! الحضارة الانسانيه فى ازمة حقيقية !

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6181 - 2019 / 3 / 23 - 03:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اشعر بالتقزز من الذين يضعون الصراعات الحالية فى اطار دينى بل و يساهموا فى تغذيتها سواء عبر لغة واضحة و احيانا بلغة ماكرة .هؤلاء لا يملكون الحد الادنى من العقل العلمى لكى يفهموا الحقيقة البسيطة ان صراعات الماضى بين الاديان او داخل الدين الواحد, كلها صراعات تعكس مصالح مادية و دنيوية بغض النظر عن المصطلحات الدينية التى تستخدم لدعم وجهة هذا الفرق او ذاك .الصراعات الاسلامية الاسلامية عبر التاريخ و من اليوم الاول كانت صراعات تعكس مصالح لقوى هنا و هناك .بغض النظر من يعتقد من يملك الحق او لا يملكه .لكنها فى المحصلة النهائية صراعات دنوية مع وضع خط احمر عريض تحت هذه الكلمة .و ذات الامر ينطيق على الصراعات المسيحيه المسيحيه فى اوروبا .كان البروتستانت يمثلون الطبقة البورجوازيه الصاعدة فى ظل انهيار لمرحلة الاقطاع و العصور الوسطى .اى انها صراعات مصالح دنويه فى النهاية .الحروب الصليبية التى تبدو فى نظر الكثير حروبا دينية كانت حرب مصالح لا اكثر و لا اقل .و استخدام النص الدينى لاثارة الحماس لدى بسطاء الناس . الله محايد و لا شان له بصراعات البشر و لا يوجد علاقة بين الله و بين كل الصراعات الدينية و الغير دينيه .و توظيف ان الله مع هذه المجموعة او تلك كلام ايديولوجى لا اكثر و لا اقل .
اما اليوم يمكن نحلل تلك ظاهرة التطرف على ضوء ظاهرة العولمة و ظاهرة سيطرة النيو ليبرالية التى تفتك بالهويات فى ظل تراجع خطير للقوى اليسارية و لثقافة قبول الاخر . و هى مؤشرات قوية ان الحضارة الانسانيه فى ازمة حقيقية و خطر و انها تمر فى مرحلة صعبه .

انقاذ الحضارة الانسانيه لا يتم الا عبر حشد كتلة تاريخية حسب انطونيو غرامشى من اجل التصادم مع القوى التى تنشر ثقافة الكراهية و و ثقافة الصراعات بين البشر .و انطلاقا من غرامشى لا بد من حشد كتلة انسانية من كافة الاعراق و الاديان لوقف ثقافة الكراهية .ان التحرير الحقيقى لللانسان لا يبدا من الاقتصاد فحسب بل من كل الاوهام الايديولوجيه اتى تضع البشر فى وضع معاد لبعضهم البعض !

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل