أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - الشّاعر المبدع والقس الفاضل جوزيف إيليّا














المزيد.....

الشّاعر المبدع والقس الفاضل جوزيف إيليّا


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 27 - 00:39
المحور: الادب والفن
    


الشّاعر المبدع والقس الفاضل جوزيف إيليّا

تكتبُ قصيدةَ الوزنِ، كمن يكتبُ شعراً متدفِّقاً كانسيابِ رقرقاتِ الماءِ، كأنَّكَ تكتبُ فرحاً، حبّاً، بوحاً طافحاً بوهجِ الكلمة الرّهيفة الشّاهقة شهقات المحبِّين الشّامخين نحوَ أقاصي شموخِ الجبال، حرفُكَ مصفَّى من نضارةِ النّدى ومعبَّقٌ بنكهةِ العسل البرّي، يحملُ حرفُكَ بين أجنحتهِ فكراً حداثويّاً راقياً ومحلِّقاً عالياً نحوَ أبهى منائر التَّنوير، خيالُكَ يحلِّقُ نحوَ أصفى ينابيع الحنين، موشِّحاً مهجةَ البوحِ بهلالاتِ زرقةِ السّماء، وغائصاً في أعماقِ البحارِ، تبحثُ عن دُرَرِ الحياةِ كي تصوغَ منها أشهى ما في أسرار القصائد.
أيَّها الشَّاعر المتعانق معَ حفاوةِ الأرضِ وبهاءِ السَّنابل، أيّها الكاهن المشبّع بخبزِ المحبّة وأجنحةِ السَّلام، يموجُ حرفُكَ بمرامي الفرحِ واشراقةِ الشَّمسِ، أيُّها المجنَّح نحوَ آفاقِ الإنسان وإنسانيّة الإنسان، رؤياكَ مجنّحة نحوَ أبجدياتِ الخيرِ وخصوبةِ الخيالِ المعرّشِ بضياءِ شموعِ الفضيلة، كأنّكَ شجرة مخضوضرة بثمارِ المحبّة، شاعرٌ على إيقاعِ ناسكٍ معتكفٍ في محرابه لبناءِ دندنات بوح القصيدة، كانَّكَ تستوحي شهوةَ الحرفِ من أرقى ما قاله حكماء هذا العالم، تزهو أغصانكَ عطاءً فوق خميلة الحياة، غصْتَ عميقاً في مروجِ معالمي وأنتَ تهدهدُ خمائلَ حرفي، ولخّصتَ بعذوبةٍ رهيفة جموحَ قلمي بهذه الأبيات المتهاطلة ألقاً من منارةِ الرّوحِ السّمحاءِ، وفاضَتْ كلماتكَ كأنّها منبعثة من الرّوحِ المتوهِّجة بحبرِ الحياة، وتوغَّلتَ عميقاً في أهازيج نصوصي وأشعاري وسردي وبوحي ولوني وفكري المجنّح نحوَ حنينِ الإنسانِ إلى أخيهِ الإنسان، وخيالي المكتنز برحابِ وئامِ الإنسانِ مع بني جنسه في هذا الكونِ الوسيع.

قرأتَ كتاباتي بمهارةٍ مبهرة كأنَّكَ نسيم صباحي تبهجُ مذاقَ القصائد، وتوغَّلتَ في أعمالي عبر حرفكَ المتألِّق بأزهى تجلِّياتِ الشِّعرِ، الطّافحِ بالكلمة الخلّاقة، وكحَّلتَ عبرَ شموخَكَ الشِّعري، جبينَ الكتابة ببخور المحبّة وهديل اليمام، تكتبُ شعرَكَ كمَنْ يحلمُ في قيادةِ سفن المحبّة نحوَ شواطئ الأمانِ والسَّلامِ والمحبّة المتناغمة معَ هدهداتِ الطُّفولة، تكتبُ شعراً كمَن يسقي الزُّهورَ بالماءِ الزُّلالِ، تشبهُ مطراً متهاطلاً ومشبّعاً بحنينِ الطُّفولة، حبرُكَ محبوكٌ بكركراتِ الطُّفولة وفي أعماقِكَ ابتسامات الطُّفولة، ولا تستطيعُ مغادرةَ حبور الأطفال وهم يلوِّحون لصفاءِ زرقةِ السّماءِ، أنتَ قصيدة فرحٍ مبلَّلة برحيقِ السَّلام، تجسِّدُ حكمةَ الحياة، حكمةَ الأديان، وحكمةَ الأفكار الخلّاقة، حرفُكَ ضوءٌ ينيرُ دكنةَ اللّيل. تفتحُ آفاقَ الحلمِ، كأنّكَ هديّة الهدايا من خلالِ حرفٍ مندَّى بطينِ المحبّة المتناغمة مع أهازيجِ الرّوح وهي تهفو إلى غدٍ مشرقٍ بضياءِ الأملِ المستنبتِ وئاماً فوقَ خدودِ الحياة. في قلبِكَ تنمو قصائد المحبِّين المعرَّشة بحبورِ الخصوبةِ المبرعمة من لدنِ السّماء، قرأتَ نصّي وشعري وبوحي كمَنْ يناغي بكلِّ ابتهالٍ اخضرارَ السّنابل، ويرسمُ صوراً منبعثة من أشهى عناقيدِ الدَّاليات، حرفُكَ مغموسُ بحليبِ الحنطة، بشذى النّرجس البرّي، تكتبُ شعراً مقمّراً بخبزِ الأمّهاتِ المسربلاتِ بأغاني الحصّادين الموشّحين بأهازيجِ الحلمِ الآتي. كلّما قرأتُ شعرَكَ، طرْتُ فرحاً، وحلَّقتُ عالياً نحوَ أبهى انبعاثاتِ الخيال، كأنَّكَ مسكونٌ بعجينِ الخيرِ وملحِ المحبّة، كأنّكَ رذاذاتُ عطاءٍ، تهاطلَتْ قصائدُكَ علينا كإشراقةِ وداعةِ الشّمسِ من ثغرِ السّماء!

صبري يوسف
أديب وتشكيلي سوري مقيم ستوكهولم



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 5. أنشودة الحياة، [الجزء الأوَّل] نص مفتوح
- 4. أنشودة الحياة، [الجزء الأوَّل] نص مفتوح
- [2]. أنشودة الحياة، [الجزء الأوَّل] نص مفتوح
- 3. أنشودة الحياة، [الجزء الأوَّل] نص مفتوح
- 2. أنشودة الحياة، [الجزء الأوَّل] نص مفتوح
- 1. أنشودة الحياة، [الجزء الأوَّل] نص مفتوح
- أنشودة الحياة نص مفتوح، المجلد الأول، الإهداء والمقدّمة
- 11. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض م ...
- 10. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض م ...
- 9. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض من ...
- 8. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض من ...
- 7. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض من ...
- [6]. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض ...
- 6. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض من ...
- 5. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض من ...
- 4. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض من ...
- 3. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض من ...
- 2. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض من ...
- 1. مقتطفات من تعقيبات الأديب والتّشكيلي صبري يوسف على بعض من ...
- [100]. رحلة المئة سؤال وجواب، حوار صبري يوسف مع د. أسماء غري ...


المزيد.....




- تمثالان عملاقان من فيلم -ملك الخواتم- بمطار.. فرصة اخيرة لرؤ ...
- حمدان يعقد ندوة حوارية حول واقع الثقافة الفلسطينية في معرض ا ...
- نزلت حالًا مترجمة على جميع القنوات “مسلسل المؤسس عثمان الحلق ...
- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - الشّاعر المبدع والقس الفاضل جوزيف إيليّا