أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سامي الذيب - مقابلة مع صحفية عن الجزائر: وضع دستور جديد أهم من تغيير الرئيس















المزيد.....

مقابلة مع صحفية عن الجزائر: وضع دستور جديد أهم من تغيير الرئيس


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 6173 - 2019 / 3 / 15 - 03:02
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أود أن أقدم لكم ترجمة للنص الأولي لمقابلة بالفرنسية أجريتها مع صحفية جزائرية حول الوضع في بلدها.

-----

سؤال: هل يمكن أن تقدم نفسك لقرائنا؟
----
إجابة
----
سامي الذيب، مسيحي من أصل فلسطيني. مواطن سويسري. دكتور في القانون من جامعة فريبورغ. مؤهل لإدارة الأبحاث من جامعة بوردو. أستاذ جامعات «الاستشارية القومية للجامعات - فرنسا». مسؤول عن القانون العربي والشريعة الإسلامية في المعهد السويسري للقانون المقارن من عام 1980 إلى عام 2009. مدير مركز القانون العربي والإسلامي. علمت الشريعة الإسلامية والقانون العربي في عدة جامعات سويسرية وفرنسية وإيطالية. ترجمت الدستور السويسري إلى العربية، كما اعددت طبعة عربية للقرآن وترجمته بالتسلسل التاريخي إلى الفرنسية والإنكليزية والإيطالية. ترجمت الدستور السويسري باللغة العربية للكونفدرالية السويسرية.
.
سؤال: قلت إنك على استعداد للمشاركة في صياغة دستور جزائري جديد. ما الذي يحفزك على ذلك؟
----
إجابة
----
لقد كنت دائماً أحمل الجزائر في قلبي. عندما استقلت الجزائر عام 1962، كان والدي الفلاح الفسطيني البسيط في زيارة لي في المدرسة الإكليريكية اللاتينية في بيت جالا حيث كنت ادرس لكي اصبح رجل دين مسيحي.... وكان عمري 13 سنة. وكانت المدرسة الإكليريكية في ذاك الوقت تحت ادارة رجال دين أكثرهم من فرنسا. قال لي والدي الفلاح الفلسطيني البسيط... الذي لم يخرج من فلسطين يوما واحدا، ولا يعرف أين تقع الجزائر على الخارطة: يا ابني، خبِّر رؤساءك رجال الدين الفرنسيين بأننا انتصرنا عليهم. لقد كان فخوارًا بإستقلال الجزائر... وكأنه جزائري.

بقيت كلمة والدي ، الفلاح الفلسطيني البسيط ، في ذاكرتي. وطبيعيا عشت ما يسميه الجزائريون بالعشرية السوداء بحزن كبير. كانت الجزائر لا تغيب يوما واحدا عن مخيلتي... اتابع اخبارها ويدي على قلبي، والدمع في عيني. وما يحدث في الجزائر يقلقني. لقد نشرت لهذا الغرض شريطين على قناتي. الأول ، بالفرنسية والعربية بعنوان: "إلى اخوتي الجزائريين: لا يلسع المؤمن من جحر افعى مرتين" ، والثاني بالعربية ، بعنوان: "هناك مؤامرة على الجزائر". لا أريد أن أرى الجزائر تغرق في مأساة العشرية السوداء من جديد.

وعندما سمعت أن الرئيس بوتفليقة يريد عمل دستور جديد ، شعرت بأنني ملزم من الناحية الأخلاقية بتقديم خدماتي. إنه واجب أخلاقي نحو بلد كان أبي فخورًا به. أشعر أنني لدي المهارات اللازمة للقيام بذلك لأنني خبير في القانون العربي والإسلامي ، وقد درست القانون في سويسرا وعلقت على مشروع الدستور الفلسطيني. يجب أن يؤسس هذا الدستور المقترح لجزائر حرة وديمقراطية وعلمانية.
.
سؤال: هل سيقبل المسؤولون الجزائريون خدماتك؟
----
إجابة
----
هذا لا يعتمد علي بل على المسؤولين. ولكن بودي أن يعرفوا أنني تحت تصرفهم مجانًا.
.
سؤال: ما هي النقاط التي ستقترحها؟
----
إجابة
----
هذا السؤال مهم جدًا. لأنه ، حتى لو لم يلجأ المسؤولون الجزائريون إلى مهاراتي ، فمن خلال إعطائي الكلمة في مقابلتك ، يمكنني أن أوضح النقاط الأساسية التي يجب عليهم تعديلها أو إضافتها في الدستور الجديد لضمان وجود جزائر حرة ديمقراطية وعلمانية. هذه النقاط مرتبطة بشكل خاص بالدين الإسلامي.

يذكر الدستور الحالي الإسلام على هذا النحو : 3 مرات في الديباجة ، وكذلك في المواد 2 و 90 و 212. هناك أيضًا ذكر للخلق الإسلامي في المادة 10 ، والمجلس الإسلامي الأعلى في المادتين 195 و 196. وتشترط المادة 87 بأن رئيس الجمهورية يجب ان يدين بالإسلام. والأهم هو المادة 2 التي تنص على أن "الإسلام دين الدولة". وتنص المادة 212 على أنه "لا يمكن أي تعديل دستوري أن يمس ... الإسلام بإعتباره دين الدولة".

ذِكر الإسلام كدين للدولة يطرح إشكالية. أركان الإسلام خمسة: الشهادة والصلاة والصوم والزكاة والحج. والدولة لا تفي بأي من هذه الأركان التي تفرض واجبات على الأفراد. فالدولة هي هيئة إدارية يجب أن تضمن حسن سير المجتمع. فلا يمكن أن يكون لها دين. وكما يقول المثل: الدين لله والوطن للجميع.

إن إعلان الإسلام كدين للدولة يعني أن المسلمين فقط هم المواطنون الحقيقيون. ولكن يجب على الدولة رعاية مصالح جميع مواطنيها.

من ناحية أخرى ، يحتوي الإسلام على نظم تتعارض مع المبادئ المنصوص عليها في الدستور ، بما في ذلك المادة 212 التي تحظر تعديل "الحريّات الاساسيّة وحقوق اإلنسان والمواطن". ناهيك عن مبدأ المساواة في المادة 34 ، التي تنص على ما يلي: "تهدف المؤسسات ضمان مساواة كل المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات ... " والمادة 158: "أساس القضاء مبادئ الشرعية والمساواة ..."

لا يمكننا أن نجعل الإسلام دين الدولة ، وفي الوقت نفسه ندَّعي أنه يضمن مبدأ المساواة بين المواطنين وحرية الضمير. هذا تناقض غير قابل للتوفيق. نحن نعلم جيدًا أن الإسلام يحتوي على أحكام تتعارض مع مبدأ المساواة ، خاصة على أساس الجنس والدين ، كما رأينا بوضوح في النقاش الذي دار في تونس فيما يتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة في مسائل الميراث ، وزواج المسلمة من غير المسلم. يجب أن تضاف إلى ذلك القيود الدينية على الحرية الفردية ، مثل حرية الفرد في تغيير دينه (المنصوص عليها في المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان). تجدر الإشارة هنا إلى أن القانون الجزائي العربي الموحد الذي صادق عليه جميع وزراء العدل العرب ، وتحديداً في الجزائر في عام 1996 ، والذي هو منشور على موقع جامعة الدول العربية ، ينص على عقوبة الإعدام بحق المرتدين. أضف إلى ذلك الحق في الصيام أو عدم الصيام خلال شهر رمضان ، الذي يطرح مشاكل سنويًا في الجزائر. وتتعارض هذه النظم مع المادة 42 التي تنص على أن "لا مساس بحرمة حريّة المعتقَد، وحرمة حريّة الرأي".

لذلك يجب أن نزيل كل ذكر للإسلام من الدستور ، ونراجع القسم في المادة 90 الذي يجب على رئيس الجمهورية أن يؤديه والذي يقول: "وفاء للتضحيات الكبرى ولأرواح شهدائنا الأبرار وقيم ثورة نوفمبر الخالدة أقسم بالله العلي العظيم أن أحترم الدين الإسلامي وأمجده". لا يمكن أن يكون هذا من وظيفة رئيس دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، ناهيك عن دولة علمانية. من ناحية أخرى ، هناك حاجة لمراجعة قانون الأحوال الشخصية للمساواة بين الجنسين ، وبين المسلمين وغير المسلمين. أعتقد أن الدستور الجديد ، بدلاً من المادة 42 الحالية ، يجب أن يأخذ بالمادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على ما يلي: "لكلِّ شخص حقٌّ في حرِّية الفكر والوجدان والدِّين، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في تغيير دينه أو معتقده، وحرِّيته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبُّد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة".
.
سؤال: هل تعتقد أن المجتمع الجزائري مستعد لقبول دولة علمانية؟
----
إجابة
----
إن خلاص الجزائر الوحيد هو خيار الدولة العلمانية. هذا هو المبدأ الذي تبنته سويسرا في دستورها لعام 1874 ، مع العلم أنه بدون الفصل بين الدولة والدين ، لا يمكن للسلطات أن تضمن السلام الداخلي ، وهو شرط مسبق لأي ازدهار اقتصادي. يجب ضمان مبدأ المساواة بين المواطنين ، بغض النظر عن دينهم. دعونا نتذكر هنا أن المرة الأولى التي ذكرت فيها عبارة الحروب الدينية في أوروبا ، كانت تتعلق بالصراعات بين الكاثوليك والبروتستانت في سويسرا. أعتقد أن الجزائر ، بعد العشرية السوداء ، يمكنها، لا بل يجب عليها، بناء مجتمع حديث، حر، ديمقراطي وعلماني. وعلى أي حال ، سوف يطرح موضوع الفصل بين الدولة والدين عاجلاً أو آجلاً في الجزائر ، كما هو الحال في جميع البلدان التي تطلق على نفسها اسم دول عربية أو إسلامية. فلماذا تأجيل حتى الغد ما يمكن عمله اليوم؟
.
سؤال: ما رأيك بالحراك في الجزائر؟
----
إجابة
----
انا ضد ثورات الشوارع فكلها ادَّت إلى طريق مسدود، ومع ثورات العقول. فكل ثورات الشوارع ادت إلى ركوب الإسلاميين للموجة وتدمير البلاد. ألا تكفي العشرية السوداء؟ قيم رئيس وحط رئيس، اذا الشعب ما بتغير التيس بظل تيس. نريد تغيير الرؤوس وليس تغيير الرئيس.

سيقولون لك بأن حراك الشوارع في الجزائر هو حراك سلمي. ولكن يجب التذكير بأنه لم يحدث في التاريخ أن حراكا سلميا استمر سلميا. فهو يبدأ بالتسخين وينتهي بالذبح والتدمير. ولا يلسع المؤمن من جحر افعى مرتين

سيقول البعض لك، ألست مع الديمقراطية؟ إن اختار الشعب الإخوان المسلمين، فلماذا انت ترفض قرار الشعب؟
والجواب بسيط جدا. الديمقراطية لا معنى لها إن لا يصاحبها مبدأ المساواة بين الناس. تقول المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: "يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق". وهذا المبدأ ترفضه جميع الأديان لأنها تميز بين المؤمن وغير المؤمن. لذا يجب فصل الدين عن الدولة ومنع الأحزاب الدينية. فالدميقراطية لتلك الأحزاب هي وسيلة للوصول للسلطة... دون الإلتزام بمبدأ المساواة الذي لا يمكن لها ان تعترف به.
.
سؤال: ما رأيك في قرار الرئيس بوتفليقة بالتخلي عن ولاية خامسة وتأجيل التصويت حتى تبني دستور جديد قبل نهاية هذا العام؟
----
الإجابة
----
بالنسبة لي ، وضع دستور جديد أهم من تغيير الرئيس. سيؤسس دستور جديد قاعدة جديدة للمجتمع الجزائري. الشخص الذي يبني المنزل يبدأ بأساس متين ، وليس بالسقف.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناك مؤامرة على الجزائر
- خرافات الإعجاز في القرآن
- إلى اخوتي الجزائريين: لا يلسع المؤمن من جحر افعى مرتين
- حوار مع منكر لحد الردة في الإسلام
- ما هو الحل لمأساة غزة؟
- حوار مع مسلمة حول شريط للشعراوي بقتل تارك الصلاة
- سؤال من فلسطيني من إسرائيل: هل نحن عرب؟
- نافذة أمل ... ونقاش مع متصهين
- سامي الذيب - انا أفضل من إمام. أنا نبي
- المتطفلون
- مبادرة سويسرية لمنع صلاة الكراهية في الأماكن العامة
- نهاية اسرائيل... وفلسطين
- لمن فلسطين؟ حوار مع امازيغي
- حوار مع المتصهينة العراقية ماجدة غضبان
- انتصار هتلر بعد وفاته في اسرائيل
- لا مساندة لشريف جابر
- مستقبل الإسلام ... سيختفي
- القرآن امامنا بلسان عربي مبين - نكتة آخر السنة
- الرق في الإسلام - تفسير آيات الرق خلال العصور
- ما هي اكثر الاشياء التي جلبت انتباهك في القرآن؟


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سامي الذيب - مقابلة مع صحفية عن الجزائر: وضع دستور جديد أهم من تغيير الرئيس