أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الشريف - المنجليط .. والمنجلوط !!














المزيد.....

المنجليط .. والمنجلوط !!


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثلاثة قد توفوا من معارفي الخمسة، الذين كانوا قد أصيبوا بجلطة القلب ( المنجليط) في العقد الحالي.

وتسعة من معارفي، أيضا، كانوا قد أصيبوا بجلطات دماغية أو نزيف بالدماغ ( المنجلوط ) ، وهم جميعا أحياء يتنفسون.

خمسة من هؤلاء المنجلوط ( جلطة الدماغ ) في غيبوبة، أو شبه غيبوبة. وأما الأربعة الباقون، فان اثنين منهم لا بأس من صحتهم، وهم رغم الضعف الواضح علي أطرافهم المصابة، إلا أنهم يتصرفون بكفاءة السبعين بالمائة

أما الاثنان الآخران، فهما يستعينان بالعكاكيز، والمرافقين كي يقوما بكفاءة ثلاثين إلي أربعين بالمائة من متطلبات حياتهم.

وإذا ما تطرقنا إلي صفاتهم الاجتماعية، والشخصية، فإن الخمسة المنجلوط الفاقدين الوعي ، يتميزون بكبر حجم رؤوسهم، وبدانتهم "تخان" ، وهم ليسوا من الناس العصبيين، بل من النوع الفاقعة مرارتهم، ولا يهتمون أو يتأثرون لأكبر المشاكل،وقد قضوا حياتهم مدينين ولا يملكون المال الوفير، وقد كانوا من النوع المحكوم للمرأة، ونساءهم سليطات عليهم, ولا يتعاطون السياسة بتاتاً.

أما الأربعة، الذين بقوا أحياء، فيقتربون في صفاتهم من بعضهم، وحتى في ظروف حياتهم، فقد كانوا فهلويون، وهمشريون، ولا يحسبون للفلوس أي حساب، ويصرفون ما في الجيب. لكن اثنين فقط منهم هم سياسيون محترفون، ويجاملون كثيرا، وعلاقاتهم الاجتماعية كبيرة، وواسعة ، ويحرصون دائماً علي علاقة بريئة بالجنس الآخر.

ولاحظت في المقابل، أن الثلاثة الذين توفوا بالجلطات القلبية ) المنجليط) ، لم يكونوا يعملون بالسياسة، بل كان اغلبهم من النوع الذي يداري دائما أخطاءه، حتى ولو بسيط ، ويحرصون ألا يعرف الناس عنهم أي شيء وهم أيضاً من الناس الذين لايمكن أن يطلبوا من الآخرين المساعدة عند الاحتياج، حتى ولو استشارة، فما بالك إذا انزنق يوما في مبلغ من المال، فهذه هي الطامة الكبرى، لأنهم من النوع الحريص، وقد يقسم الواحد منهم الرز بالعدد في بيته، ليس بخلاً ،بل كي لا يحتاج الناس، فيصيبه التوتر، و القلق و يقول الناس علي أمثال هؤلاء بأن "جهده كبير"، مخه خزق" كما يقال بالعامية. لكن ما كان يجمعهم،هو أنهم شجعان، وجريئين والذي في جيوبهم مش إلهم كما يقال. حقيقة إن هؤلاء الذين ماتوا، قد كانوا بهذه الأوصاف دون مواربة أو تأليف، أو انحياز
.
أما الاثنين الآخرين، اللذين مازالا علي قيد الحياة من المنجليط، فقد كانا من العاملين بالسياسة، وقد كانا لا يهتمان بما يقول الناس عنهم، وهذا ساعدهم علي التدجيل، والكذب وخداع الناس، وكم من مصيبة فعلوها، من أصغر الذنوب حتى أبشع الجرائم، وقد عاشوا طوال الوقت نصابين، يلبسون طاقية هذا في رأس ذاك، وقد قاموا بأشياء وكانوا أينما يذهبون تشتعل الفتن، والاشتباكات، والكل متيقن من سوئهم، وخداعهم، وهم كالثعالب ينكمشون عند الخطر، ويتمددون عند زوال الخطر، ولهم من الدهاء نصيب، ويمارسون كل أنواع الرذيلة، وكانت جلطاتهم من النوع الكبير الخطورة، لكنهم مازالوا أحياء. ومازالوا يمارسون رذائلهم وتخريبهم ضد كل ما هو ناجح، وجميل.

ومن المنجليط والمنجلوط كانت الملاحظات التالية:
إن الصفات الغالبة التي لاحظتها علي الذين ماتوا، أو الذين هم في غيبوبة،
- كانت هي عدم وجود قصص حب في حياتهم، وهم اللذين يحملون رؤوساً كبيرة، ولم يمارسوا السياسة، وليس لهم علاقات خاصة مع الجنس الآخر، وهنا أقول الحب، وليس الجنس،
إن الذين بقوا علي قيد الحياة وهم ليسوا في غيبوبة، هم من كان لهم اهتمام بالسياسة ومارسوها، ولهم من قصص الحب، والغرام نصيب،
و يحملون رؤوسا ليست بالكبيرة،
وأولئك هم الذين دمروا، وتصرفوا بلؤم، كالثعالب مع الناس، وارتكبوا الجرائم في المال، والأعراض، وبعكس ما هو متوقع، وراسخ في الأذهان، وقد تكون لحكمة، لا يعلمها إلا الله، حيث تراهم دائماً في قلق، واكتئاب لا يرضون عما هم فيه من عقاب دنيوي، وهو جزء من العقاب علي انتهاك حقوق الناس، الذي نراه أمامنا كل يوم من العقاب السريع،الذي لا يحتمل التأجيل.

أما الأموات وأشباه الأموات، فقد أراحهم الله علي ما يبدو، لنظافة صفحتهم، فتوكلوا علي الله وغادروا. الأموات هم الطيبون والفاقدون الوعي، هم الذين رضي الله عنهم، والناس. أما الأحياء المتاجرون بالدم، والأعراض، فهم الماكرون، والله لهم بالمرصاد وهو خير الماكرين.
26/4/2006م

[email protected]
Jawwal 0599839205



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخلاص حتي اللحظات الأخيرة !!
- اصابات متكررة .. بنيران صديقة !!!
- قدر !!
- من تخرج السين .. ثيين
- هل كان فوز حماس ... خير لابد منه ؟!!
- احرث وادرس كله لبطرس!!!
- نداء ... للتراث !!!
- سويلم والتمارييز
- لأحبائنا ...هذا النداء !
- موال ...حليمة وقدري !!!
- ِِِِِِعندما اكتشفت البروفسورة( .... ) أن المتر يساوي ثمانين ...
- نحن في حاجة لمن يولد غداً .......... وبعد غد !!!
- من يوقف التراجع.... ويبدأ النهوض في مواجهة المشروعين ؟ !!!
- يا فقراء العالم اتحدوا ... وثوروا !!!
- زمن العويدة
- عويمز والسنطريز ..... في العصر الطزيز !!!
- جراح سياسي..... للفلتان !!!
- عندما أصاب الدهشان أطيب الشهرمان!!
- المبادرة الوطنية الفلسطينية..محطةإجماع
- غداً بداية جديدة!!!


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الشريف - المنجليط .. والمنجلوط !!