روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 17:59
المحور:
الادب والفن
كأي شخص عادي
مثلي ومثلك
يبدأ نهاره .. دونما ضجيج
يعد الساعات على أصابع يديه
كمتعبد .. يؤدي صلواته
في خلوة .. هي بقايا مقطوعة موسيقية
دندن من كلماتها .. بحركات مرتجفة
قبل أن يتمرد على رائحة قهوته الصباحية
حين تذكر
أن العاشق لا ينام
وقد أقلعت الشمس نحو المغيب
والكل نيام سوى .. قلبه
كأي شخص نزق
لا يشبهني .. ويتقمصني
يبتلع في المساء
كل أحلامه .. مع فورة ذكريات
تلدغ حنايا كذبة منمقة
تؤرق حواف كأس خمر
يحرق صهيل الوصال
ويقسم بأغلظ الأنخاب
أن الفجر سيرمم من دموعه
سيل اشتياق
جرفه في محنة السبات
وفي الصباح ..
مع أولى تباشير الاصطدام
ينحني على ركبتيه .. باكيا
ويتذكر لعنة الحب
في هلاك الشعوب
كأي شخص من نسخة المواطن
في بلدي
يخشى حضور الموظفين
من مختلف الرتب والتسميات
يكره معاملات القيد والجواز والمعابر
وحتى فواتير باعة البقالة
وحين كل واقعة
يسجل في مدونته ..
قصيدة حب عصماء
يبدأ ككل الشعراء بتمجيد الوطن
وينهيها كقصته تحت بوابل الخذلان
مترددا ..
يسرق أوراقه من خلجان الندم
ويندم حين تتوجه القصة .. بطلا
وهو الذي يدرك
أن البطولة على حلبات مهترئة
تنصيب للموت في حفلة تنكرية
كأي شخص في معمورة الهلاك
يحلم بالاستسلام لقوافي الجمال
بين أحضان امرأة
رسم لها من دون كل الصور
لوحة ..
يرتجف خاشعا .. من نبرة صوتها
يتنهد ألما .. من طقوس مواعيدها
ويغادر ميلاد ابتسامة مخنوقة
بتأتأة لغة .. لم يتفوه بمفرداتها
وكل الخوف
من خفافيش ..
تفتش في خبايا الرغبة
فهو .. لم يمتهن أسطورة الدجل
ولم يسبح في مستنقعات المراوغة
بمجاديف النفاق
رحل .. دون أن ينتشل شظايا الحرب
من لسانه
٢/٣/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟