أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - لا تستوحشوا ممّا في العراق .. إنها التربية














المزيد.....

لا تستوحشوا ممّا في العراق .. إنها التربية


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 13:53
المحور: الادب والفن
    


لا تستوحشوا مِمّا في العراق .. إنّها آلتربية!
أتذكّر .. و يا له من ذكرى حزينة, كما أكثر الذكريات .. عندما كنتُ أواسط القرن الماضي تلميذاً في الأبتدائية في (مدرسة النصر للبنين) في واسط / بدرة, كان مُرشدنا "مرشد الصف" (ما شاء الله على هذا الأسم) و كذلك المدير ... و (يا له من مدير) أعتذر بآلمناسبة عن ذكر إسمه, فلربما توفى الآن غفر الله ذنوبه, و لكي لا يزعل علينا أبنائه أو أحفاده؛ كان هؤلاء المعلمين المربيّن و الأصح تسميتهم بآلجلادين الحاقدين فهو أقرب إلى الواقع من تسميتهم بآلمربين أو المعلمين .. لأنّهم لم يتّصفوا بصفات المعلم أو المربي إطلاقاً, نتيجة تربيتهم السّابقة التي حاولوا إنعكاسها علينا؛ فكانوا يجلدوننا دائماً, بحيث كانوا لا يدخلون (الصّف) إلّا و العصي بإيديهم لتخويفنا و معاقبتنا, و كان ألم الضرب يتضاعف في فصل الشتاء لبرودة الجو و تشقق الجلد لنقص الفيتامينات بسبب سوء التغذية و تدني المستوى المعيشي و الأجتماعي و العلمي .. و كأننا لم نكن أطفالاً بل أسرى أو عبيد محكومين بآلأشغال الشاقة مع التعذيب حتى الأعدام؛ و رغم إني كنتُ من المُجتهدين في دروسي لكني لم أكن أسلم من تعذيبهم وضربهم أحياناً, بل كان مُجرّد رؤية وجوههم القترة العبوسة كلّ صباح يُعذّبنا و يزرع الألم بدل الأمل في قلوبنا, فالعقوبة كانت أحياناً تُحدث بشكلٍ جماعيّ كما في نظام الجيوش العسكرية, و كان المعلم أو المدير أثناء المُعاقبة يتباهى وبعنف وهو يضرب الطلاب واحداً تلو الآخر .. وكان يبتسم و يسبّ متشفياً بآلامنا و عذابنا.

لذلك لا تتعجبوا إنْ رأيتم الرؤوساء و السياسيين اليوم فاسدين وهكذا الأطباء و المهندسين و المدراء و الرئيس و الوزير و النائب و الكاسب وووووغيرهم .. لأنهم تخرّجوا على أيدي أؤلئك الجلاديين الذين خلت قلوبهم من الضمير الرحمة و التواضع و الأنصاف و الوجدان و الأيمان الصحيح بآلله و إمتلأت بآلقسوة و العنف و الكراهية التي إنعكست على سلوك الأجيال و منها هذا الجيل المسكين.

المطلوب الآن و كما بيّنا في فلسفتنا الكونية .. و لأجل تربية شعب معين تربية صالحة أو إعداد أمّة إعداداً سوياً بنقله من الصفة البشرية إلى الأنسانية ثم الآدمية؛ و بعكس ما نشهده الآن في العراق و الأمة: المطلوب هو:
تربية الأطفال و هكذا الأجيال .. على المحبة و الأحترام و التواضع و فتح عقولهم على الكون و الوجود و خالقه, تسبقها وجود قانون إنساني واضح وصارم يُحرم الضرب و العقوبة للأطفال حتى من قبل الوالدين و المربين و يؤكد - اي القانون المعني - على الهداية و المحبة و التواضع و حب الخير و الأيثار أولا ثمّ تصويب عقوبات صارمة بحق الأبوين و آلمعلم و المربي الذي يتجاوز على الأطفال و التلاميذ .. و كل من يخالف ذلك القانون و ينشر الأرهاب والقسوة و العنف بدل المحبة و الأنسانية!
لأنّ عراق اليوم كما عراق الأمس مازالت القيم فيه مقلوبة و المناهج مضللة .. كما كل الدول العربية و الاسلامية تقريباً؛ لذلك تحولت إلى جحيم و عذاب و تكبر بحيث أصبح الفساد ثقافة و العنف رجولة و التعدي شجاعة و السرقة فن و جرأة و الواسطات و الرشاوي قدرة و قربة لله و واللاإنسانية صفة مشتركة موروثة كنتاج للأمس بسبب الدين القشري و النشأة الخاطئة و فقدان اصول التربية العلمية و ألأصول الأخلاقية و الضمير ألذي هو أس الأساسات للأسف.

https://www.youtube.com/watch?v=eh12Q_kvJYQ



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا آلفلسفة الكونيّة؟
- همسة كونيّة(205) القانون الكونيّ لسرِّ ألوجود
- وصايا للمثقفين المحترمين
- هكذا كنا و سنبقى
- لماذا العراق مسلوب السيادة؟
- ألعيب بآلعراقيين لا بأسيادهم!
- كلّكم مسؤولون ولو ألقيتُم المعاذير
- متى يرتقي البشر لمستوى الحيوان؟
- أوّل فساد -قانوني- جديد
- كم مرّة يجب أن يُكرّر التأريخ نفسه؟
- بيان (أفّاز) العالمي بشأن حقوق الأطفال
- الوادي الأوّل من محطات العشق - الطلب
- تعريف الفلسفة الكونية
- مأساتنا بسبب الظالمين
- مأساة الحلاج؛ مأساة بغداد
- لماذا فقدت الكرامة في العراق للأبد؟
- حول إمكانية إعادة بناء(الدعوة) بعد خرابها؟
- عالم العقل في الفلسفة الكونية(الحلقة الأولى)
- مرحباً بآلعاشقين ألجّدد
- ماذا قلتُ ل (محمد حسنيين هيكل)؟


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - لا تستوحشوا ممّا في العراق .. إنها التربية