أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل طه - طه قصيدة تحكي صفورية














المزيد.....

طه قصيدة تحكي صفورية


فيصل طه

الحوار المتمدن-العدد: 6191 - 2019 / 4 / 4 - 01:54
المحور: الادب والفن
    


طه.. قصيدة تحكي صفورية

يجذبك حلو الحديث، حديثه، شهد الكلام. يبهرك ثراء الخيال، خياله، أُُفقه الفضاء. يدهشك تدفق الأفكار، أفكاره، شعاعها النّيّر. يُسحرك روائع الصور، صوره، رسم الجمال.

بساطته كبساطة عبد الهادي وكثقافته الثقافة، منه العصاميّ اقتدى، وبه الإنسانية طفحت والحب نضح وصفورية امتثلت. مسكونة فيه الطفولة الخلاقة، وفيه تنتثر صفورية كإنتثاره هو بها. يتناثر طه "زهرة هنا وصرخة هناك" دون ان يموت ويصر على البقاء ويصرخ فرحا وأملا "لن أموت.. لن أموت" بل "سأبقى بقعة دم بحجم الغيمة على قميص هذا العالم"

عشقه للحياة أقوى من الموت، من "ألف موت"، أقوى من الحياة، وعلامة الموت عنده "أن ينظر في عينيّ حبيبته دون أن يبكي". الموت خمود العواطف والأفكار، همود الإنفعال ودونها "لا معنى للأشياء في الدنيا" و"ما الطير بلا ذكرياتي إلا غابة مناقير وأجمة مخالب". رأى الموت في منامه في لذة نعاسه، شعر به وكان فيه كما هو فيه الآن، سهل الإنسياب، "دافئ ناعم فضفاض"، خال من رهبة وألم. ولوج الموت فينا أسهل من الولوج الى معناه، إذ أنه في حين الموت وبعده سينقطع أبو نزار عن أحبائه وهم كثر بعد أم نزار الزوجة، الحاضنة، الراعية والموحية. يخاف بُعيد الموت "أن لا يراهم ولا حتى مجرد التفكير فيهم". الرحيل عنده ليس موتا، بل "هجرة لا تنتهي لكل جميل فينا ومن حولنا" أملا بالعودة الموعودة، عودة الطيور المهاجرة المهجّرة إلى وَكناتِها الساكنة على أديم الوطن وعلى زيتونه ناطرة، إنه الرحيل وليس الموت.

انتقامُه لا علاقة له بالإنتقام، إن عفوَهُ عند الظفر من غريمه يدغدغ إنسانيته، إذ لغريمه "أُمّا تنتظره".."وأبًا يَحنّ عليه".."وأخوة وأخوات يحبونه".. وزوجة ترحب به، وأطفالا لا يُطيقون الغياب، ولهداياه ينتظرون.

الحزن فيه كبير كبير، أكبر من أيامه ومن غده، رابض عليه وفيه، ولا يرحل. إن فرحه، فرح لا علاقة له بالفرح، فرحه يعايش حزنه، إنه تصوير مثقل دقيق لمشهد مأساة شعب.. شعب فلسطين.

مُكرها رحل الرحيلين، ومكرهة صفورية على رحيلها الى حين. بجوار الشاهدَين، القلعة والقسطل التقى الراحلان وأنشدا يتساءلان ماذا يفعلان "هنا في هذا الليل المجوسي العاكف على ذاته عكوف القلب على البغضاء"، ويتعالى صوت طه "أين أقراطك؟".."أين عقالك؟".."وأين جواد شرحبيل؟" صفورية تجيب، هنا قاسم والمعاصر والقسطل، فادنُ مني يا سنونو، يا صهيل، يا فراشة، يا أنا، فكلانا بعيد قريب، كلانا يخاف العتمة وحلكة الظلام والظُلاّم، كلانا للشمس نضيف خيط شعاع، كلانا للضحى عاشقان بل عابدان.

إبق يا طه حيّا الى جوارها، جوار البلد، صفورية، وانزع الموت عنك وعنها، وانظر الى موتك كنعسة لذيذة، والى رحيلها كحزن جميل، حتى يتبقى فينا قطعة حية من قلبك الواسع، وخصلة من جديلة الحبيبة وقصيدة تحكي صفورية.

بقلم: فيصل طه
صفورية - الناصرة



#فيصل_طه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحبو الأمل على الأمل
- مغارة -القفزة - في الناصرة، مفصل تاريخي في تطور الانسان
- رواية تمام المكحول للكاتب عودة بشارات تتجاوزالواقع لتعود الي ...
- في لحظة سمراء كوطني
- لحظة سمراء كوطني
- المربي اكرم زعبي، رحيل فاجع غير عابيء بعبء حالنا
- الزميل المربي عفو خليلية، رحيلك لم يمهلك رحيق العطاء
- دمعة أمل من بحر غزة
- صرخة واكثر..حب وثورة..
- اليقظة
- صانع النكبتين.. صانع النكبات
- بنت القسطل - صفورية
- وداعا للفراق الى رياض الأرض العامرة.. يا رياض
- قراءة تأملية لرواية دنيا للكاتب عودة بشارات
- الكاتب محمد علي طه -أكتب ليعود الميعاري الى بلدته ويرجع الصف ...
- تجليّات المكان في شعر راشد حسين
- فشروا
- عسكرة الإعلام وسوريا الوطن
- إطلالة على -ساحات زتونيا- - رواية المبدع عودة بشارات
- وا داعشاه!!


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل طه - طه قصيدة تحكي صفورية