أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال الشريف - اخلاص حتي اللحظات الأخيرة !!














المزيد.....

اخلاص حتي اللحظات الأخيرة !!


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 1524 - 2006 / 4 / 18 - 12:05
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة :
ابتعد عنها قليلاً بعد أن رفضته، واستكبرت أن تتزوجه حين عرض عليها الزواج، فهي في الثلاثين من عمرها، جميلة ومثقفة وبنت ناس، وهو في الخمسين، ومازال يتمتع بحيوية الشباب، واحترام الناس، وأصغر أبنائه قد بلغ الخامسة عشرة، ولا يدري كيف؟ ولماذا؟ ومن أين جاءت هذه المرأة؟ لتقتحم عليه سكونه، وعقلانيته، فأحبها، أحب فيها الشخصية التي كان يتمناها، أحب فيها عقلها، وعيناها اللتان تتقادحان فطنة وذكاءً، فأصبح لا يعرف كيف إنشّد إليها، وماذا جري له؟ انه الاعجاب الناضج، والحب الراكز، وقمة الخبرة، وليس طيش الشباب.

يقولون. إن هذه المرحلة من العمر خطيرة، وهوأيضاً يوافق على ذلك، لكنه أحياناً، يقنع نفسه بأنه يشفق عليها من مجتمع لا يرحم الأنثى، التي فاتها ثلاثة أرباع قطارات الزواج الشرقي، ذات الثلاثين ربيعاً، والتي قد لا تظفر برجل، أو عريس يهون عليها كما تقول جدتي ،أو يخفف عنها الشعور بالوحدة، ويشعرها بأنوثتها، وأمومتها.

هو مندفع لدعمها اجتماعياً، فهو من مناصري المرأة في كونها ضحية مجتمع، لا ينظر إلا لسطحيات تعود عليها، وتوارثها جيلاً بعد جيل، فيدمي أناساً يبذلون العطاء، ولا يجدوا من يعطيهم ما يستحقون رجالاً أونساءً.

ويعود أحياناً للتحليل النفسي، الذي يقول، بأنك إذا أعجبت بشخص ما، فقد يكون هذا راجع لمخزونات قديمة في الذاكرة عن أشخاص، لهم ملامح، تشبه ملامح الشخص الذي تنشد إليه، فأما أن يكون هذا له عينان، تشبهان عيني قريب، أو جار، أو لها ملامح تشبه عمة، أو خالة قد عطفت عليك، وأنت صغير، فتولد لديك شعور الانجذاب نحو الصورة المخزونة في مخيلتك منذ القدم حتي وان لم تكن بالجمال الاخاذ لكنها ألفة السحنة وعلامات الاشكال الحفورة في الذاكرة.وكما قيل قديما ان الشاب يبحث عن شبيهة امه، والفتاة تبحث عن شبيه أباها وكيف لا وهما أول الصور المخزونة في العقل البشري ومقرونة بالحنان والعشرة الطويلة وأول الدروس والبدايات.

ويعود صاحبنا. فيتذكر، أن الواقع أقوى من أي ماض، فهو "براغماتي" إلى أبعد الحدود لا يهمه أحياناً التاريخ، بقدر ما يهمه الواقع الحالي، والمستقبل.

وهو يعر ف أنه مشدود إليها، وهي في لحظة، قد رفضت حتى النظر إليه، ولا يعرف سر ذلك، فقد تكون هناك أشياء، وأشياء لا تخطر على البال، فالناس أسرار، وهو لم يدخل بعد في حياتها، وأسوارها قد أغلقت بعنف في وجهه، لكنه ظل يحبها.

ومضت الأيام وهو يتقدم في العمر، وهي تتقدم في الوزن ، وزداد وزنها بطريقة غريبة لم تستطع ايقافها. ووصلت الي عدم القدرة علي التنقل والحركة إلا نادراً، وأصبحت أضخم امرأة في البلدة.

وأخذ يسترجع ويعيدعليها ما حدثها به سابقاً، من أنه كان يتوجب عليها الزواج، إن لم يكن منه فمن غيره، ولو كان ذلك العريس أقل مما رسمت في خيالها، تذكر أنه قد شرح لها على الأقل المشاكل الصحية التي تصاحب المرأة بعد سن الثلاثين، ومشاكل الولادة، وحتمية العمليات القيصرية بعد هذا العمر، وأخبرها أيضاً باحتمالات الأطفال المنغوليين، وأيضاً بأن المرأة حين لا تتزوج تكون أكثر عرضة لسرطان الثدي، وألياف الرحم، والأدهى من ذلك عدم الشعور بالأمومة السليمة بإنجاب الأطفال ، لكنه حقيقة, لم يخطر علي باله, أو بالها في أي لحظة، هذه السمنة المفرطة، وعما يفعله القدر بالناس من حيث لا يحتسبون ولا يتوقعون .

وتذكر أيضاً أنه قد حدثها عن كثير من المشاكل الاجتماعية، حينما تتقلص كل عناصر الدعم النفسي، والارتياح الأسري، والاجتماعي عندما يتخلى الأخوة، والأخوات الذين أضاءت لهم الطريق، إن لم يكن ذلك بفعل الإجحاف "الزمني" أوالمصلحي" ، فهو بفعل الظروف المتعلقة بكل منهم، بأسرته الجديدة، ومتطلباتها، فتعود هي بمثابة جزء ثانوي، أو ثالثي، وبنفس الطريقة التي كانت تنظر هي بها له حين أرادها، حيث كانت تريد أن تقترن بمن في عمرها ورفضت أن تقبل الزواج ممن هو أكبر منها، وكانت تقول له: أنت لا تناسبني، وهي لم تسمع نصائحه، ولم تدرك عثرات الزمن..

نعم، بقي هو يتقدم في العمر، بينما هي تتقدم في الوزن، وبقي على حبه لها، ولا يدري إلي اليوم لماذا هذا الحب؟

لكنه لم يتركها، وعاد يقف بجانبها، رغم أنه لم يعد ينفع للزواج بحكم العمر، وهي لم تعد مقبولة من أي أحد للزواج، وعاد يقص عليها من قصصه، لأنه الوحيد الذي يمر عليها فيسليها في عزلتها.. وفي لحظة كان يتابع في ذهنه سارحاً شريط الماضي حين رآها أول مرة، وسحرته فأحبها، أدمعت عينه علي ماجري لها، واقترب منها، وقال هامساً: هل تتزوجينني يا ( فداء )؟
فعدلت جلستها، ونظرت إليه بعينيها اللتين مازالتا تشعان بريقاً، وأخذت دموعها تسيل على خدها وهي تقول له: ماذا تقول يا ( جلال )؟ ماذا تقول؟

أي قدرة لك على الاحتمال كل هذا الوقت؟ وكيف تفهم الأمور؟
فهل بقي لدينا ما نتزوج لأجله؟ فأنت رجل عجوز، وأنا كما ترى لا أقوى على الحركة، "ولكن مازال دمك خفيف يا مضروب، ولم أكن أتصور بأنك بهذا الإخلاص" فماذا تريد مني أنا لم أفهمك بعد؟
فرد قائلاً: لا أدري فأنا أحببتك عقلاً وعينان ووجه جميل، ولم أكن أنظر لشيء آخر، ومادام عقلك وعيناك، ووجهك جميلاً ،ومازلت أرتاح لهما، فدعينا نكمل العمر معاً، دعيني أحدثك عن الدنيا وتسمعين، وأدعوك لتفهمي الإخلاص فلا تحرمين من رجل حتى آخر أيام العمر تستظلين بظله فأنت نهر الحياة، فلماذا يريد أن يجففك الظالمون؟ 16/4/2006l


[email protected]
Jawwal-- 0599839205
Gaza---- Palestine



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصابات متكررة .. بنيران صديقة !!!
- قدر !!
- من تخرج السين .. ثيين
- هل كان فوز حماس ... خير لابد منه ؟!!
- احرث وادرس كله لبطرس!!!
- نداء ... للتراث !!!
- سويلم والتمارييز
- لأحبائنا ...هذا النداء !
- موال ...حليمة وقدري !!!
- ِِِِِِعندما اكتشفت البروفسورة( .... ) أن المتر يساوي ثمانين ...
- نحن في حاجة لمن يولد غداً .......... وبعد غد !!!
- من يوقف التراجع.... ويبدأ النهوض في مواجهة المشروعين ؟ !!!
- يا فقراء العالم اتحدوا ... وثوروا !!!
- زمن العويدة
- عويمز والسنطريز ..... في العصر الطزيز !!!
- جراح سياسي..... للفلتان !!!
- عندما أصاب الدهشان أطيب الشهرمان!!
- المبادرة الوطنية الفلسطينية..محطةإجماع
- غداً بداية جديدة!!!
- العوانس ولصوص التشريعي القادم!!!


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال الشريف - اخلاص حتي اللحظات الأخيرة !!