أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - عشب الحنطة !!!














المزيد.....

عشب الحنطة !!!


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 6161 - 2019 / 3 / 2 - 01:07
المحور: الادب والفن
    


حينما يفقد المرء الأمل يتشبث ببصيص من ذلك الامل لعله ات كما الغريق الذي ينتظر قشة لتنقذه وتعيد له الحياة من جديد وذاك ما حصل لي تماما ابان المحنة الكبيرة التي مررت بها تلك التي قصمت ظهري بحق.. فليس سهلا ابدا لأم أن ترى ولدها البكر البار المليء بالحيوية والنشاط وقمة في الأخلاق وشعلة من الذكاء يصبح بين ليلة وضحاها لاحول له ولاقوة بعد ان نال وتمكن منه المرض كثيرا...وفي أوج وخضم تلك المحنة كنت أقرأ دوما وأسأل كثيرا عن الحالة التي يمر بها ولدي علني احصل على معلومة مفيدة تنفع في الوقوف على حالته او علاجه بعد ان تعبنا كثيرا من سوء وتخبط تشخيص الأطباء ..قرات مرة معلومة مفادها ان عشب الحنطة الذي ينموا توا يساهم في إعادة خلايا الدماغ التالفة شيئا فشيئا ...فانتفضت لهذه المعلومة وكأني وجدت ضالتي وشددت العزم على أن أعطي ولدي عشب الحنطة هذا لعلي الشفاء فذهبت في الحال الى السوق وجئت بكمية من الحنطة وزرعتها في ركن من اركان حديقتي المنزلية مستبدلة فيها اطباق الزهور تلك التي اعشقها ...وفور أن ظهرت ونمت وبان عشبها الاخضر اخذت اقصه بالمقص واضيفه مع المواد التي في ( الشوربة ) التي كنت أعدها له ...وذهبت بعدها لما هو أبعد حينما قصدت باب الحوائج موسى بن جعفر الكاظم الذي كنت ازوره بين فترة واخرى طلبا للشفاعة ..شدني يوما ما موجود من الحنطة التي كانت تفترش الارض لإطعام الحمام الذي كان ولايزال موجودا وبكثرة في حضرة الامام...فمنيت نفسي بامل كبير وهو أن الحنطة التي في الأمام أكثر تأثيرا وتعحيلا بالشفاء كيف لا والحنطة هي من حضرة الامام عليه السلام !؟ هكذا حسبتها انها بالتاكيد ستكون مباركة أكثر وسرعان ما قفزت ببالي فكرة وهي ان اخذ من تلك الحنطة وازرعها في البيت لكن حرام طبعا اني اخذها دون بديل... فخرجت فورا من الإمام وقصدت الأسواق القريبة من حضرته واشتريت كيلو من الحنطة وجئت بها ونثرتها بذات المكان وأخذت بدلا عنها تلك الحنطة التي في الإمام وعدت للبيت وفورا زرعتها في الحديقة ...ويالسعادتي وقتها وكأني امتلكت صك نجاة !!...وطيلة مرافقي لفرات كان الزوج الممتحن يأتيني كل يوم بعشب الحنطة من البيت وكم كنت أحزن والومه كثيرا أن نسي يوما وتفاديا لهذا زرعت ( اثنان من الاصايص) ووضعها قريبة مني في شباك العناية المركزة ...أذكر جيدا يوم أن سألني دكتور وليد مدير العناية (ذكره الله بكل خير) عن هذه الاصايص قلت له وانا كلي أمل وحماس ( دكتور وليد قريت عن عشب الحنطة يرجع خلايا الدماغ وراح يساهم بشفاء فرات انشاءالله ) ولن أنسى ابدا نظرته تلك الممزوجة بين الالم والعطف والرثاء.....ياله من طبيب !! لم ارى طيلة حياتي طبيبا متفانيا.. مخلصا كدكتور وليد حفظه الله.. كم كان حريصا محبا لمرضاه !! لن أنسى مواقفه معي ورعايته لولدي ماحيييت كان له دورا كبيرا في التخفيف من معاناتي وكم كان يثني علي أمام الجميع ويشيد مادحا بحسن اهتمامي لفرات ولم يتوانى يوما في نصحي وتعليمي للأمور التمريضية المهمة التي جعلتني فيما بعد اعتمد كليا على نفسي في رعايته ووفرت علي الكثير من الامور وجعلني استغني عن عناية الآخرين من الموظفين الصحيين او الممرضين وكان كثيرا ما يقول ( فرات طبيب مثلنا وابنا مو فقط ابنك مطلوب من الكادر كله ان نعتني بي كل العناية )..وكم من مرة كنت أشعر به يتالم وهو ينظر الى فرات وفي ظل عينيه دمعة يحاول جاهدا أن يخفيها ..وكجزء من وفااااء كنت ولازلت حينما اذكر محتني وقل ما نسيت أدعو له دوما بالصحة والسلامة والموفقية ...فمثله والله ندرة لايتكررون في زمن رديء تلاشت فيه الطيبة والقيم والإنسانية ....
أعووود وأقول أنني وطوال سنتين جعلت غذاء ولدي لايخلو يوما من عشب الحنطة رغم أنني أدركت فيما بعد ان مابه من مرض اصعب بكثير من ان يشفى بعشب بسبط كهذا لكني كنت احلم وامني نفسي واقول أن صلواتي والدعوات الكثيرة والختمات القرآنية المستمرة التي يشهد الله اني لم اقطعها يوما وملازمتي الشديدة لولدي . كل هذه الامور مع عشب الحنطة ربما او لعلها تحدث امرا ..معجزة ما ...وهذا ليس ببعيد على الله عز وجل وعملا وتيمنا بقوله تعالى ( اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ) صدق الله العظيم ....لاسيما وأن تلك العشبة من الحنطة التي كانت في مكان طاهر شريف كحضرة الإمام باب الحوائج موسى بن جعفر الكاظم ......
ولكن كان للقدر ولله سبحانه وتعالى شأن اخر....
ومااات فرااات ماسوفا على شبابه تاركا وراءه فراغا كبيرا وغصة عميقة وجرحا لايندمل ابدا...
واليوم 3/2 هو ذكرى ميلاده رحمه الله واسكنه فسيح الجنااات ....



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يَوم ميلادكَ يامَن رَحلت !!
- لمن نشتكي !؟
- ذاك هو النصيب والقدر ...!!!
- وخير الصديق ....الكتاااب
- والله يا زمن .....!!
- كلمات لمغترب .....!!
- مقتل رهف...جريمة ضد الطفولة !!!
- آراء في المرأة ....!!!
- ما أحب وما اكره من صفات في المرأة !!
- ٨ شباط يوم أسود ومشؤوم !!!
- من يعبث بأمن البلاد...ويقف وراء الأغتيالات الأخيرة !!؟؟
- التحرر قليلا من العالم الأفتراضي !!
- مباراة لاتبتعد كثيرا عن السياسة ولاتخلو من الإثارة !!!
- (بغداد للبغداديين )مصطلح جديد لأختيار أمين العاصمة
- هل الكاتبة التي تكتب بأسم مستعار أكثر صدقا بنقل إحساس المرأة ...
- العراق والحلم المفقود !!!
- ظاهرة سلبية تستحق وقفة جااادة من قبل الحكومة ......
- رسائل غسان كنفاني لغادة السمان....مإذا تعني لزوجته !؟
- ترى هل يوجد الان مايشبه تلك العلاقة الروحية الجميلة بين الأد ...
- موحش هو الليل !!


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - عشب الحنطة !!!