أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رزكار نوري شاويس - حلبجة ، وجع أمّة و وطن *














المزيد.....

حلبجة ، وجع أمّة و وطن *


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 6173 - 2019 / 3 / 15 - 23:41
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


منذ اغتيالها بالسم الجبان ، و الى الأبد
مع تباشير كل ربيع مبكر ..
تقوم (حلبجة ) من كفن الضباب القاتم
تنهض بجراحها
لتستذكر بوجع ما كان ..
و بإصرار
ترتدي ثوب عرسها , تكحل عينيها
و تطل على شهرزور القديمة قدم الزمان
تمر على حقولها ، بساتينها
تغسل بالندى رياحينها و ازاهيرها
( و بحنان لا يضاهيه حنان ، تمسح عنها غبار موت أرعن طائش .
تذوب في ذكرى الفاجعة ، في تفاصيل يوم لهث فيها شدق حقد جاهلي عفن وكراهية نتنة ، بأنفاسه الكريهة و امر بأعدام المدينة ،
لتهرس الوداعة و يسحق فيها حق الحياة ..
تذوب في تفاصيل يوم حولوها فرنا فاشيا للقتل الجماعي
تذوب في تفاصيل حشرجات الموت في بيوتها , شوارعها و ازقتها , جوامعها و مدارسها
تذوب في أنين عصافيرها و فراشاتها و ذبول ازاهيرها و اطفالها ..
تستذكر وجع الفاجعة ، تتلاشى في صراخ ضحاياها
تصلي ،
تسأل رب السموات و الأرض ، قدرة
تصفح بها عن جلاديها ..!
تسمع الصوت الذي في العلاء :
ملعون من يقتل قريبه
ملعون من يسفح دم بريء
ملعون من بغى و بطش و قتل بغدر
ملعون من يذبح المحبة
ملعون من لا يسمع صوتي و يتمرد على وصاياي ,
.. إني لا أبرر للمجرم ما تقترفه يداه ..)

في كل صباح
ومنذ اغتيالها بالسم الجبان
تنهض حلبجة
بعناد
تنفض عنها غبار الموت
و تواصل كفاحها ضد الخردل و السايانيد

حلبجة ، حلبجة
من يدخل دارك ، لا يخرج منها بدموعه
واه الف واه من قلب الكوردي
كم يسع من الحزن و الوجع و الحرمان ؟
و من الصفح و الغفران ؟

حلبجة ..
سلام على حزنك ..
على جرحك النابض ثورة و حياة
سلاما على ارادة عزلاء
قهرت تكنلوجيا الموت الزوام ..

و رغم الألم
سيبقى وجهك يا حلبجة بهيا
يشع نورا و صفاء
وجه عروس يتلألأ حبا و هياما ،
بالحرية و الحياة
لك المجد يا ( حلبجة )
منك الحرية ، و من قرابينك الحياة
من مخاضك ولدت ابهى انتفاضة
و أنبل نصر ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في ( 16 اذار سنة 1988 ) شنت طائرات نظام الحكم الصدامي البعثي في الغراق و بأوامر مباشرة من الدكتاتور
صدام حسين ، سلسلة من الغارات الجوية بالأسلحة الكيمياوية على مدينة حلبجة شرق اقليم كوردستان العراق الأمر الذي
تسبب في استشهاد اكثر من خمسة الاف من اهاليها من الجنسين ومن مختلف الاعمار ، و فقدان العشرات من
ابناء المدينة الذين لايزال مصيرهم مجهولا و اصابة الاف اخرين بجراح و حروق خبيثة و مضاعفات مرضية
خطيرة لا يزال العشرات من الناجون من جريمة الابادة الجماعية هذه و ذريتهم يعانون منها ناهيك عن الاضرار
البيئية التي الحقتها بمصادر المياه الطبيعية و تربة المنطقة التي تعد اراضيها بامتداد سهل(شهرزور ) الشهيرة بتربتها
السوداء ، واحدة من أشهر المناطق الخصبة زراعيا في العالم ..



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - صمت .. -
- مختصرات (2)
- العراق .. و شيء عن الأستقرار
- مختصرات ..
- أرَقْ ..
- حول التعصب ايضا ..
- مقاربات (3) - أن تكون كورديا ..
- وداعا إبن الجبل الأشم .. وداعا جوهر صديق شاوَيْس
- مقاربات .. (2)
- شيء عن الحقيقة ..
- مقاربات .. (1)
- عقول مغلقة بأقفال صدئة ..!
- في ساعة أرَقْ (2)
- استقلال كوردستان ، قضية ضمير و حق من حقوق الحياة ..
- الكورد الفيليين و ورثة السياسات العنصرية
- نحن الشعوب المسطولة ، بين الصح و الخطأ ..
- الباكون و المتباكون على وحدة تراب العراق ..
- شيء عن التعّصبْ ..
- بين جيل و جيل
- هوامش اضافية ..


المزيد.....




- سُحُب الغضب الاجتماعي تتجمع لمواجهة الإفقار والتجويع
- -كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال ...
- تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن ...
- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...
- مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
- معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز
- تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رزكار نوري شاويس - حلبجة ، وجع أمّة و وطن *