أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - - العراقيون C.I.A - مثقفو الـ














المزيد.....

- العراقيون C.I.A - مثقفو الـ


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 438 - 2003 / 3 / 28 - 04:25
المحور: الادب والفن
    



مثقفو الـC.I.A العراقيون
                        
منذ حرب الخليج الثانية ( غزو الكويت ) ، بدأ الإنخراطُ الأول لمثقفين عراقيين ، في الجهد الإعلامي الأميركي المتمثلِ في صحيفةٍ كـ" المؤتمر " اللندنية ، أو في إذاعةٍ كتلك التي يتولى بعضَ شأنها ابراهيم الزبيدي ، وتبثّ برامجها من شبه الجزيــرة العربية  ، والأخرى التي
يضطلع كامران قرداغي بمسؤولية فيها ، وتبثّ برامجها من وسط أوربا ( الحرة ) ، من العاصمة التشيكية براغ تحديداً ؛ إضافةً إلى عدد من مراكز " البحث " وجمع المعلومات ، والجمعيات ، والتجمعات السياسية والدينية،
بل الأدبية ( مجلة المسلّـة مثلاً ).
والحقّ يقال إن معظم المثقفين العراقيين المنخرطين في أنشطة الـC.I.A ليسوا ذوي أهميةٍ في الجسم الثقافي الوطني
العراقي ، حتى من نصّبَ نفسه أميراً على العراق وآمراً  مثل كنعان مكية يظلُّ كاتباً غير ذي شأنٍ في البانوراما العريضة للثقافة العراقية. كما أن العاملين العراقيين  في صحافة المخابرات المركزية الأميركية يصنَّـفون متقاعدين أو فاشلين إبداعياً على العموم ، وربما كان الحصول على الأجر دافعاً أساساً لهم في العمل ، وهو أمرٌ مفهوم .
لكن على المرء ألاّ ينسى أن عدداً من هؤلاء باعوا أنفسهم إلى الشيطان حقاً ، وحصلوا على مغانـمَ أعلى بكثيرٍ مما
يحصل عليه الـمُـياومون البؤساء .
في التاريخ الإجتماعي/ السياسي للثقافة العراقية ، منذ الإحتلال البريطاني للعراق ، برزت ظاهرة المثقف المتعاون ، أعني المتعاون مع المحتلين ، لكن معظم هؤلاء المتعاونين جاؤوا مع الهاشميين وقوات الإحتلال من بلاد الشام ، ولم يكونوا عراقيين ، باستثناء جميل صدقي الزهاوي الذي وضع نفسه إزاء الرصافي ؛ لكن الشعب العراقي اختار الرصافي شــاعراً .
إن ما نشهده الآن من تعاون مثقفين عراقيين مع أجهزة المخابرات الأميركية ، لا يختلف في جوهره عن تلك الأيام:
المتعاونون الآن ، فقدوا ، مع الزمن ، الإحساسَ بالأرض الأولى ، واكتسبوا جنسياتٍ أخرى ، فلم يعودوا قانونياً
مواطنين عراقيين ، ممّـا سهّـلَ عليهم الإنسلاخَ ، مع أن اكتساب جنسيةٍ أخرى ليس مشروطاً بالإنسلاخ ، وفي المهجر من العراقيين ملايينُ لم يفكروا يوماً في التعاون مع المخابرات المركزية الأميركية ، وإن كانوا يحملون أوراق جنسيةٍ أخرى .
لست أدري كيف سيتصرف هؤلاء  حين يعودون إلى العراق ( إنْ عادوا ) ، فالإحتلالُ ، أي احتلال ، ليس أبدياً البتة ، وليس من مصلحتهم الشخصية أن ينظر إليهم الناسُ باعتبارهم أدواتٍ للإحتلال .
                                                                                  لندن 26 / 3 / 2003

 



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد ON / OFF
- أوراقُ التينِ اليابسةُ
- عن العراق الذي لم يكنْ
- نشــيدٌ شــخصــيٌّ
- بــيــزنــطــة
- بانوراما الشعر العراقي في الفضــاء الأميركي
- صـــواريخُ القيـــامة
- رسالة مبكِّـرة إلى الجنرال تومي فرانكس
- عُـرسُ بـنـاتِ آوى
- النبيذ الذي ظل منتظراً كل تلك السنين
- من قتل فرهاد عثمانوف؟
- أكثر من ذكرى ، أقلُّ من ذاكرة


المزيد.....




- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - - العراقيون C.I.A - مثقفو الـ