أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سيلوس العراقي - حين أصبح الحزب الشيوعي غاية في ذاته















المزيد.....

حين أصبح الحزب الشيوعي غاية في ذاته


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 6188 - 2019 / 4 / 1 - 16:55
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


تتمة لمقالنا السابق
مصير دكتاتورية الدولة والحزب الواحد


ان الدولة القسرية (التعسفية) التي تعتمد على نهج التغيير بالعنف والقوة والاكراه لم يتم انكارها من قبل الصفّ الأول من القادة الشيوعيين. ففي دفاعه عن دولة تعتمد على القوة والاكراه يفترض فلاديمير ايليتش لينين، قائد ثورة اوكتوبر 1917 ، بأنها ستكون مؤقتة، على افتراض أن الدولة القسرية ستتلاشى حال انتهائها من انجاز مهمتها
لكن الأمر الجوهري الذي فات لينين، أو أنه تجاهله وتجاوزه على أكبر تقدير، هو أن التجريد المسمى "دولة" لا يتكون من أفراد، أو أشخاص منزَّهين أو مجموعة من الرهبان الزاهدين المتصوفين المتقشفين، أو انهم هبطوا من السماء أو من كوكبٍ آخر، بل انه يتكون من أشخاص (من الجنس البشري الطبيعي العادي بسلبياته وايجابياته)، يحملون الخصائص الطبيعية البشرية التي يحملها مجتمعهم، فهم أشخاص يهتمون بمصالحهم الخاصة، مهما كانت مهمتهم التاريخية كبيرة ومهما كانت الأهداف الكبرى والسامية والمثالية التي كانوا قد ملأوا رؤوسهم بها، ومهما كانت مشعة وضّاءة الهالة المشعة التي اصطنعها لهم مريديهم وأنصارهم

الأمر ذاته بشأن الدولة كان قد وقع فيه ماركس. فعلى الرغم من أن الدولة بحسب ماركس لا تخدم سوى ملاّكي العقارات وليس لها مصلحة خاصة بها
إلا أنه في الواقع، أن حكامها سيتطوّرون (ويتحولون) الى طبقة جديدة ستنتفخ تدريجيًا، وستسمي نفسها بالـ "الحزب الطليعي" الذي سيدخل في عصر جديد وسيصبح هكذا الحزب الطليعي بنفسه هو غاية في حد ذاته

وعلى هذا فالأمر في التطبيق العملي يبدو واضحًا جدًا، ولا مفرّ منه، فمن أجل الحفاظ على السلطة مركزيًا : " لا يوجد خيار أمام الدولة - أو بتعبير أدق أمام الحزب الشيوعي - سوى استيعاب هذه الطبقة الجديدة" لأنه يعتمد عليها في البقاء في السلطة

ففي ظل الشيوعية، تنمو السلطة الرسمية على قدم وساق لسبب بسيط تفرضه طبيعة ومنهجية حكم سلطة الحزب الشيوعي المركزية، المتمثل بوجوب الزامي وعقائدي بأن تكون جميع جوانب الحياة الوطنية وحياة الشعب، بما في ذلك الاقتصاد إلى حد كبير في قبضة الكادر القيادي المركزي، وأن يتم الاستيلاء عليها من قبل سلطة دولة الحزب الشيوعي بقبضة حديدية صارمة. ولانجاز كل هذا فإنها تتطلب بيروقراطية كبيرة لإدارتها
هذه البيروقراطية هي كبش فداء مفضّل لكلّ نظام شيوعي، لأنه لا يمكن لأحد أن يدير ويصرّف أمور الدولة (الامبراطورية) من دونها

في الاتحاد السوفياتي، وفي غضون بضع سنوات بعد الانقلاب البلشفي، بدأ النظام في تقديم مكافآت فريدة للكوادر القيادية، والتي تطورت في الوقت المناسب وتحولت إلى طبقة مميزة وراثية. وبهذا تم لفظ نهاية المثل الأعلى للمساواة
ماحدث في الاتحاد السوفيتي الشيوعي السابق، بشأن خلق طبقة مميزة متخمة من الكوادر القيادية، تم نقله واستنساخه في أنطمة الحكم ليس فقط في الكتلة الاشتراكية الشرقية، بل في كافة الدول في انحاء العالم التي دارت في فلك موسكو، التي تم حكمها من قبل الشيوعيين أو من قبل رؤساء وقادة استلهموا طريقة الحكم السوفيتية الشيوعية في ادارة أمور دولهم. فقدم القادة المكافآت للحلقة القريبة منهم وأغرقوهم بها، فخلقوا طبقة من الاثرياء المتميزين
وهذا الأمر يتنافى مع هدف المساواة الذي تدعي الشيوعية بانه هدف مهم من أهدافها النظرية



وقفة قصيرة
ألا نرى اليوم بقايا ذلك النهج في كوريا الشمالية الديمقراطية (جدًا جدًا) لحد التخمة، الى الدرجة التي يعتبرها بعض الشيوعيين اليوم معلّمة للديمقراطية في لعاملنا المعاصر، كما نرى ذات المأساة في الحالة الراهنة في ازدهار فنزويللا التي يصرّ نظام مادورو المتعفن على اتباع نهج قد تم اعلان فشله منذ تسعينات القرن الماضي أو قبل هذا التاريخ، ومن قبل قياديين شيوعيين سوفيت بانفسهم وباعترافاتهم الموثقة ـ انتهت الوقفة القصيرة


وبالعودة الى الاتحاد السوفيتي الشيوعي الراحل، ومن أجل فرض المساواة في الممتلكات، كان من الضروري إضفاء الطابع المؤسسي على عدم المساواة في الحقوق

التناقض بين الغايات والوسائل كان واضحًا في الدولة الشيوعية، كما في كلّ دولة تمتلك فيها الدولة كلّ الثروة الإنتاجية، ولم يكن للحكم الشيوعي من مفرّ من أمورٍ تخرج عن السيطرة عمليًا ولا تنفع في منعها ومحوها كل التنظيرات والافكار (المثالية) إن كانت تنظيرات ماركسية او لينينية أو غيرها

صحيح ان الدولة الشيوعية قد انتبهت لذلك، وحاولت علاجه، ولقد بذلت محاولات دورية للتخلص من القبضة التي أمّنتها الشيوعية على الدولة والمجتمع

فحاول لينين وستالين القضاء عليها، وتمت عمليات التطهير المعروفة التي أدت في عهد ستالين إلى القتل الجماعي ولم يقتصر الأمر على الاتحاد السوفيتي بل ايضًا حدث الأمر ذاته في الصين

ففي الصين أطلق ماو "الثوره الثقافية" وتمت عمليات تطهير وقتل. لكن.. ما النتيجة ؟

لم تنجح أي من هذه المحاولات في الاتحاد السوفيتي أو الصين. في النهاية، فازت طبقة النخبة القيادية ـ الكوادر الحزبية القيادية ـ للدولة
nomenklaturas
لأنه بدون هذه الطبقة لن ينجح شيء
بل من دونها سيكون فقدان وانهيار سلطة الدولة الشيوعية

كانت البيروقراطية المتأصلة في الأنظمة الشيوعية مسؤولة أيضًا عن الإخفاقات الاقتصادية، التي ساهمت إما في سقوطها أو أجبرت السلطة (من دون اعلان ذلك على الملأ ـ لأنه تحصيل حاصل)على التخلي عن الشيوعية شيئا فشيئا في كلّ شيء، باستثناء الاسم

ولجأت الانظمة الشيوعية والاشتراكية الى تأميم الأصول الإنتاجية في كل مفاصل الحياة الاقتصادية الخاصة: الزراعية والاصناعية والتجارية وغيرها، أدى إلى نقل إدارتها إلى المسؤولين الذين ليس لديهم الكفاءة ولا الخبرة ولا الدافع لتشغيلها بكفاءة
وكانت النتيجة الحتمية انخفاض الإنتاجية

علاوة على ذلك ، فإن الصلابة الموروثة في الإدارة المركزية جعلت الاقتصادات الشيوعية غير مستجيبة للابتكار والتطور التكنولوجي في العالم الراسمالي المعاصر للاتحاد السوفيتي، التطور الذي أدخل الغرب والعالم الرأسمالي في مرحلة الازدهار الشامل، وهو ما يفسر لماذا غاب الاتحاد السوفيتي، على الرغم من مستواه العلمي العالي، عن بعض أهم الاكتشافات التكنولوجية في النصف الثاني من القرن العشرين

لقد أشار "فريديريك حايك" إلى أن السوق الحرة هي وحدها القادرة على الإحساس بالتغيرات في الاقتصاد والاستجابة لها

النهج الأفضل للتطور
إن احتمال الإثراء وتحسين المستوى المعيشي الشخصي والخاص، هو الذي يحفز الناس على بذل كل جهودهم لتأمين أموال ومكاسب مادية بما يتجاوز احتياجاتهم الآنية أو العاجلة وتنفتح هكذا ابواب الازدها العام للمجتمع بكافة فئاته المجتمعية من دون تمييز
بينما تخالف الشيوعية هذه القاعدة الطبيعية . فماذا كانت النتيجة ؟
كانت نتيجة صلابة الادارة المركزية الشيوعية للاقتصاد والانتاج بقبضة حديدية صارمة الى إفقار مجتمعاتها وخلقت حالة واسعة من التخلف والتقهقر في المستوى المعاشي، بكلمة أخرى أدت الى حالة المساواة في الحرمان لدى أغلبية افراد الشعب، ازاء حالة المساواة في الرخاء والتخمة المادية لدى (طبقة النخبة الصغيرة جدًا) الطبقة الحاكمة والكوادر القيادية للحزب الطليعي حصرًا

يتبع

راجع مقالنا
الاشتراكية : نظام لسعادة المجتمع أم لتعاسته ؟



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير دكتاتورية الدولة والحزب الواحد
- قصاصات سيلوسية30: الصراع الأبدي بين الأديان4
- الجولان وما أدراك ما الجولان
- قصاصات سيلوسية29: الصراع الأبدي بين الأديان3
- قصاصات سيلوسية28: الصراع الأبدي بين الأديان2
- قصاصات سيلوسية27: الصراع الأبدي بين الأديان1
- قصاصات سيلوسية26 : المخصيين في الصين
- قصاصات سيلوسية 25 : خصيتاه أنقذتاه من الموت
- من يهيمن على مجلس حقوق الانسان؟
- قصاصات سيلوسية24: الزي الموحّد واللون الخاكي
- وليد المعلم : لا يزال اسمي ترنتي
- بشار الأسد ونظام الملالي : وافق شنٌ طبقة
- قصاصات سيلوسية 23: الماسوريين ونصّ البيبليا
- قصاصات سيلوسية 22 : ألا يستحق من اكتشف الله أكبر جائزة في ال ...
- ايران : هل هي بداية النهاية للمشروع الفارسي الاستعماري؟
- هل تحوّل قرارات ترمب قادة الاتحاد الأوربي الى حمقى ؟
- قصاصات سيلوسية 21 : من المظلة الى الشمسية والمطرية
- قصاصات سيلوسية 20 : ربطة العنق لماذا يمنعها آيات الله الاير ...
- قصاصات سيلوسية 19 : يسوع الأسد
- قصاصات سيلوسية 18 : جنون هتلر بالشوكولاته وبسيقان النساء


المزيد.....




- تناول 700 حبة بأقل من 30 دقيقة.. براعة رجل في تناول كرات الج ...
- -كأنك تسبح بالسماء-.. عُماني يمشي على جسر معلق بين قمتين جبل ...
- روسيا غير مدعوة لمؤتمر -السلام- وسويسرا تؤكد ضرورة وجودها -ل ...
- شاهد: موسكو تستهدف ميناء أوديسا بصاروخ باليستي وحريق هائل يص ...
- روسيا تنفي اتهام أمريكا لها باستخدام أسلحة كيماوية في أوكران ...
- بولندا تقترح إنشاء -لواء ثقيل- لأوروبا دون مشاركة الولايات ا ...
- عقيد أمريكي سابق يكشف ماذا سيحدث للولايات المتحدة في حالة ال ...
- سيئول تنوي مضاعفة عدد الطائرات المسيرة بحلول عام 2026
- جورج بوش الابن يتفرغ للرسم.. وجوه من خط في لوحاته؟
- من بيروت.. رئيسة المفوضية الأوروبية تعلن عن دعم بمليار يورو ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سيلوس العراقي - حين أصبح الحزب الشيوعي غاية في ذاته