أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - جناحان من ذهب .. وإرث الحياة اليومية














المزيد.....

جناحان من ذهب .. وإرث الحياة اليومية


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 6149 - 2019 / 2 / 18 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


جناحان من ذهب* ضمت خمس عشرة قصة قصيرة , وفيها يسعى القاص(أحمد ابراهيم السعد) لبناء سردي يتشكل في الغالب بطريقة درامية , معتمداً صوت (السارد الواحد) , والمحيط بكلية وتفاصيل القصة ,وعبر تقنية التلاعب بالزمن ،وتراكم الأحداث ، ومستخدماً عناصر التشويق وملاحقة المتغيرات المحيطة بالقصة والنأي عن رتابة السرد ، و يلجأ في ,بعضها, لتقنية الـ( سيناريو السينمائي), كما في قصة (محرقة القصب) وحوار المرأة وكاتب العرائض, والذي يصغي له بانتباه , ويسرده الصبي المرافق لأمه:
"...في الورقة التي أمامه بدأ يسمعنا ما يكتب:
- أني المواطنة...
قالت أمي : زكية هادي جابر ..
- أرجو التفضل بالموافقة على تعيني عاملة خدمة في مدرسة ..
- الشهامة الابتدائية.
- وذلك لحاجتي الماسة للعمل كوني..
- أرملة" ؟!.
ويعمد ,القاص, لاستخدام (الفلاش باك)، كونه ضمن تقنية ( السيناريو السينمائي) ، لإسقاط الوعي الشقي - للصبي - على ذلك المشهد , و يتابع -الصبي- الشرور والآثام التي تبدو في عيني وحركة كاتب العرائض ,وهو يقبض على يد امه , ويلمحه يضغط بقوة على إصبعها , عندما يمسك ابهامها و يبصمها على الطلب , ويثق - الصبي - دون شك , بنواياه لاستباحتها بـشراهة عينيه , ووجهه الذي يتحول الى قرص من المغناطيس, تشكه مجموعة لا ترحم من الدبابيس , تجاه أمه ,الشابة والارملة, في ذات الوقت, وهي تسعى للتغلب باستقامة ونبل , على مصاعب وقسوة حياتها اليومية , وارثها الثقيل ,وتجاوزهما عبر البحث عن نقطة بيضاء في ايامها السوداء , للعمل في مدرسة ابتدائية تحمل اسم ( الشهامة) , ونلاحظ هنا المفارقة في اسم المدرسة والوضع الذي عليه (الأم - الشابة - الأرملة) , وتعامل كاتب العرائض ( الفحولي - المتوحش) معها بصفتها فريسة وغنيمة سهلة , في محاولة منه لاصطيادها. وفي قصة ( حقائق متقاطعة) يبني القاص قصته لإيصال الرؤى والأفكار باستثمار تسلية لعبة (الكلمات المتقاطعة) , المعروفة في الكثير من الصحف والمجلات , من خلال تقطيع القصة إلى مشاهد أفقية وعمودية كـ: " أفقي- كان معروفا بالحلم- عمودي- من أسلحة المسلمين- أفقي- من شهداء الحب- عمودي- سلاح معكوسة". كما احتوت ( جناحان من ذهب) بعض القصص و التي يمكن اعتبار مشاهدها المتعددة , بمثابة ثيّمات وبناءات لقصص قصيرة جدا. ثمة في "جناحان من ذهب" تراكم لهموم اجتماعية مضنية من خلال القراءة اليومية لأرث وأوضاع شخصيات حقيقية , غير متخيلة وتنتمي غالبيتها , لعالم القاع العراقي وهمومه , التي لا حد لها, مع الاهتمام بالبيئة الجنوبية ومكوناتها المخربة عبر الحروب العبثية المتعاقبة ، وفي بعض القصص تتداخل الأجناس الأدبية النثرية فيما بينها بحكم العملية الإبداعية ، ورغم ما تتمتع به القصة القصيرة من تفرد في الكتابة بسبب البناء السردي واللغوي. قصص (جناحان من ذهب) استفادت بشكل ما من الشعر، و السينما عبر اهتمام القاص بالمشاهد القصصية المتسارعة ، و البناء السردي شديد الإيجاز ، وكذلك الذهاب الى تقنية (السيناريو السينمائي), اضافة لطرحها المواضيع الاجتماعية بالتشابك مع الجوانب الإنسانية, وكذلك السرد المتنامي, مع انه يحدث ان يحتوي على نصائح وحكم بما يشبه (الكولاج) في الفنون التشكيلية , والتي تبدو لا علاقة لها بسياقات موضوعة القصة , مع معرفتنا بتداخل الأجناس الفنية والأدبية النثرية فيما بينها بحكم العملية الإبداعية، ورغم ما تتمتع به القصة القصيرة من دقة لابد منها , في البناء السردي واللغوي، إلا أن (جناحان من ذهب) بكليتها استفادت - بشكل ما - من تداخل الفنون ، عبر اهتمام القاص باللغة السردية , والإيجاز الذي يحمل حبكة قصصه. وثمة فيها لغة فنية شفافة و تصل أحيانا إلى تخوم قصيدة النثر، مع تشذيبها من الزوائد ,والسعي للاقتصاد اللغوي , دون التفريط بالضروري منه ، لخلق دلالات وبؤر محددة تتبلور عبر زمان ومكان القص. وسبق ان صدرت لـ(السعد) مجموعته (الجرح) عن دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد, و حصل على بعض الجوائز القصصية ومنها جائزة وزارة الثقافة - بغداد- الخاصة بالأبداع , عن روايته (وهن الحكايات), و اختير مع مجموعة من القصاصين العراقيين والعرب ضمن (انطولوجيا القصة العربية) والتي صدرت باللغات الرومانية , والإنكليزية , والعربية.
* وزارة الثقافة - دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ألق الكتب
- تحت أعواد المشنقة .. يوميات جارحة
- الشاعر : مجيد الموسوي .. رثاء الذات عبرَ الآخر(2 -2 )
- الشاعر : مجيد الموسوي .. رثاء الذات عبرَ الآخر(1 -2 )
- ثلاث كلمات
- على تخوم البرية.. يجمع لها الكمأ
- -إن في نفسي شيئاً لن تستطيعوا قتله أبداً...-- بيشوب
- الأحزاب الإسلامية والاستثمار السياسي للدين
- في ذكرى الباحث والكاتب.. خليل المياح
- اغتيال شارع
- هواجس الولد البلوري
- عن عاصفة 8 شباط الدموية
- فن ال (مايم- بانتوميم) و:..الصمت.. أنهُ الصمت
- اتحاد أدباء وكتاب البصرة يحتفي ب(سحر القراءة) للكاتب جاسم ال ...
- عضو البرلمان العراقي:.. تبعية أم استقلال..؟!
- فضاءات مهدي محمد علي النثرية - الشعرية / القسم الثاني
- فضاءات مهدي محمد علي النثرية - الشعرية (1 - 2 )*
- القراءة بسحرها
- الكتبُ :.. وسحرها
- يوم صناع الحياة..بناة المستقبل


المزيد.....




- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...
- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - جناحان من ذهب .. وإرث الحياة اليومية