً -
-
القصة القصيرة - مأساة روح -
-
قصيدة ، لقاء روحي
-
الوعي الشبابي في قطاع غزة -
-
قصيدة -صحوة من الموت-
-
القصة القصيرة - الهارب و عازفة البيانو -
-
قصيدة -مشىردٌ فيكِ -
-
قصيدة - المواجهة الأخيرة -
-
أزمة وعي حادة لدى شباب غزة
-
سرطان الرجعية المتفشي في قطاع غزة !
-
القصة القصيرة - ذكريات مفقودة -
-
قصة قصيرة بعنوان - السجين و الذئب -
-
رواية العشق في زمن الرجعية -الرواية الكاملة -
-
القصة القصيرة - لقاءٌ مصيري غير متوقع -
-
فجوة و إشراقة الفن في قطاع غزة
-
تشابه الدور بين رأس النعامة واليسار الفلسطيني
المزيد.....
-
راقصة الباليه التي تثير الجدل حول غزة
-
هل تحقق المقاتلة التركية -قآن- حلم الراقدين إلى جوار صلاح ال
...
-
باكستان وأفغانستان تتفقان على وقف فوري لإطلاق النار
-
مكالمة ترامب وبوتين.. طلب روسي محدد لإنهاء الحرب في أوكرانيا
...
-
الخميسات.. المحطة الأولى من جولة مبادرة “2030.. نربحو كاملين
...
-
تحذير أمريكي من -انتهاك وشيك- من قبل حماس لوقف إطلاق النار ف
...
-
وصول أول مهاجرين زراعيين من موريتانيا إلى إسبانيا
-
هيلسنكي أول مدينة تُسجل عاما خاليا من حوادث السير
-
إجراءات ومعدات مطلوبة لاستخراج الجثث في مناطق غزة
-
عاجل | الخارجية القطرية: باكستان وأفغانستان تتفقان خلال جولة
...
المزيد.....
-
بصدد دولة إسرائيل الكبرى
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
/ سعيد مضيه
-
البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية
/ سعيد مضيه
-
فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع
/ سعيد مضيه
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
/ سعيد مضيه
المزيد.....
|