المبادرة الوطنية الفلسطينية..محطةإجماع

طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1341 - 2005 / 10 / 8 - 09:38
المحور: القضية الفلسطينية
    

بعد انتخابات الرئاسة الفلسطينية, بدأ المواطن الفلسطيني يهتم باسم, وأدبيات, ونشرات المبادرة الوطنية الفلسطينية التي يرأسها الدكتور مصطفي البرغوثي الذي كان حتى قبل انتخابات الرئاسة شخصية لها حضور متميز علي المستوي الوطني والعربي والدولي.

وبعد تلك الانتخابات, قامت شخصيات عدة من قادة المبادرة المعروفين والمغمورين بمواصلة عرض أفكار المبادرة وأهدافها في استنهاض الطاقات الفلسطينية علي مستوي الداخل والخارج للمشاركة الفاعلة في العمل من أجل استرجاع الحقوق الوطنية, وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكريس النهج الديمقراطي في المجتمع الفلسطيني.

وقام أعضاء المبادرة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية, وقطاع غزة والشتات وما زالوا بالمشاركة الفاعلة في تحمل الهم الوطني, والكفاح الشعبي ضد جدار الفصل العنصري,وتبني القضايا المطلبية للفئات المهمشة ودعمها, وعرض المواقف الفلسطينية بقوة علي الرأي العام الدولي من منظور المعارضة الوطنية البناءة.

وواصلت المبادرة الوطنية الفلسطينية مد جسور العلاقات الداخلية مع الأحزاب والفصائل الفلسطينية إيماناً منها بمنهج التعددية السياسية, والثقافية, والفكرية منطلقة إلي الفضاء العربي الحاضن الأوسع لنمو الثقافة العربية في مجال دمقرطة الحياة السياسية التي باتت الأداة الممكنة للنهوض بالواقع الفلسطيني والعربي وقضياه الوطنية والمجتمعية
.
ولمع نجم المبادرة الوطنية الفلسطينية في الفترة الأخيرة بفعالياتها ومظاهراتها وتجمعاتها المطلبية وتعدد قياداتها حتى بدأت تظهر في استطلاعات الرأي في موازاة حركات وأحزاب فلسطينية لها ردحا ًمن الزمن تعمل علي الساحة الفلسطينية, وذلك لما اعتبره الجمهور الفلسطيني أنها نواة حيوية لحركة فلسطينية نوعية تكمل اللوحة السياسية الفلسطينية التي احتكرتها الحركتان الكبريان, فنح وحماس, ومحققة في ذلك الطموح الفلسطيني في الاتزان المطلوب للديمقراطية والتعددية النوعية والاختلاف الذي لا يفسد للسياسة قضية.

ودخلت المبادرة الوطنية الفلسطينية مرحلة جديدة حين بدأت القوي والتجمعات المستقلة والحركات الاجتماعية باعتبارها قاسماً مشتركاً في حواراتها الآنية والمستقبلية, سواء بالتنسيق الميداني أو الفعاليات السياسية والثقافية, أو في مشاورات وحوارات التيار الديمقراطي التي شكلت المبادرة الوطنية محطة إجماع من الجميع, وباتت المبادرة الوطنية مقصد كل الطامحين حقيقة في إنجاح التيار الديمقراطي المعارض البعيد عن التفريط بالحقوق الوطنية الثابتة وعلي قاعدة عدم المشاركة في السلطة التنفيذية في المرحلة المقبلة, وكذلك لما لمسوه من مصداقية في طروحاتها بشأن النظام السياسي, والمنهج العملي المطلوب لإدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وحاورت المبادرة الوطنية الرئيس أبو مازن, وأكدت علي وجود سلطة واحدة, وانفتحت في علاقات غير تنافسية مع السلطة وفتح وحماس والجبهتين والجهاد الإسلامي علي قاعدة الاحترام المتبادل, والعمل لما فيه الخير لقضيتنا ولأبناء شعبنا والصالح العام.

وطرحت المبادرة الوطنية مواقفها بكل جرأة في كل قضايا السياسة والأمن والاقتصاد والعلاقات الداخلية الفلسطينية والتي كانت كلها مبنية علي التمسك بالحقوق الوطنية وسيادة القانون ونبذ الفلتان الأمني, وترشيد وإعادة توزيع الموارد, والتنمية الاقتصادية والمجتمعية, وسيادة القانون والقضاء الفاعل والنزيه والعلاقات الدولية والعربية المتوازنة في ظل الانعطافات والتغيرات الدراماتيكية المتواصلة في العلاقات الدولية التي تعصف بالسلم العالمي.

ولا زالت المبادرة الوطنية الفلسطينية تراكم إنجازاتها يوماً بعد يوم, وشاركت في انتخابات البلديات, وتستعد للمشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية القادمة واضعة في اعتبارها حرية المواطن, ومصلحة المجتمع العليا للوصول إلي إنجاز الاستقلال, وإقامة الدولة المستقلة, وإقرار المساواة والعدل بين المواطنين علي قاعدة المواطنة, وليست علي قاعدة الفئوية والحزبية والقبلية البغيضة.
والمبادرة الوطنية الفلسطينية محط إقبال الجمهور الفلسطيني وهي في اتساع مطرد وعلي موعد مع الغد التي تحمل له في طياتها العلم, والثقافة, والمهنية العالية والشفافية وبشخوص وأدوات عصرية تتلاءم مع القرن الواحد والعشرين نحو المواطنة وحقوق الإنسان والإصلاح والتنمية ومحاربة الفساد والفاسدين.

#طلال_الشريف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل