أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الذيب - فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 1













المزيد.....

فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 1


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 6188 - 2019 / 4 / 1 - 02:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أبدأ بهذا المقال حلقات عنونتها فلسطين والنازية اليهودية
سوف تصدر كتابة وتسجيلًا في قناتي
أنظر أول حلقة مسجلة في هذا الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=NYsKoB74PcQ

وقد فرض علي هذه الحلقات الوضع الحالي في منطقتنا التعيسة.

هناك أولًا هرولة من الدول العربية - الخائنة - لنقل الكلمة كما هي - التي بدأت ترتمي في أحضان إسرائيل غير واعية للمخططات التي تعدها هذه الدولة ضد منطقتنا بأكملها.

من جهة اخرى، سجلت عدة حلقات مع قنوات تنويرية والحادية، وأيضا تبشيرية، واكتشفت لاحقا أن هذه القنوات، يا للأسف، انجرت كما تنجر الدول العربية نحو الإرتماء في احضان اسرائيل
وبهذا خانت الأمانة. فهي تنتقد الإسلام، لأسباب مشروعة، ولكن في نفس الوقت تجدها تدافع عن دولة مبنية على نظام ديني عنصري نازي.
تناقضٌ فظيع لا يشرفها ولا يشرف التنويريين ولا الملحدين.
ولكن لا اريد ان اقطع الأمل في هذه البرامج التنويرية والإلحادية والتبشيرية، فلعلها تجهل ما يحدث في منطقتنا. ومن هنا كان واجبي ان اعيد للذاكرة ما يحدث في المنطقة.

ملاحظة ثانية: عنوان هذه الحلقات: فلسطين والنازية اليهودية
أوضح بأن عبارة اليهودية النازية ليست مني. فهي عبارة الفيلسوف الإسرائيلي اليهودي، استاذ في الجامعة العبرية في القدس، Yeshayahou Leibowitz يشعياهو ليبوفيتش، الذي توفى عام 1994، وكان ناقدًا شديدًا جدًا لسياسة اسرائيل التي وصفها بأنها يهودية نازية Judeo-Nazi
ولكن لنتخطى التعبيرات ولنذهب إلى الواقع.

اعتمد في حلقاتي هذه أساسًا على كتيب كنت قد نشرته عام 1992 بالفرنسية، ثم اعدت نشره مع توسع بالعربية عام 2003. ويمكنكم تحميل النص من هذا الرابط
التّمييز ضدّ غير اليهود في إسرائيل http://alkalema.net/tamiz.htm
.
أول ما اريد ان اوضحه في هذه الحلقة هو ما يلي:

معنى الحرية الدينية
------------
لماذا هذا العنوان؟
لأن دولة اسرائيل تدعي انها تحترم الحريات والأقليات. ولكن ما هو الواقع؟

سوف ترون من هذه المداخلات بأن اسرائيل تمارس سياسة تمييزية ضد غير اليهود إن كانوا مسلمين أو مسيحيين، لذنب واحد انهم ليسوا يهود.
وفي المقابل كانت النازية الألمانية تضطهد اليهود لسبب واحد لأنهم يهود.
مما يعني انه قُلبت الموازين: كان اليهود في المانيا النازية يُضطهدون لأنهم يهود، وفي فلسطين اسرائيل تضطهد غير اليهود لأنهم ليسوا يهود. وهنا وجه التطابق بين النازية الألمانية والنازية اليهودية.

ما معنى اذن الحرية الدينية؟

1) الحرية الدينية في الوثائق الدولية

تكفل الحريَّة الدِّينيَّة حقَّ الانتماء إلى ديانة معينة وممارسة الشعائر المنصوص عليها في تلك الدّيانة. وبالإضافة لذلك فهي تُحرِّم أيَّ تمييز بسبب الدِّين. هذا ما تؤكده الفقرة الثالثة من المادة الأولى من ميثاق الأمم المُتَّحدة والفقرة الأولي من المادة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وهذه الفقرة تقول:
لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي سياسياً وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أي وضع آخر.

وتضيف المادة 18 من هذا الإعلان:
لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في إظهار دينه ومعتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة.

وقد جاء في الفقرة الأولى من المادة الرابعة لإعلان عام 1981 بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد:
تتخذ جميع الدول تدابير فعالة لمنع واستئصال أي تمييز، على أساس الدين أو المعتقد، في الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية في جميع مجالات الحياة المدنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وفي التمتع بهذه الحقوق والحريات.

2) الحرية الدينية في إعلان قيام دولة إسرائيل

في 14 أيار 1948، وقَّع 37 عضواً في مجلس الشّعب المُؤقَّت إعلاناً يُصرِّحون فيه:
نحن أعضاء مجلس الشعب ممثلي الجالية اليهودية في أرض إسرائيل والحركة الصهيونية ... نجتمع لنعلن بذلك قيام الدولة اليهودية في أرض إسرائيل والتي سوف تدعى "دولة إسرائيل". وسوف تفتح دولة إسرائيل أبوابها أمام الهجرة اليهودية لتجميع شمل المنفيين وسوف ترعى تطور البلاد لمنفعة جميع سكانها دون تفرقة في الدين أو العنصر أو الجنس. وسوف تضمن حرية الدين والعقيدة واللغة والتعليم والثقافة. وسوف تحمي الأماكن المقدسة لجميع الديانات وسوف تكون وفيّة لمبادئ الأمم المتحدة.

هذا الإعلان، المُسمَّى بطريقة مغلوطة إعلان قيام دولة إسرائيل، هو في الواقع إعلان إنشاء دولة يهوديَّة على أرض إسرائيل، كما ورد في التّمهيد. وهو يسكت عمداً عن حدود هذه الدّولة، تلك الحدود التي لم تُحدَّد أبداً بعد ذلك.

إنَّ الجزء المُتعلِّق بمساواة الحقوق ليس له أيَّة قيمة قضائيَّة بما أنَّ هذا الإعلان لم يُصوَّت عليه أبداً، ولم يُقرُّه الكنيست. وفوق ذلك لقد تمَّ تبنِّي قانون في 23 تموز 1980، مفاده:
عندما تواجه المحكمة مسألة قانونيَّة تتطلَّب قراراً، ولا تجد إجابة عنها في القانون، ولا في القضاء، أو ما يماثله، فيجب عليها أنْ تتَّخذ قرارها على ضوء مبادئ الحريَّة والعدالة والسّلام القائمة على تراث إسرائيل.

وأثناء المجادلات المُتعلِّقة بهذا القانون أشارت شولاميت آلوني في الكنيست إلى إنَّ تراث إسرائيل يتضمَّن أيضاً "الهلاخا" (وهي قواعد دينيَّة يهوديَّة) والتي تُؤكِّد على ما يلي:
أنتم فقط اليهود تُدعَون كائنات بشريَّة. أمّا أمم العالم فليسوا كائنات بشريَّة. وعليه فإنَّه غير مطلوب أنْ تمدَّ يد العون لغير يهودي إذ أن الوثنيُّين لا يُعدّون بشراً. كما أنه ممنوع أنْ تمدَّ يد العون إلى الأغيار/ غير اليهود يوم السّبت، لأنَّ خطر الحياة يلغي موانع السّبت، وذلك في حال تعرُّض الحياة اليهوديَّة للخطر فقط.

وقد اقترحت شولاميت آلوني إضافة عبارة "ما يقرّه إعلان قيام دولة إسرائيل" إلى عبارة "تراث إسرائيل" في القانون المذكور. واقترح نائب آخر إضافة عبارة "ما يقرّه التراث العالمي للبشريَّة". لكنَّ هذَيْن التّعديلَيْن قد رُفضا.

هذا وليس لإسرائيل دستور لأن رجال الدين اليهود يخشون أن يتضمن مادة تسن على المساواة بين الناس دون تمييز على أساس الدين. فهم يعتبرون اليهود فوق الجميع. وقد أعلن الحاخام الأشكنازي شلومو غورين أنَّه ضدّ تبنّي قانون مناهض للعنصريَّة لأنَّه يعني إلغاء الحدود الفاصلة بين غير يهود ويهود.

وفي عام 1992، تم تبنّي قانون حول كرامة وحرية الشخص، عُدِّل عام 1994، ضمن مجموعة قوانين تأخذ طابعاً دستورياً. ولكن هذا القانون، الذي هو بمثابة إعلان لحقوق الإنسان، لم ينص على حق المساواة، ولا يكفل أي حماية للمواطنين العرب الإسرائيليين ضد التمييز، ولم تصدر المحاكم الإسرائيلية أي قرار مبني على هذا القانون يلغي القوانين أو الممارسات العنصرية التي يعاني منها غير اليهود. لا بل أن المحاكم الإسرائيلية تبرر عامة التمييز ضد غير اليهود وتدافع عن تصرفات الحكومة الإسرائيلية في هذا المجال.

هذا والممارسات والقوانين التي تلت إعلان قيام دولة إسرائيل بيَّنت أكثر من أيِّ برهان آخر أنَّ فاعليها لم يكن لديهم النّيَّة أبداً في أنْ يتقيَّدوا بمبادئ المساواة وعدم التّمييز المُشار إليهما في إعلان قيام دولة إسرائيل.
.
وسوف اعود في مقال لاحق للقانون الأخير الخاص بيهودية الدولة الإسرائيلية.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعتقد سامي الذيب؟
- معلومات خطيرة عن الجزائر: عائلة يهودية وراء ما يجري؟
- سبب المسبات في التعليقات - وسبب شربي الخمر
- الجزائر: إحذروا الفتنة
- مقابلة مع صحفية عن الجزائر: وضع دستور جديد أهم من تغيير الرئ ...
- هناك مؤامرة على الجزائر
- خرافات الإعجاز في القرآن
- إلى اخوتي الجزائريين: لا يلسع المؤمن من جحر افعى مرتين
- حوار مع منكر لحد الردة في الإسلام
- ما هو الحل لمأساة غزة؟
- حوار مع مسلمة حول شريط للشعراوي بقتل تارك الصلاة
- سؤال من فلسطيني من إسرائيل: هل نحن عرب؟
- نافذة أمل ... ونقاش مع متصهين
- سامي الذيب - انا أفضل من إمام. أنا نبي
- المتطفلون
- مبادرة سويسرية لمنع صلاة الكراهية في الأماكن العامة
- نهاية اسرائيل... وفلسطين
- لمن فلسطين؟ حوار مع امازيغي
- حوار مع المتصهينة العراقية ماجدة غضبان
- انتصار هتلر بعد وفاته في اسرائيل


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الذيب - فلسطين والنازية اليهودية - حلقة 1