أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - عندما أصاب الدهشان أطيب الشهرمان!!














المزيد.....

عندما أصاب الدهشان أطيب الشهرمان!!


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1343 - 2005 / 10 / 10 - 10:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


"علي هامش الانتخابات التشريعية"
وفي آخر ليلة من ليالي ألف دهشان ودهشان, شرب الدهشان الكبير حتى الثمالة, ولأنه متعود علي كل أنواع الشراب, فقد كانت تصرفاته, وقهقهاته, وتبعات سكره معروفة لندمائه, وأصدقاء السهرات معه.

فكان يفتتح السهرة بإطلاق النكات والقفشات, وما إن تدور الخمر برأسه حتى يبدأ بشتيمة النساء, ويصف كيف ضحكن عليه, وابتززنه منذ شبابه حتى اليوم, ومن ثم يستعيد في كل مرة لمحات من مسيرته الطويلة نحو امتلاك البحر. وكان الأصدقاء يتفاعلون معه مرددين تلك الاسطوانة التي حفظوها عن ظهر قلب ليزيدون انبساطه قائلين " أنت يا أبو دهيش اللي فيهم وأنت السوبر وابن الكوبر, وإحنا فراخك وأنت الديك, ومش مشكلة عندنا تفتح أو تسكر الأبواب يس في الآخر تدفع الحساب".

وما إن تلعب الخمر برأسه أكثر حتى يبدأ بالاسترخاء علي كرسيه المعهود, ويطلب من "عبود" أن يخلع حذاءه وشرابه ويشم قدميه, ثم يسأله إن كان لقدميه رائحة, وهنا يحتار "عبود" أن يجيب بنعم أم بلا, لأنه يعرف مسبقاً و بحكم التجربة أن الدهشان سيشتمه إن قال إن لقدميه رائحة, أو إن كذب وقال ليس لقدميه رائحة, لأن الدهشان يعرف أصلاً أن لقدميه رائحة.

وبعد أن يشتم "عبود" يدور علي الحاضرين مترنحاً ومتكئاً عليه ليقبل رؤوسهم جميعاً, وبعدها يبدأ بالتهام الطعام, ويذهب بعدها إلي الحمام, ثم يعود ليستلقي علي كرسيه في خمول, ولا يريد التحدث إلي أحد, ومن ثم يشير ل "وحيد "متكاسلاً بأن يأخذه إلى مخدعه. وعندما يصحو في الصباح يكون مرتاحاً ومبسوطاً ويبدأ بممارسة عمله. هذه كانت عادة الدهشان المعروفة لدي الجميع.

لكن ما جري في تلك الليلة المشهودة أو المشئومة، أن حالة سكر الدهشان قد اختلفت عن السياق المعتاد، وبدل أن يستلقي عن كرسيه ليخلع "عبود" له حذائه وشرابه, فقد ارتعد الدهشان بعد أن لكزه أحد الندماء الجدد تحت الحزام قائلاً البحر بحرنا وليس بحر الدهشان, وأخذ يصيح بأعلى صوته: ألحقوهم، امسكوهم, هؤلاء يريدون أن يسرقوا البحر مني.

وبسرعة خلع الدهشان هذه المرة جزمته وشرابه, و ملابسه, وبقى بالملابس الداخلية, وأخذ يركض نحو البحر خوفاً عليه من السرقة, وعندها كانت مجموعة البط والشهرمان الجميل تصطف تحت ضوء اللمبة الأخيرة بمحاذاة البحر, وتعثر الدهشان في ثورته فوقع عليها فأصاب منها ثلاث شهرمانات وبطتين بإصابات متوسطة.

ولم يدر الدهشان وهو في حالة الثورة, والسكر, والفزع الشديد الذي انتابه ممن يحاولون سرقة البحر منه في حينها أن من بين تلك الإصابات كانت الشهرمانات الثلاث, وأولها تلك الشهرمانة السمراء الفارعة التي أحبها, وكذلك تلك الشهرمانة التي حاول أحد الندماء في السابق ذبحها في معركة الصناديق التشريعية الأولي والتي نجت و لكن مازالت أثار محاولات الذبح بارزةً علي جيدها, لولا هذا الريش الأبيض الجميل من القيم والسلوك المتميز الذي غطى مذبحها ويجعلها أكثر جمالا من السابق. والشهرمانة الثالثة هي التي كانت تقوم بجهد كبير بالغطس في الماء لالتقاط الأسماك الصغير ة الجميلة وتحضرها إلى الدهشان ليضعها في بركته الخاصة قرب البحر الذي يحاول الدهشان إدارته.

وبعد هذه الليلة من ليالي ألف دهشان ودهشان, وبعد أن نام الدهشان عميقاً بعد هذا الهذيان والركض خلف سارقي البحر, فقد استيقظ في حالة إرهاق واكتئاب شديدين لم يعهدهما من قبل, وعرف أن الخمر الذي قدم له قد كان مغشوشا من بعض الأصدقاء الذين نادموه في تلك الليلة التي أدت إلى إصابة الشهرمان الجميل فقد غشه الندماء وحاولوا سرقة البحر. وعندها طارد الدهشان نديم السوء حتي أبعده عن البحر, وأصبح الدهشان والشهرمان أكثر اطمئنان, وأقسم الدهشان أغلظ الأيمان بألا يترك الشهرمان.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبادرة الوطنية الفلسطينية..محطةإجماع
- غداً بداية جديدة!!!
- العوانس ولصوص التشريعي القادم!!!
- مذبحة الأحزاب والانتخابات!!!
- فدعوس والدبكة الديمقراطية والانتخابات!!!
- الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وحقوق الطفل
- مخاطر تشكيل هيئة وطنية لادارة قطاع غزة
- عندما يضيق الممر الوطني الفلسطيني!!!
- !!!عند الاختبار.........تحدث الصحوة
- المبادرة الوطنية الفلسطينية- أحدث حركات النضال الفلسطيني


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - عندما أصاب الدهشان أطيب الشهرمان!!