أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - ما هي مصلحتنا أن نكون مناذرة اليوم؟














المزيد.....

ما هي مصلحتنا أن نكون مناذرة اليوم؟


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1526 - 2006 / 4 / 20 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)
ليست قديمة حكاية صدام حسين ، من مدفعه العملاق الذي سيترك إسرائيل أثرا بعد عين ، إلى جمرته الخبيثة التي ستترك نيويورك بل الولايات المتحدة ، بلادا للأشباح والمرضى النفسيين ، مروراً بالقنابل المسمارية التي تحمل مفاجآت نووية تكتيكية وربما استراتيجية،باختصار "أم المعارك" كان صدام حسين لولا حادثة صغيرة جدا، سيخوضها ضد العالم.
من العرب وغير العرب ، كل من وضع في جيبه بعض كوبونات النفط ، هلل ودبك ورقص وسكر حتى الغيبوبة في عرس التحرير أي في أم المعارك المستمناة (لا حل في بلدان الكبت والعجز غير الاستمناء) للقائد الضرورة، أصداء أولئك مازالت في أجواء ذاكرة المنطقة بل كلما ابتعدت ، تذكر بها أشباهها،كما هو الحال اليوم في بلاد فارس مع فروق ليست نوعية ، في اللحن والكلمات أي في فرق العملة الثقافية وفي السوق أي الظرف الإقليمي والعالمي ، لكنها الأغنية الصدامية عينها يؤديها أحمد محمود نجادي ، وترددها خلفه مفارز حرسه الثوري في المنطقة.
(2)
كانت العراق بحاجة إلى الجامعات والمدارس والمستشفيات ، إلى بنية تحتية صناعية وزراعية وسياحية، إلى تنمية متناغمة ومتكاملة ، كانت تملك كل شروط ومقومات هذه التنمية ماديا وبشريا باستثناء شرط واحد وهو الأول والأساس : العقل.
كان العقل يقتضي السلام الداخلي ومع الجيران ، فاختار نقيضه بشخص نظام صدام الحرب مع الشعب والجيران،حتى غدا بلد ال40مليون نخلة ترسانة أسلحة ومجمعا أسطوريا للأقبية والسجون.
كان الفائض في خزينة الدولة العراقية يتجاوز ال35مليار دولار ،كلها تم استخدامها بعقلية البدوي الذي إما يتزوج أو يقتل قتيلا ويدفع ديته .
(3)
اليوم الوضع في بلاد فارس كثير الشبه بوضع العراق سابقا، فالشعب الإيراني بأمس الحاجة إلى انتقال سلمي إلى نظام سياسي واقتصادي عصري عبر تنمية شاملة متكاملة وسلمية ، ولديه جميع شروطها ، ولكن أيضا باستثناء الشرط الأول والأساس الذي افتقدته القيادة العراقية.
(4)
حتى تكون أية دولة عضوا فيما يسمى النادي النووي ، كما يبرهن تاريخ هذا النادي ، يجب عليها أن تحصل على ترخيص أي على موافقة من أعضاء هذا النادي وبصيغة أدق ، على موافقة رؤوس هذا النادي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ، ولا علاقة للأمر بالعدل أو الحق ، وإنما بالقوة أولا وأخيرا، فليس من العدل ولا من الحق أن تكون إسرائيل دولة نووية ، ولكنها كذلك،وهناك أمثلة أخرى.
(5)
من الغباء الاعتقاد أن عضوية هذا النادي تنتزع انتزاعا رغم أنف العالم أو قواه الكبرى، وهذا ما تحاوله بلاد فارس اليوم ، وستكون نتائجه مدمرة لها وللمنطقة، ناهيك بالإخفاق الحتمي.
لكنه ما يزال باكرا الحديث عن الفوز بعضوية هذا النادي لمجرد امتلاك الدورة الكاملة للوقود النووي أو لعملية تخصيب اليورانيوم، فالعضوية الكاملة في هذا النادي الذي هو أسوأ ما ابتكرته البشرية، تعني امتلاك السلاح النووي تحديداً، وهذا ما بين إيران وبينه مسافات فلكية.
ما يجعل هذه المسافات فلكية هو بالضبط عدم موافقة العالم على ذلك.
(6)
لن يكون إحباط المشروع الفارسي أمرا سهلا، حتى على العالم وقواه العظمى ، بل سيكون مكلفا وربما دمويا ولكنه مهما كان الثمن سيكون أهون من نجاحه، وأرجح أن القوى الكبرى في العالم صادقة في تصريحاتها، فعندما تستنفد الطرق السلمية والدبلوماسية، لن يكون أمامها أية محرمات، وهذا ما يؤكده التاريخ .
(7)
بمعزل عن ذرائع الولايات المتحدة والقوى العالمية ، بل بمعزل عن أهدافها الحقيقية، وانطلاقا من مصالحنا كشعوب شرق أوسطية أو عربية أو سمها ما شئت ، من مصلحتنا أن يتم الحد من انتشار الأسلحة النووية في العالم قاطبة وفي منطقتنا خاصة، ناهيك بإضافة دولة جديدة تمتلك أسلحة الدمار الشامل، خاصة أن تكون هذه الدولة هي إيران.
(8)
إما عن جهل أو سوء نية أو مصالح ضيقة ، يظن بعضهم أن إيران دولة صديقة ، لكن تاريخها ماضيا وحاضرا لم يؤكد شيئا من هذه الصداقة، في مكان أو قضية إلا نقضه في مكان آخر وقضية أخرى ،ففي الوقت الذي كانت تدعم دولة عربية كانت تحطم أخرى، وتحتل أرضا عربية أخرى ، وحتى مشروعها اليوم موجه أساسا للهيمنة أو لامتلاك وسائل الهيمنة على الخليج ومنابع نفطه، ولعل هذا أيضا ما يجعل الولايات المتحدة وسواها في هذا الحزم ضد المشروع الفارسي، وباختصار ومهما كانت الدوافع الفارسية فإن إيران مثلها مثل كل دولة في العالم،لم تكن تكتيكاتها واستراتيجياتها إلا في خدمة مصالحها وطموحاتها كإمبراطورية غابرة تعيد تجديد أمجادها، ولا يمكن لأحد أن يلومها ، فهذا منطق الدول والإمبراطوريات خاصة.
(9)
في قضية خاسرة بشكل شبه حتمي ، واحتراما لمنطق الاحتمالات ، لا نقول أنه حتمي ، ما هي مصلحتنا في المراهنة على جواد خسارته شبه محتومة ، وفي قضية ليست مبدئية ولا سامية (إلا في الجانب المعلن وهو امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية وهذا ما لا يمكنني تصديقه) ، أتساءل و باستنكار عار : ما هي مصلحتنا في أن نكون مناذرة اليوم؟



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثمرة الذهبية
- لم يرحل محمد الماغوط
- اللحظة البكماء
- إهانة جديدة لسوريا وشعبها جبهة خدام بيانوني
- أيها الجسد المائل.
- بحّار في النوء
- بئر نومكِ
- من ذاكرة الراهن 22
- ممثل فاشل
- من أمام بيتنا
- من ذاكرة الراهن 21
- من ذاكرة الراهن (19)مرة أخرى حول الغوغاء والحرية.
- استعراض /استعراء/تطنيش
- سكرة النسيان
- من ذاكرة الراهن- 18 حماس الواقع وحماس الشعارات
- من ذاكرة الراهن 17
- من ذاكرة الراهن (16)
- من ذاكرة الراهن 14
- لنلحق بهم إلى باب الدار.
- من ذاكرة الراهن 15


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - ما هي مصلحتنا أن نكون مناذرة اليوم؟