محمد هالي
الحوار المتمدن-العدد: 6172 - 2019 / 3 / 14 - 15:03
المحور:
الادب والفن
آسفي ، بحر من الذكريات
محمد هالي
للذكريات محبرة مداد على الطاولة،
سوق لطهي السردين قبل حصة الدرس،
صيحات الباعة قرب نافذة الدرس،
تسليات تطفو على "المريسات"
رؤوس أسماك رفصها البحر،
في بركات ماء،
صدفيات تُطهى في أغلفة مربى المعامل،
الآكلُ جوعان من المرح على أجرف ملتوية،
حادة التلقيح..
أقدام كالمجداف تتسابق مع الموج،
و أدرع لا تهاب عمق المياه،
كالصياد يبحث عن لغز الحياة،
كأنا،
ككل سفياني في الميزان،
سلة سردين تروي العائلة،
يذوب في عصير البصل،
و شاي مُنعْنع في المساء،
فقط الريح المتطاير في الهواء،
تغطيه نتنة السردين على مجمر،
أنا و إخوتي،
و كثير من الأصدقاء..
ننام على رؤية البحر العليل،
و ننحني كي تبقى آسفي
تطهي اللذة،
و تطعم البعيد بما جاد من بلعم البحر،
خاب أملي ..
أبكاني الشجن..
البحر أتعبه تلوث الفوسفاط،
البحر أنيني،
و أنا أحلم بتلك الذكريات
محمد هالي
#محمد_هالي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟