أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - تاجرُ موغادور: الفصل السادس 9














المزيد.....

تاجرُ موغادور: الفصل السادس 9


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6161 - 2019 / 3 / 2 - 21:22
المحور: الادب والفن
    


هيمن الوجومُ على وجهَي كلّ من السيّدين، بعدما استوعبا صدمة الخبر. ولم يكن ذلك تعاطفاً مع الصيّاد الراحل، بأي حال من الأحوال. فكرة معينة، راحت تداور في رأس التاجر، ولعلها انتقلت بشكل ما إلى مضيفيه: " التحقيق في مقتل الرجل، يُمكن أن يؤدي إلى كشف خلفية وجود قاربه في ذلك المعسكر، أين كانت رومي محتجزة ". لما انتقلت الفكرة إلى لسانه، سطعت سحنة المرأة بتعبيرٍ يؤكد تلك المخاوف. ولكنه قرينها، مَن فتح فمه أولاً: " كيف تسنى له التبكير بالذهاب إلى المعسكر، وقد سهر معنا أمس إلى ساعة متأخرة من الفجر؟ "، خاطبَ ضيفه بالتركية وكان يبدو متأثراً بالغضب لا الحزن. فيما أطرق المخاطَبُ، منهمكاً مجدداً بالتفكير، راحَ الآخرُ يتكلم بالانكليزية مع امرأته.
عادت المرأة بالحديث إلى اللهجة الدارجة، والتي يفهمها رجلها قليلاً: " أياً كان سبب مقتل بوعزة، فإن سرّ اشتراكه في عملية تخليصي من الأسر سيدفن معه. ثم أنّى للباشا أن يُجرّمَ العملية، وهوَ بنفسه قد عمد إلى مفاوضة القبائل العاصية ومن ثم عقد اتفاق سلام معها؟ "
" أتفق معك، يا سيّدتي "، قال التاجرُ مشرق الوجه لذكاء وتبصّر مضيفته. بيد أن هذا لم يمنعه من الاستطراد، بغية إبعاد شبهة الخوف الشخصيّ عن فكرته الأولى: " إنني مرتاح النفس، كوني أديتُ واجباً، وليس لديّ ما أخشاه من أحد كائناً من كان ". خفّ انفعل القبطان أيضاً، ولاحَ من ابتسامته أنه أدرك مما قيل أخيراً أن الأمرَ لن يتطوّر إلى ما لا يُحمد عقباه. بعد لحظات من الصمت، استدرك الضيفُ ليترحم على الصيّاد القتيل. ردّ الزوجان، تلقائياً: " آمين.. ".
شاءت بعدئذٍ " رومي " تغيير الموضوع، فسألت الضيفَ وكانت مشرقة الملامح بدَورها: " ألم تلحظ كيف احتفت حجرة المكتب بتحفة جديدة، قادمة من مشرقكم؟ ". تابعت عينا " جانكو " إشارة السيّدة الفرنسية لتحط من ثم على ناركيلة، استوت فوق إحدى خزائن الكتب. وأردفت السيّدة، مستفهمة: " إنها الشيشة؛ أليسَ هذا اسمها؟ "
" بل إن تسمية الشيشة ليست دقيقة، وهيَ محرفة عن شوشة؛ وتعني بالعثمانية الزجاجة.. ويقصد بها الزجاجة، التي تدخل في جهاز التدخين. وهذا الجهاز، نحن في المشرق ندعوه: ناركيلة "، أجابَ صديقها التاجرُ. القبطان من ناحيته، صدّقَ على كلام ضيفه:
" نعم، وفي اسطنبول أيضاً يسمونها ناركيلة ". ورجعت امرأته تشير إلى التحفة، قائلة بنبرة مزهوة: " أليست جميلة جداً، بزجاجتها الزاهية اللون وجسمها المصنوع من النحاس المعشّق بالفضة، فضلاً عن أنبوبها الطويل والطريف الشكل؟ لقد أتى بها ليلة أمس صاحبنا، كره كوز. ولكنني منعته من استعمالها، كون بعض الضيوف يعانون من الربو أو الحساسية. فما كان من الرجل إلا أن أهدانيها، قائلاً أنه يقتني واحدة أخرى في منزله "
" ما رأيك، يا صديقي، أن نصحب الناركيلة معنا إلى المقهى علّ ذلك يُسبب ثورة الأرملة الخرقاء؟ "، توجه القبطان إلى الضيف بصوت منخفض. تعالت القهقهات على الأثر، وشاركت فيها سيّدة الدار بعدما أبلغها رجلها بما عزم عليه. ثم قالت لضيفها بلهجة جادة: " لو أنك تبغي تدخين الناركيلة، فإنني حظيتُ أيضاً بما يلزم ذلك من تبغ وفحم. في وسع جورج مشاركتك متعة التدخين، ريثما يمضي الوقت ويحين موعد الغداء "
" بلى، إنها فكرة طيبة وتعوضنا عن العراك مع تلك المرأة الإيطالية! "، ردّ زوجها ضاحكاً.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاجرُ موغادور: الفصل السادس 8
- تاجرُ موغادور: الفصل السادس 7
- تاجرُ موغادور: الفصل السادس 6
- تاجرُ موغادور: الفصل السادس 5
- تاجرُ موغادور: الفصل السادس 4
- تاجرُ موغادور: الفصل السادس 3
- تاجرُ موغادور: مستهل الفصل السادس
- تاجرُ موغادور: الفصل الخامس 9
- تاجرُ موغادور: الفصل الخامس 8
- تاجرُ موغادور: الفصل الخامس 7
- تاجرُ موغادور: الفصل الخامس 6
- تاجرُ موغادور: الفصل الخامس 5
- الرسالة
- تاجر موغادور: الفصل الخامس 4
- تاجر موغادور: الفصل الخامس 3
- تاجر موغادور: مستهل الفصل الخامس
- تاجر موغادور: بقية الفصل الرابع
- تاجر موغادور: تتمة الفصل الرابع
- تاجر موغادور: الفصل الرابع/ 4
- تاجر موغادور: الفصل الرابع/ 3


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - تاجرُ موغادور: الفصل السادس 9