روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 00:55
المحور:
الادب والفن
يقطف من العمر .. وردا
زرعها في حديقة منزله
قبل الغزو .. قبل انتصار البيانات
يداري أصواتا تنبعث من رئتيه
ويتحدث إلى الهواء
بلغة الزمهرير
كم سنة محشورة في محفظته
وكم لغما يسد طريق عودته
لم يغتسل منذ آخر وجبة عناق
كانت الأولى على مائدته
لم يغسل قميصه منذ آخر قبلة
على طريق مهجور
التقطت صورها بؤبؤة العينين
في ذاك اليوم المبجل
أعلن إضرابا عن السعال
والخشية .. كانت
أن يفقد رائحة الأنوثة في شهقاته
أن يهرب مذاق الحلم البلدي
من صرة اغترابه
ولم يزل ... يحلم
يقبض الآن على مزمار الزمن
كهارب من أصوات المدافع
لا يريد الموت .. لا يريد أن يكبر
يرتجل الكلام من ناقوس العمر
كمؤذن يلقي على الفجر
تحية الانبلاج
ويكتب من محبرة الخوف .. قصيدة
لحبيبة .. فقدت فستان عرسها
في يوم أسود .. بزفاف مقَنعٍ
من عقد داعشي الهوى
أنتِ .. قصيدتي التي لم تُكتب
اكتبها .. أتعربش بكلماتها
وأجازف بالسباحة فيها دونما مجاديف .. سوى
خيوط الوصال من عينيك
الليل .. بارد جدا من زخات الرصاص .. بدونك
النهار .. موحش من جلبة الثوار .. بدونك
الموت .. حين اراقب النجوم .. بدونك
والحياة ..
أن أحاور الزمن من صوتك
وأعيد بوصلة التاريخ من حلمات نهديك
مذ عرفتك
اقرأ في كهولتي .. طفلاً
يتعربش بشفاهك .. ليقطف عناقيد الحرمان
ينسل كندى الشفق بين شعاب صدرك ..
ليسقي ظمأً
أصاب خنادق الانتظار
في زحمة التسلق
ولم يزل يحلم
٣/٣/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟