أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صلاح بدرالدين - سيبقى صلاح الدين شامخا مثل جبال – دوين -















المزيد.....

سيبقى صلاح الدين شامخا مثل جبال – دوين -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 6082 - 2018 / 12 / 13 - 21:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



سيبقى صلاح الدين شامخا مثل جبال – دوين -
صلاح بدرالدين

" انتصر صلاح الدين فصار بطلا عربيا
ماذا لو هزم صلاح الدين لأصبح جاسوسا كرديا "
الشاعر الفلسطيني معين بسيسو
( في عام 1984 ,عندما كنت أتردد الى تونس , بحكم مهمتي التنسيقية بين الحركة الكردية ومنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها الراحل ياسر عرفات , كنت أتواصل مع الشاعر الكبير الراحل معين بسيسو , كصديق عزيز أحترمته لأنه مناضل شيوعي قضى عقدين في السجون وشاعرا ملهما كتب عن قضيته الفلسطينية , وفي احدى الأمسيات زارني بمنزلي بالمنزة الخامس بضاحية مدينة تونس , وفي منتصف السهرة , قرأ لي البيتين المنشورين أعلاه ووعد باستكمال قصيدة بذلك العنوان ,وفعلا وفى بوعده , والقصيدة منشورة في أعماله الكاملة )
في أتون الصراع الدائر بمنطقتنا , بين قوى الشر , من أنظمة دكتاتورية ,ومجاميع ارهابية , وأطراف خارجية عدوانية من جهة , وبين شعوبنا المسالمة التواقة الى الحرية والسلام من الجهة الأخرى , نجد تحركات مشبوهة أكثر خطورة من جانب الشوفينيين العنصريين , الساعين الى الابقاء على سلطاتهم الآيلة الى السقوط جراء الانتفاضات والثورات , لزرع ثقافة الفتنة بين الأقوام ,والتخطيط للمزيد من الامعان بتزوير تاريخ الشعوب , وامحاء وجودها من الذاكرة الجمعية , واثارة أنواع جديدة من العداوات ,على قاعدة التمييز والالغاء , لتناسي الصراع الرئيسي , وتوجيه الأنظار نحو معارك مفتعلة , وفي هذا المجال تنصب الجهود الشريرة منذ حين على المس بمقامات تاريخية من أصول كردية لعبت أدوارا مفصلية مهمة في تاريخ المنطقة مثل صلاح الدين الأيوبي , واذا كان الرجل مستهدفا بالاسم فان الغاية الأصلية هي انكار الوجود الكردي منذ فجر التاريخ , والتعتيم على مشاركتهم في الحضارة الاسلامية – العربية قبل مئات السنين , عبر مساهمات متعددة الجوانب , من بطولات خارقة , وتصدي للأجنبي الغازي , أو الأعمال الفكرية والثقافية , وبالتالي محاولة قطع أية جذور كردية في أعماق المنطقة , ثم نفي وجودهم وحقوقهم وتطلعاتهم .
قبل فترة افتتح حملة التشهير العدائي ضد البطل صلاح الدين الأيوبي كاتب مصري اسمه – يوسف زيدان – , وهو من بقايا – شيعة - الفاطميين الذين قضى الأيوبي وقبله الزنكي على سلطتهم الجائرة المتعاونة مع الحملة الصليبية الاستعمارية حينذاك , ووصفه بأنه مخادع وكذاب , وتلاه بصورة أكثر قبحا ودجلا الممثل السوري – الشيعي – عباس النوري , وهو من المناصرين لسلطة الأسد الاستبدادية , ووقف ضد الثورة السورية منذ بداياتها , واعتبر أن صلاح الدين مجرد كذبة , وتتالت الكلمات النابية من ازلام سلطة الأسد بطريقة مذهبية ممجوجة , تعتبر صلاح الدين فاشيا وعنصريا , وتطالب بازالة قبره من دمشق , ولانستبعد استمرار الحملة الظالمة هذه , التي وكما يظهر يقودها نظاما دمشق وطهران وميليشيات حزب الله اللبناني , بتناغم تام من الميليشيات المذهبية في العراق , ومن خلال مرجعيات ومراكز قوى متعددة .
نعم نحن الكرد وغيرنا من الشعوب , نعتز بكل فخر بماأنجزه الأيوبييون الكرد بقيادة صلاح الدين , الذي أنشأ تحالفا واسعا من كرد مختلف مناطق كردستان من أربيل ورواندوز مرورا بهكاري وآمد والجزيرة , استطاع توحيد وقيادة مكونات المنطقة من كرد وعرب وتركمان وأرمن , والدفاع عن مقدساتها , والتصدي للغزو الخارجي الذي استهدف باسم – الصليب – استعمار شعوب المنطقة ,ومحو حضارتها أولا , ولأنه خير دليل على وجود الكرد وجذورهم المتشعبة في تاريخ المنطقة ودورهم التوحيدي الريادي قبل أكثر من ثمانية قرون , وهذا مايدفع الشوفينيين العنصريين أمثال ( زيدان والنوري , وبعض المثقفين الطائفيين السائرين في ركاب نظامي ولي الفقيه والأسد وحزب الله اللبناني ) , لمناطحة حقائق التاريخ عبثا , ونفي الوجود الكردي انتقاما للحشاشين ومفسدي الدولة الفاطمية بمصر , في وقت تسعى ايران الى مد وتعزيز نفوذها في سائر أرجاء المنطقة , وتغيير تركيبتها الديموغرافية , ومن ضمنها الوجود الكردي التاريخي الأصيل .
عندما كنت في بيروت بداية سبعينات القرن الماضي وحتى بداية الثمانينات , لفت نظري أمر لم أستطع فهمه حينذاك على وجه الدقة , وهو وخلال قراءتي لعدد من الأعمال حول التطورالتاريخي لمجتمعات المنطقة , من تأليف نخبة مثقفة معروفة من الشيوعيين اللبنانيين مثل – حسن حمدان ( مهدي عامل ) , وحسين مروة , ( اغتالهما حزب الله ) وعلاء الدين ترو , وهم من الطائفة الشيعية ,وهو أنني لم أجد في مؤلفاتهم أية اشارة الى الحقبة الأيوبية في الفصول المتعلقة بالتاريخ الاسلامي , فتساءلت مرة أمام رفيق مسؤول بالحزب الشيوعي اللبناني عن سبب حجب تلك الفترة في تلك المؤلفات الغنية بمضامينها العلمية , بالرغم من أنها زاخرة بأحداثها , ثم علمت أن موضوع صلاح الدين والأيوبيين خط أحمر لدى المرجعيات الشيعية المذهبية – السياسية , بسبب مسألة فرقة ( الحشاشين ) في سوريا التي حاولت مرارا اغتيال صلاح الدين , واسقاطه الدولة الفاطمية بمصر ,وبالتالي لن يغامر أحد بتناولها , وحينها استوعبت الموضوع ,وفهمت أسباب الحرب الأهلية اللبنانية !, كما أفهم الآن أن كل من يتناول الأيوبيين بعداء وحقد أويزور تاريخهم , ليسوا الا طائفييون يتبعون نظامي الأسد وطهران , الذين يمارسون لعبة تغيير التركيب الديموغرافي بالمنطقة , في الوقت ذاته أو من يوالونهم من جماعات وأحزاب وبينها جماعات – ب ك ك – المتورطة في تزوير تاريخ حركتنا الكردية أيضا .
في الجانب الآخر هناك البعض من المثقفين الكرد يذهبون بعيدا في أحكامهم القاسية على شخصيات من أصول كردية قاموا بأدوار قيادية وثقافية في المنطقة ومن خلال المساهمة بالحضارة الاسلامية والثقافة العربية وبالحركات الوطنية ضد الاستعمار في مراحل تمتد الى قرون وعقود , وعلى رأسهم على سبيل المثال ( صلاح الدين الأيوبي , وبينهم أسماء أخرى مثل أحمد شوقي , ويوسف العظمة ,وابراهيم هنانو , ومحمد العابد , ومحمد كرد علي ,والقائمة تطول ) حيث يوجهون اليهم اتهامات من قبيل التخلي عن قضاياهم القومية , وخدمة قضايا شعوب أخرى , وكماأرى فان الحكم جائر , لأنه لايجوز تقييم ظروف ماقبل مئات وعشرات السنين بمفهوم الراهن , من جهة أخرى شهدت منطقتنا أشكالا متنوعة من أنواع الصراع والمواجهة بين الحضارات , والكرد كانوا ومازالوا من نسيج المنطقة , كما مر وقت شاركت نخب جميع الشعوب من كرد وترك وفرس في بناء الحضارة الاسلامية التي كانت العربية طاغية عليها , كما جاءت مراحل التحرر الوطني من الاستعمار التي ضمت قوى مختلف الشعوب , أعتقد وبالرغم من وجود نواقص وعيوب في السلف , الا أن العلة فينا نحن كرد الجيل الراهن , فهم مارسوا ماكان تملي عليهم ضمائرهم حسب متطلبات زمانهم , أما نحن والجيل الذي سبقنا , فقد عاصرنا ظهور دول وكيانات مستقلة , ولم نفلح في أن نكون مثل الآخرين , لقد ساهم الفرس والترك أيضا وأضعاف أضعاف الكرد في بناء تلك الحضارة , ولكن عجلة اقامة دولهم القومية لم تتوقف .
ردا على هذه الحملة العدوانية المليئة باالافتراءات ضد أحد عظماء الكرد , وسائر شعوب المنطقة ,أقترح أن تقوم وزارة ثقافة اقليم كردستان العراق بخطوات عملية بهذا الصدد , مثل عقد ندوات ومهرجانات باحياء ذكرى ميلاد صلاح الدين , ومعركة حطين , والقيام بترميم آثار الأيوبيين في – دوين – القريبة من مصيف صلاح الدين شمال أربيل , واعتبارها مركزا سياحيا ثقافيا ,تعنى به كما أقترح أن تقوم الوزارة برعاية فيلم طويل عن مآثر وفتوحات صلاح الدين الأيوبي , الذي مازالت شواهد قبور أجداده منتصبة بالقرب من عاصمة اقليم كردستان , كما أرى أن تقوم وسائل الاعلام الكردية الوطنية في كل مكان بالمشاركة في حملة مضادة ضد التزوير وقلب الحقائق التاريخية .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحثا عن - المشروع القومي - لكرد سوريا
- في مناقشة قضايا اعادة البناء
- عودة الى موضوع استفتاء تقرير المصير
- السبيل لاعادة بناء حركتنا الكردية السورية
- في مخاطر تبديل قواعد الصراع بسوريا
- عودة الى القضية الكردية السورية
- - الصداقة !- على الطريقة الأمريكية
- مستلزمات اعادة البناء وطنيا وقوميا
- ( أحزابنا ) الكردية السورية أخفقت فلنبحث عن بديل
- سوريا : الحرب والسلام والكرد
- الأزمة السورية في دوامة اللاحل
- حوار حول سوريا وكردها
- مشاهد وأحداث في مسار قضايانا
- كل الوفاء لذكرى كونفرانس آب
- الحركة الوطنية الكردية السورية أمام تحديات مصيرية
- حوامل الثورة أخفقت وفكرها باق
- الشعب يريد : حركة وطنية كردية موحدة
- في - الكرد - و - الدستور - و - المعارضة - و- أردوغان -
- هذا مشروعنا ومن يراه مناسبا عليه مراجعتنا
- أشباح - علي المملوك -


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صلاح بدرالدين - سيبقى صلاح الدين شامخا مثل جبال – دوين -