أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مالك البطلي -أنا ابن الندوب-














المزيد.....

مالك البطلي -أنا ابن الندوب-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 01:57
المحور: الادب والفن
    


مالك البطلي
"أنا ابن الندوب"
التراث الثقافي العراقي يبقى حاضرا في وجدان العراقيين، فالندب الذي مارسه السومريون منذ ألاف السنين ما زلنا نشاهده حتى اليوم، لكن بتوجهات وأفكار جديدة، الندب على الحسين، فالحالة الأدبية العراقية تمتاز بتناولها للحزن، ولا ادل على ذلك من الشاعر "منصور الريكان" الذي يتميز بحزنه الناعم والهادئ، وها نحن نجد شاعر آخر يحدث عن الحزن لكن بطريقة وشكل آخر.
يفتتح الشاعر قصيدته:
"أنا ابنُ الندوبِ والنائحات
في المَغربِ أَتوكأُ على الآه
أَنعى ، وأَبكي ،وأَتَشظى" رغم الحزن الذي (نفر منه) إلا أن الكاتب يجذبنا إلى نصه من خلال الصور الأدبية التي يستخدمها "أتوكأ على الآه" وأيضا من خلال حدثيه عن نفسه، فهذا يجعلنا نتقرب منه، حيث نجد قريب منا، لهذا اختارنا ليحدثنا بما في نفسه من حزن/ألم.
"ثمَ
أعودُ لأجمعَ نفسي حبّةً حبّةً
وأقِفُ إلى الأبد أَمامَ رحيلِك
منتظرًا هبوبَ لقاءٍ باهت" الحديث عن المرأة دائما يجذب المتلقي ويقدمه من النص الأدبي، فهي عامل جذب للقارئ، فهنا الحديث يدور عن الحبيبة، وهذا ما يجعلنا نتقدم أكثر من النص، لنتعرف على حالة العاشق الولهان.
"أَنظرُ كآخرِ نسمةِ هواءٍ
كيفَ تخرُّ الشمسُ وتتلوى على شرشفِ البحر
كأَنها رَحى المنيةِ يا وحيدَتي
تطحنُني
تطحنُني
لأسقطَ
وجعًا كأوراقِ
الخَريف المتَهاوية" يشبه الكاتب نفسه بالطبيعة، الهواء، والشمس، البحر، أوراق الخريف" وكلنا يعلم أن الطبيعة عامل مهدئ للكاتب، لكنها هنا جاءت لتعبر عن الحالة البائسة التي وصل إليها الكاتب، فهناك "تخر، تتلوى، تطحنني، وجعا، المتهاوية" كلها تخدم فكرة الحزن والألم لذي يحاصر الكاتب، لكنه يخفف علينا من خلال الصورة الأدبية التي جعلت الشمس تخر وتتلوى.
"واجلسُ حولي عند أولِ أخٍ في هذا القلب
لأَشعلَ
الشموعَ وأنعى ذاتي
في كلِّ ليلةٍ" بعد أن شبه نفسه بالطبيعة المحطمة والمتساقطة، يحدثنا عن نفسه وعن فعله، فهو يعيش حالة من الوحدة، لكنه لم ييأس تماما من التقدم من جديد إلى الحبيب، لهذا نجده "يشعل الشموع، فهذا الفعل يشير إلى أن العقل الباطن للكاتب ما زال يحمل شيئا من الأمل، لهذا نتخيله أمام الشموع متأملا مفكرا فيما آلت إليه أحوال الحبيبة.
"وها أنا الآن دونَك مستاءٌ في حوانيتِ الظَلام المُتعبة
موحشٌ مثل جيدٍ غجريٍ بلا قِلادة
أجرُّ
على مَتني حقائبِك الثَقيلة" حالة التأمل أوصلت الكاتب إلى استحضار الحبيبة ومخاطبتها، وهو هنا يقدمنا أكثر من النص، ويجلنا نتوقف لنستمع إلى هذا العاشق الذي يشكي همه لها.
"وأُلقي عليَّ تهويدةَ حُزني
لأغفوَ وأَدعو
ليلَ الغيابِ ليسيرَ دونَك
كما لو أَنَّه غَيمةً هاربة.!" الاستمرار في حالة (تعذيب) الذات، وكأن الكاتب يعدنا إلى طقوس ندب تموزي، وهنا يربط الكاتب حالته بالحالة العراقية العامة، فالحزن والندب يشكل أحدى روافد الثقافة العراقية، لكن علينا الاشارة متى سيكون احتفالنا بعودة تموزي إلى الحياة، لنعيد طقوس الفرح والأعياد التي قامت قبل آلاف السنين؟.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيعة والفرح عند الشاعر محمد زايد
- حقوق الإلهام وبيجاميلون -سعادة أبو عراق
- البياض عند محمد علوش وإياد شماسنة
- الطرح الطبقي والهم الوطني في مجموعة -الخبز المر- ماجد أبو شر ...
- الرواية والقصيدة -الدليل- إبراهيم نصر الله
- قصة عشق كنعانية- صبحي فحماوي
- مناقشة مختارات شعرية لشوقي بزيع
- كن لها سليمان دغش
- نمر مرقس -أقوى من النسيان- الذاكرة الفلسطينية
- التماثل اللغة والمضمون في قصة -توغّل ، فذاك حُلُمي- علي السب ...
- لوحات شعرية من التراث النابلسي وليد محمد الكيلاني
- محمد داود -مخيم اليرموك أيام الحصار-
- محمد داود في -يا أمنيات-
- عبود الجابري ومضات شعرية
- -حيفا برقة- المكان والإنسان سميح مسعود
- مناقشة رواية -الست زبيدة- للكاتبة نوال حلاوة
- المرأة واداة التغير في رواية -طيور الرغبة- محمد الحجيري
- المضمون وطريقة التقديم قصيدة -في غفلة منك- سليمان أحمد العوج ...
- التناسق عند نزيه حسون -في صومعتي-
- رواية أورفوار عكا علاء حليحل


المزيد.....




- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مالك البطلي -أنا ابن الندوب-