أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل طه - الكاتب محمد علي طه -أكتب ليعود الميعاري الى بلدته ويرجع الصفوري الى قسطله-














المزيد.....

الكاتب محمد علي طه -أكتب ليعود الميعاري الى بلدته ويرجع الصفوري الى قسطله-


فيصل طه

الحوار المتمدن-العدد: 5020 - 2015 / 12 / 21 - 15:52
المحور: الادب والفن
    


الكاتب محمد علي طه "أكتب ليعود الميعاري الى بلدته ويرجع الصفوري الى قسطله"
حضرة المُحتفى به، الكاتب والأديب المُبدع محمد علي طه
أيها الحفل الكريم،
أتيناك حُبّا وشوقا، وأتيتنا مُكرّما حاضرا في حضرة الحضور، في حضورك الباقي بيننا، جئتنا ميعاريا وحللت بيتنا العامري الى هذه المدينة لتجول حواريها الحزينة والجميلة، التي سكَنَت فيك ولم تسكنها، تعلّق فؤادك بناسها ومعالمها وتاريخها ورائحة ياسمينها، بسوقها القديم، بعين العذراء، بالجامع الأبيض وكنيسة البشارة، بمسجد السلام، بساحات أول أيار كما قلت.
أدعوك لترافقنا في زيارتنا اليك حيث انت الآن، حيث ما فيك من بداية البدايات، من الأرض والانسان، من كنعان وعنات، من بدء الزرع والغرس والخصب والحب والجمال، تعال نغوص واياك في ثنايا الطبيعة بكل مكوناتها ونستذكر التاريخ ونستجلي التراث ونُقارب الأزمان ونمد المكان عبر الحرف والكلمة التي عانيت الكثير في تكوينها وانبلاجها في اجواء تشظّى بها المكان بناسه، اشطارا في بلاد العرب والغرب أخيامي، ورغم ان النكبة سرقت طفولتك والعابك، بيتك وترابك وأترابك الا ان حبك للطبيعة بقي صامدا وصاغيا لموسيقى الطزّيز الذهبي وهو يطير على وردة ويحطّ على زهرة والى وشوشات الفراشات، معتذرا لمحمود درويش بصداحك المُدوي هذا التراب لي، بير الصفا، البطوف والمَلّ لي، الزيتونة الرومية لي، السنديانة لي، الصبّارة شوكا وزهرا وثمرا لي، نعناع الحكورة لي، آذار لي، وكأنك تقول هذا التراب انا وكل ما ذكرته انا.
تلاحم أسطوري دائم بين الإنسان والطبيعة، يرتقي في جدلية أبدية خلّاقة.
ولتكمل أيها الميعاري نزيفك الدموي من عنق المعرّي الذي بقي شامخا سالما حتى العُهيْدة الداعشية الزائلة حتما، وليصدح دمه أناشيد رسائل الغفران ولتلتصق برسائل النهوض والتحام شقّيّ البرتقالة الفلسطينية في غدٍ آتٍ حزين جميل لتصبح رسائل برنامج "سلامًا وتحية" ذكرى عالقة على جسر النهر الحزين تُناجي "عائد الميعاري الذي يبيع المناقيش في تل الزعتر"، لينزع "وردة يُهديها لعيني حفيظه"، في "الزمن الآتي"، ولينشأ "طفل يقطف الشمس والعسل البرّي"، ليرى صورته صافية في "بير الصفا" تزيّن عيونه "أحواض النعنع" وتظهر أميرة الفصول سلمى "عاشقة ألوان الفراشة والفساتين"، تمدح ربيع بلادها المُرصّع بالبرقوق وعصا الراعي، النرجس الصفّير الأُقحوان، اللّوف والمُقرَة والشومر والخُبّيزة والعِلت والقُرصعنّة، الزعتر الأخضر وشُجيرات بلادنا: السّرّيس والبلّوط والسنديان وغيره، وطيور بلادنا الزرزور، الدويري والسُمّان والشحرور وغيره.
وتعرج الى القدس "أميرة المدن" التي دخلتها "مسكونا بالهم والأسى ومشيت في سوقها كما مشى المسيح على سطح بحيرة في الجليل" ورأيت على كل حجر فيها آية من القرآن وإصحاحًا من الإنجيل، ثم تعود وتطل باستحياء لتتّكئ على مكنوز حبيس من الذكريات الماثلة قبيل النكبة، الى مسيرة مصطفى الثائر المُنتسب الى شجرة البلوط التي "بفضل انتسابنا لها، حافظنا على بقائنا في هذه الدنيا القاسية".
لقد مضى أصحابي "وبقيت انا والبندقية والوطن وتميمة والعصفورة وشجرة البلوط والسرّ"، هذا الجمع الانساني والطبيعة هو رمز البقاء والكفاح والنضال، يغرف مداده الإبداعي من مآسينا وأفراحنا، من كبواتنا ونهوضنا، من هزائمنا وإقدامنا، من بعض عاداتنا الموبوءة ومن كرامتنا، من انغلاقنا الديني وغَيبياتنا، ومن رُؤانا التقدمية، من ظلم المرأة وقهرها واعتبارها غرضا محفوظا في دُرج الرجل الى حين الاستعمال، ومن المرأة الحُرّة المُناضلة المُكافحة التي ترفُش الأبواب الموصدة وتنطلق الى المرام حيث الهواء النقيّ.
كل ذلك في جُلّ كتاباتك بلغة بسيطة تمزج العامية بالفصيحة وبأسلوب جذاب، يُقطر طلًّا على خد الرمان مُتّكأ على قد الريحان، وبسُخرية تُطلق البسمة من شفاه شقائق النعمان.
نقرأك مُثقِّفا، أدبك أدب مُثقِّف على حب اللغة والانتماء والتسامح والكفاح والكرامة وصحيح الكلام.
عدت وكتبت مرارا "أَكتب ليعود الميعاري الى بلدته ويرجع الصفوري الى قسطله".
سلام لك وعليك والسلام

فيصل طه
الناصرة – صفورية
الكلمة التي أُلقِيت في حفل تكريم الكاتب والأديب المُبدع محمد علي طه - الناصرة



#فيصل_طه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجليّات المكان في شعر راشد حسين
- فشروا
- عسكرة الإعلام وسوريا الوطن
- إطلالة على -ساحات زتونيا- - رواية المبدع عودة بشارات
- وا داعشاه!!
- صفورية
- فضاء اليرموك يدوّي


المزيد.....




- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...
- مليون مبروك على النجاح .. اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل طه - الكاتب محمد علي طه -أكتب ليعود الميعاري الى بلدته ويرجع الصفوري الى قسطله-