أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - عراق الأول والأمل














المزيد.....

عراق الأول والأمل


رائف أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 27 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


هنا لمست أول شمس أرضا ، فاخضر بنورها أول مكان
وهنا بذخت أول غيمة مطرا، فتزهر من مائها قمح وريحان
هنا أنزلت أولى الجبال روافدها، فتعانق وتمازج حبا فراتان
وهنا حبا أول طفل أسمر، إسمرَّ من خصب أرض جنان
هنا سار أول انسان حاملا رايته، معلنا بداية الزمان
وهنا كتب أول حكيم بسمته، ورسم فرسه أول فنان
هنا عاش أول من رصد الأفلاك ، وأول من عبد الشمس والقمر ، هنا تكهن أول الرهبان
وهنا سرح في سماء خيال الناس انليل البطل وعشتار وتموز وإينانا ، ومرح على البقاع الشاسعة الموردة كلكامش وسرجون وحمورابي منتشين باحلام الخلود والتحليق والطيران
هنا ابراهيم ترعرع ونما، وبفأسه كسر أصنام الدجى ، لم توأد نور ايمانه اغلال ولا نيران
وهنا علت أول نخلة وسقطت أول تمرة وذاق الحلاوة أول انسان
هنا تذهّبت أول سنبلة لأول زرع شقت تربته يدان
وهنا الحلاج تصوفت روحه فخرجت عن دين المارقين، أحب الله الجميل وهذى به أعظم هذيان
هنا رسمت أحلى الأيام والمحن عراقا، صارعِرقُ الحياة ونكهتها ، فمن عرق جبينه وملحه ذاقت وارتوت كل الأوطان
وهنا للعراق بنات عفيفات، جميلات، أجمل من كل النسوان
فهنا كربلاء الهدى ، فيها الحسين يحيى، فيرزق ثورته نسلا متواصلا بعدما وهب نفسه وجسده لدين الله قربان
وهنا نجف علي العلا، به الفقير والمظلوم ارتجا، تحت أرضها يهنأ الميت في قبره، لايخيفه جن ولا أكفان
هنا الناصرية الغرقى في أهوار الخير و الشعر والسنا ، مازالت قيثارتها تعزف لحنا عذبا ، مذ نجى نوح بها في أول طوفان
وهنا ديالى السكرى، بشراب اعناب شتى، وعصير برتقال أشهى، فلقد روى نهرها العظيم أول بستان
هنا الموصل الأبهى، أرض آشور ونينوى، الخير نفسه يأكل منها، من مكتبة آشور بانيبال استلهم الخيرُ الخيرَ والعنفوان
وهنا واسط الوسطى بين الزهو والحسنى ، فيها المتنبي توسط، بين تبختر وحلم نبوة وسعى ، فأجاد في قصائده الحسان
هنا دهوك العليا، يخجل الصيف منها، فلايجرؤ المساس بفتاة تلبس الاشجار والورود زيا، كأن من حدائقها تنبع كل الالوان
وهنا السليمانية الأنقى ، كل شتاء الى جبالها الثلجُ يأوى .. ينام مستريحا فيحلم بحلم نوروز.. ثم تشرق شمس الصيف فينسل من نومه ليغسل وجهه في دربندخان
هنا كركوك الأزكى، الذهب الأسود فيها تجلى، يشتعل ويتوهج ليلا فتبيضَّ وجوه الكرد والعرب والتركمان
وهنا أربيل الأحلى ابنة حصاروست الأعلى، من كهف شانيدر التقطت قلادة التاريخ وتجملت كاعبة كوردستان
هنا بابل الأولى، عاصمة التاريخ الأزهى، بوابة عشتار الأنثى ، فيها الجنان تعلقت بحبل سماوي الحنان
وهنا الانبار البيدا ، يد الكرم الطولى، تراه يبسط يده الى كل افق و مدى ، يرفع الخيام ضيافة في الصحاري والوديان
هنا صلاح الدين الجسرى، سيف العراق وشموخه الأسمى، مارف بقلب العراق خوف الا هب وشمر عن سواعدهم رجالها الشجعان
وهنا المثنى بنت المثنى، سليلة الشجاعة الأقصى ، بنت العشرين ماشاخت ثورةً، ولاطيب أهلها علته أفنان
هنا الديوانية المقهى، فيها القهوة والحكمة تروى، تروي قلوبا مامثل أوردتها تشبعت بالحب ولاشريان
وهنا ميسان الزها ، القصب في اهوارها أزدهى، وبين برديه السمكُ تراقص وجرى، فصارت أحلى من ربيع نيسان
هنا البصرة الفيحا ، أحبها الدهر وهوى، فأمن على خزائنه تحتها، النخل فيها علا واستوى، باسطا تمره الى كل الدنا.. كلما أبحر سندباد وطاف، حج الى سيدة الخلجان
وهنا بغداد الكبرى، بها المعرفة حبلى ، المجد بها اعتلى ، فغار منها البعيد والجيران
هنا يلوح الشر في كل غفلة وظلمة، لكنه يولي هاربا في كل اشراقة حكمة ونبض وجدان .. فهذه الأرض ما هزها بركان يوما، فكيف يهزها من الأعالي نعيق غربان.
وهنا، كأنني في ابتهالاتي وهذيان قلبي سمعت الله يقول: والضحى، والليل اذا سجى، ماودعك ربك ياعراق ولاقلى ، وللآخرة خير لك من الأولى ... فطارت روحي منتشية تجوب كل الأكوان
26/3/ 2019



#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عطر سبينوزا
- الكون المريض
- ظاهرة الباراسيكولوجي بين الوهم والحقيقة
- جمهورية المطاط
- حضارة الكلاب
- حقيقةالأحلام - محاضرة القيتها في قاعة علي الوردي - المتنبي ي ...
- بيضة النسر الكبير
- تسامي الإنسان في فيلم (Transcendence)( التسامي)
- بارا .. بيوتي .. لوجي
- ميتا...كون
- محاضرة اختراق حاجز الموت
- كرة بيضاء
- يدُ الحياة
- عمر الانسان وتباطؤ الزمن - تفسير مبسط لمثالين في نظريتي النس ...
- ضوء أنثوي
- معادلات الزمن الصعب
- الفلسفة المطلقة
- يوم الحلم البشري
- جذور الجدل
- من غرائب (الكفر)


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائف أمير اسماعيل - عراق الأول والأمل