الإرهاب الفكري في صحيح البخاري(4)

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6183 - 2019 / 3 / 25 - 14:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ظاهرتا الكسوف والخسوف وتخويف العباد
ينسب البخاري هذا الحديث للنبي وهو القول: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ»(البخاري: ابواب الكسوف الحديث رقم: 1048).
والذي نفهمه من هذا النص؛ أن البخاري لا يقر بأن الخسوف والكسوف هما ظاهرتين فلكيتين، أو بالأخرى، أن البخاري لم يكن عالما فلكيا، أو حتى مطلع على العلوم الفلكية، ولم يدرك كنه هتين الظاهرتين، لأن عقله قاصرا عن تفسيرهما، فوضع نصا من عندياته على لسان النبي على أن النبي فسر هتين الظاهرتين(حسب البخاري) أنهما تخويف الله للعبادة، كأنه يريد القول: إن الله سوف يعذبكم وينتقم منك ويفعل بكم الافاعيل متى شاء، فإياكم وعصيان الله، ثم إياكم. وواضح، أن النص هذا إرهاب فكري لا محالة، واتهام الله جلا وعلا، بالعنف وتلذذه بمعاقبة العباد، فراح يهددهم ويرعبهم، حتى لا يقر لهم قرار، ولم يكن البخاري يعلم أن العلم الحديث سيفند كل آرائه وسيكشف زيفه للملأ، بعد حين، وحري بنا أن نستعين بهذا العلم ليفسر لنا ظاهرتي الكسوف والخسوف، وليكفينا شر البخاري ويبعد عنا خزعبلاته التي لم تقف عند حد.
ير العلم: إن "الخسوف هو ظاهرة غياب القمر، والكسوف هو ظاهرة غياب الشمس، وكسوف الشمس هي ظاهرة فلكية تحدث عندما توضع الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريبا (خط واحد) ويكون القمر في المنتصف (بين الأرض والشمس) أي في وقت ولادة القمر الجديد، عندما يكون في طور المحاق مطلع الشهر القمري بحيث يلقى القمر ظله على الأرض وفى هذه الحالة، إذا كنا في مكان ملائم لمشاهدة الكسوف سنرى قرص القمر المظلم يعبر قرص الشمس المضيء. ويحدث الخسوف الكلي للقمر عندما يدخل القمر كله منطقة ظل الأرض، وفي هذه الحالة ينخسف كامل قرص القمر وتكون الشمس والأرض والقمر جميعهم على امتداد واحد وتتوسط الأرض بين الشمس والقمر مما يحجب أشعة الشمس عن القمر. والخسوف لا يقع إلا والقمر بدرًا".
هذا ملخص ما فسره العلم لظاهرتي الخسوف والكسوف، وليضرب البخاري رأسه بالجدار.

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل