أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - صلاح بدرالدين - هل الحراك السوداني شكل متطور لثورات الربيع ؟















المزيد.....

هل الحراك السوداني شكل متطور لثورات الربيع ؟


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 6127 - 2019 / 1 / 27 - 21:48
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


الانتفاضة الثورية السودانية تطرح المزيد من الأسئلة على الأوساط الفكرية والثقافية والنخب السياسية بالمنطقة عموما وفي البلدان التي شهدت ثورات ربيعية نصف منتصرة أو خاسرة على وجه الخصوص حول مااذاكانت امتدادا لثورات الربيع المتفجرة المتواصلة منذ ٢٠١١ أو شكلا متطورا عنها أو انتقاما لاجهاضها وانتصارا لفكرتها : استعادة الحرية والكرامة واسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي وهل استفادت من دروسها الثمينة ولن تعيد تكرار أخطائها وانحرافاتها التي ارتكبتها جماعات الاسلام السياسي والأحزاب التقليدية القوموية واليسراوية والعناصر الانتهازية بلبوس ليبرالية التي تسللت وتحكمت في مفاصلها السياسية والمالية والعسكرية وتحولت الى امتداد للنظامين الرسميين العربي والاقليمي وتاليا الدولي .
التظاهرات الاحتجاجية في السودان مستمرة وتدخل شهرها الثاني بازدياد مضطرد في المشاركة والتوسع وتطوير المطالب والشعارات وكسب المؤيدين والأنصار محليا وعالميا خاصة وأن من يحكم بالحديد والنار لايعدو كونه ربيبا للاسلام السياسي جاء بانقلاب عسكري ومطلوب للعدالة الدولية ومتهم بممارسة الجرائم ضد الانسانية فقد انطلقت الاحتجاجات بداية تنشد تحسين الأحوال المعيشية وتحقيق الديموقراطية مالبثت أن صعدت أهدافها بعد استمرار النظام بالقمع والقتل والاعتقال وعدم الاذعان لصوت الحق والعدل والحوار السلمي مثل آي نظام دكتاتوري غارق في الجرائم نحو شعار اسقاط النظام واجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وقد أثار هذالحراك انتباه البعض ودهشة الآخرين بسبب استمراريته ودقة تنظيمه وعدم معرفة من يقود من أحزاب أو جماعات أو شخصيات .
وفي ظاهرة ملفتة يصدر " تجمع المهنيين " في السودان الذي يقود التظاهرات الاحتجاجية فعليا ضد نظام الجنرال البشيربيانا يتهم الأحزاب ال ( 22 ) وهي بمجملها تقليدية اسلامية قبلية بمحاولة الالتفاف على التحرك الشعبي وركوب الموجة وتجيير دماء المضحين والناشطين لمصالحها الحزبية الضيقة ويتهمها بأنها كانت ومازالت جزء من النظام بعقلياتها وبرامجها وقياداتها أهمية البيان تكمن ليس بكون أصحابه من قادة التظاهرات فحسب بل بتمثيلهم للطبقات الوسطى بالبلاد أيضا التي تلعب عادة أدوارا تاريخية حاسمة في الثورات الاجتماعية وعمليات التغيير الديموقراطي وفي الحالة السودانية أغلب الظن أنهم تعلموا الدرس من تجارب ثورات الربيع في المشرق والمغرب التي أثبتت أن قيادات الأحزاب التقليدية الاسلامية والقوموية واليسراوية تصدرت ( الردة المضادة ) في اجهاض الثورات المندلعة في معظم بلدانها وخصوصا في سوريا حيث اجتث النظام الطبقات الوطنية الوسطى منذ عقود وكل التضامن مع انتفاضة السودانيين ضد نظامهم المستبد .
المتحدث الرسمي باسم " التجمع " الأستاذ في جامعة الخرطوم محمد يوسف المصطفى في لقاء مع وكالة الصحافة الفرنسية يضع النقاط على الحروف ويقول : ( منذ ١٩ ديسمبر الماضي التظاهرات مستمرة وأن القوى السياسية - نحو ١٠٠ – حزب المفترض بها أن تقود الحراك منقسمة على نفسها بين معسكرين ( قوى الاجماع ونداء السودان ) وبالتالي كانت الغالبية من شعب السودان تبحث عن " قائد " وقرر تجمع المهنيين أن يكون – مركز العمل – ويضفي عليه معنى معينا لكن القائد هو الشعب كما ليس للتجمع هيكل تنظيمي مثل الأحزاب ويستلهم قوته من العمل الجماعي وبما أن القانون يحظر اقامة نقابات فقد بادر المهنييون الى تنظيم تجمعاتهم فأساتذة جامعة الخرطوم – ٢٠٠ – أستاذ آقاموا تجمعهم المهني ومنذ ٢٠١٦ والعمل جار لاقامة العديد من التجمعات ضمنها أطباء بيطرييون واعلامييون وصياد لة ومعلمون ومحامون والجميع شكلوا سوية " تجمع المهنيين السودانيين ) الذي يقود الحراك ميدانيا في جميع المدن السودانية ) .
في أوجه الشبه والاختلاف بين تجربة " تجمع المهنيين السودانيين " وحالتنا السورية عموما والكردية خصوصا نرى في كلتا الحالتين نظام دكتاتوري مستبد يستخدم القوة ضد الشعب ويرفض الاصلاح وأي حل سلمي ومعارضات تقليدية ( اسلامية وقومية ويسارية ) ضعيفة وفاشلة وأحزاب عاجزة ومتحكمة ومسببة للأزمة ( باستثناء وضع الحزب الشيوعي السوداني المميز نضاليا وفكريا طوال تاريخه ) .
في السودان دولة ومؤسسات ورآي عام ومنظمات مجتمع مدني متماسكة مثل تجمع المهنيين الذي يتصدر قيادة المعارضة والحراك والانتفاضة ميدانيا من دون آي تأثير حاسم للأحزاب التي اضطر بعضها تحت ضغط الشارع للمشاركة الجزئية وستحاول لاحقا التسلل والسيطرة ان رآت الى ذلك سبيلا وعلى الأغلب لن تجد .
. كرديا كانت ومازالت الجهود منصبة من جانب – بزاف – وآخرين للبحث عن اعادة بناء الحركة الكردية واستعادة شرعيتها حتى تتمكن من قيادة الحراك الشعبي والمشوار صار أطول بسبب اجهاض الثورة السورية من جانب الاسلام السياسي وسطو الأحزاب الكردية وخاصة أحزاب – ب ك ك - على مقاليد الحركة الكردية بل شتتها وقسمتها وأجهضتها ولاسبيل لاستعادة الحركة وشرعيتها الا عبر المؤتمر القومي – الوطني الانقاذي الجامع للكل خاصة بعدم وجود منظمات المجتمع المدني الفاعلة كما في حالة السودان لتقوم بالمهمة .
ان مايجري في السودان يثير الانتباه ليس من حيث الجهة التي تقود التظاهرات الاحتجاجية وبعكس ماحصل في بلدان ثورات الربيع عندما أزاحت الأحزاب التقليدية خاصة الاخوان المسلمون تنسيقيات الشباب وتسللت وأجهضت تلك الثورات فان من يقود هو " تجمع المهنيين " من ممثلي منظمات المحامين والاطباُء والمعلمين وهي كفئات اجتماعية تندرج ضمن الطبقة الوسطى فحسب بل من جهة الضبط والربط والتنظيم الرفيع وكذلك الشعارات المرفوعة التي تدرجت من المطالب الاجتماعية الى تنحي الدكتاتور واصلاح النظام السياسي بشكل جذري وبعد دخول الاحتجاجات شهرها الثاني لم يحصل مايقلق بل آن بعض الأحزاب القديمة الكبيرة اضطرت تحت ضغط قواعدها الى الامتثال والمشاركة ولو بشكل جزئي مانتمناه أن ينجح المنتفضون السودانييون ويستمروا بهذه الوتيرة لتحقيق أهدافهم وبذلك سينتصرون لجميع ثورات الربيع الموؤدة ويعيدون اليها الاعتبار ..



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في محنة عفرين بعد عام من الاحتلال
- تغريدات في خدمة - الفوضى الخلاقة -
- في سيولة المبادرات - المتأخرة -
- على عتبة العام الجديد
- كرد سوريا بين الانسحاب الأمريكي والتهديد التركي
- الأشقاء وماعليهم في محنة الكرد السوريين
- سيبقى صلاح الدين شامخا مثل جبال – دوين -
- بحثا عن - المشروع القومي - لكرد سوريا
- في مناقشة قضايا اعادة البناء
- عودة الى موضوع استفتاء تقرير المصير
- السبيل لاعادة بناء حركتنا الكردية السورية
- في مخاطر تبديل قواعد الصراع بسوريا
- عودة الى القضية الكردية السورية
- - الصداقة !- على الطريقة الأمريكية
- مستلزمات اعادة البناء وطنيا وقوميا
- ( أحزابنا ) الكردية السورية أخفقت فلنبحث عن بديل
- سوريا : الحرب والسلام والكرد
- الأزمة السورية في دوامة اللاحل
- حوار حول سوريا وكردها
- مشاهد وأحداث في مسار قضايانا


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - صلاح بدرالدين - هل الحراك السوداني شكل متطور لثورات الربيع ؟