أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - ديوان -عيون القدس- والمدن الحزينة














المزيد.....

ديوان -عيون القدس- والمدن الحزينة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6126 - 2019 / 1 / 26 - 21:03
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت
ديوان "عيون القدس" والمدن الحزينة
صدر ديوان"عيون القدس" للكاتبة الفلسطينيّة نبيهة راشد جبارين عام 2014، عن منشورات الأفق للثّقافة والفنون، ويقع في 90 صفحة من الحجم المتوسّط.
والكاتبة نبيهة راشد جبارين من قرية زلفة قرب أمّ الفحم، تكتب القصّة القصيرة، قصص الأطفال، القصيدة، المقالة والخاطرة، وسبق أن قرأت لها كتيّبا جمعت فيه أغاني الأطفال الشّعبيّة.
عنوان الدّيوان: هذا العنوان "عيون القدس"هو عنوان القصيدة الأولى في الدّيوان، فمن هم عيون القدس الذين تعنيهم الشّاعرة؟ ونجد الإجابة في القصيدة الأولى فالعين الأولى هو الخليفة الثّاني عمر بن الخطّاب فاتح القدس فهو :
" أعاد للقدس عزّا ومجدا قد خبا،
بجيش إيمانه كان الخطابا." ص 12.
وأمّا العين الثّانية فهو صلاح الدّين الأيّوبيّ محرر القدس من الفرنجة فتقول:
" وبعده صلاح الدّين مقداما أتى،
لا ينثني عن النّصر ارتيابا،
وتجمّلت عيون القدس له لمّا أتى،
فاستقبلته وكحّلت أهدابا." ص12.
أمّا العين الثّالثة فهي: "وما زالت عيونها، بشوق ترتجي،
ناصرا يأتي ويفتح للنّصر أقفالا وأبوابا." ص13.
تهدي الشّاعرة أغنياتها في هذا الدّيوان إلى:" كواكب الأرض الزّاهرات، إلى مدن بلادي السّاحرات، مواطن الجمال والآيات." ص7. وهي بهذا تختصر مضامين قصائدها، حيث أنّها تتحدّث عن مدن فلسطين التّاريخيّة، القدس، النّاصرة، حيفا، عكا، طبريّا وغزّة، هذه المدن التي تشكّل شاهدا على حضارة وطن وشعب، هذه المدن التي وصفتها في المقدّمة بأنّها: " سبايا بلادي وعرائسها التي تنتظر من يخضّب كفوفها بحنّاء الحرّيّة والكرامة" ص10.
وشاعرتنا تصف القدس بـأنّها مهد الدّيانات، ومدينة التّعدّديّة الثّقافيّة فتقول:
" يا قدسي
الله أكبر نداء المآذن
وأجراسٌ هناك تُدقّ
تآخت في النّداء والجرس
تستقبل العيون التي عشقت" ص16.
وهي ترى أنّ وصف القدس "بعاصمة الثّقافة العربيّة" لا يفي المدينة حقّها فتقول:
"أعاصمة الثّقافة؟
لا، لا يكفي.
فأنت عاصمة الثّقافة
والآداب والعلم، والدّين والإيمان والحلم والصبر والألم
والتّاريخ والأخلاق والقيم والمجد والعلم
أمّ الثّقافات كلّها أنت" ص16.
وتضيف أيضا بأنّها عاصمة العمران من خلال زخرفة مسجد الصّخرة أحد مساجد الأقصى الشّريف، كما ترى أنّها عاصمة ثقافة المعجزات الدّينيّة:
"عن ثقافة الإسراء والمعجزات
واسألوا القيامة عنها
عن ثقافة العذراء والمسيح والتّكليم" ص17.
وفي قصيدة "زهرة المدائن" ص25 ترى الشّاعرة أنّ تراب الوطن أغلى من الجواهر كلها، وكأنّي بها في هذه القصيدة تختصر تاريخ القدس، فهي أرض الإسراء والمعراج، وأقصاها ثاني المسجدين وثالث الحرمين، وهي الأرض التي بارك الله حولها، وهي تتمنّى قطع اليد التي تآمرت وضيّعت وباعت هذا الوطن، فتقول:
ألا ليت يدًا باعتك يا وطني ....قطعت فلا تبيع ولا تشاري
وتقول أيضا في القصيدة ذاتها:
عروس الشّرق أنت يا وطني...وعزّ المهر من مال وأحرار
وهذا البيت فيه تناصّ مع قول أبي فراس الحمداني:
تهون علينا في المعالي نفوسنا...ومن يخطب الحسناء لم يُغلِها المهر
وهي متفائلة بالنّصر الحتميّ القادم لا محالة فتتساءل:
متى يشقّ الليل عتم ثيابه....ويأتيك بعد الليل فجر الإنتصار.
وفي قصيدة "عروس الجليل" ص29 تتحدّث الشّاعرة عن مدينة النّاصرة، فتصفها بأنّها مدينة عصيّة على الغرباء فتقول:
"أتذكرين كم مرّ الجند عنك، كم مرّوا؟
ومن خلف الجبال الشّمّ قد فرّوا،
وأنت العصيّة وجبالك عالية أبيّة" ص30.
وتصفها أيضا بأنّها ناصرة المسيح ومدينة الإخاء والمحبّة فتقول:
"يا مدينة الصّفيّة العذراء
حاراتك القديمة
والسّوق لا تنام
كنيسة البشارة
المسجد الأبيض والسّلام
ترتفع إلى السّماء أنظارها وتبتهل
عليك يا مريم السّلام"ص31.
وفي قصيدتها "حيفا...يا عروس الكرمل" ص39 تبكي مجد المدينة الغابر، لكنّها متفائلة بالفرج، وتتغنّى بجمال المدينة فتقول:
"ويبقى الكرمل الولهان
يداعب الليل في عينيك
ويمسح الحزن عن مقلتيك
وقلبه محترق وجدا عليك
وغضبا على من سباك."
وفي قصيدة "طبريّة"ص 43 نجد لوعة على حال المدينة التي ما عادت الصّلوات تقام في مساجدها فتقول:
"المسجدان الكبيران يريقان الدّموع
فيه لا صلاة لا دعاء لا خشوع
هُجّر الإيمان منه فهل من رجوع؟
أين الخيول والصّهيل والدّروع؟
وفي قصيدة "أميرة البحر" ص49 والمقصود مدينة عكّا، تستذكر الشّاعرة مجد المدينة الغابر فتقول:
"وظلّ عرشك بكرا عصيّا يعربيّا"
وتستذكر تاريخ حملة نابليون الذي تحطّمت أساطيله أمام سور عكّا فتقول:"
وفرّ نابليون يجرجر أذيال الهزيمة
خلف أسوار جمالك
لم يبق لجيشه الجرّار قيمة"
وفي قصيدة "جنّة الشّاطئ" ص53 والمقصود هنا مدينة غزّة، تبكي الشّاعرة أمّتها التي ما عاد فيها معتصم، وتركوها محاصرة فتقول:
"لا تستصرخي يا غزّة المعتصما
هو في عصرنا أضحى أصمّا أبكما
لا يهزّه الشّرف الرّفيع ولا الأذى
ويهزّه عرش إليه قد انتمى"
ومع ما تتعرّض له غزّة من عدوان غاشم يستهدف كلّ شيء فيها، إلا أنّها:
"ستظلّ غزّة الحقّ
جنّة الشّاطئ والرّمال."ص56.
يبقى أن كلّ قصيدة في هذا الدّيوان، تمجّد الأرض والإنسان، وتبشّر بفجر مقادم لا محالة.
26-1-2019



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-جمهورية العشائر ودولة القانون
- أحد عشر كوكبا والمخزون الثّقافي
- رواية -سفر مريم- وأحلام المستقبل
- كسرة خبز وفلسفة الحياة
- بدون مؤاخذة- عام فارط وعام جديد
- بدون مؤاخذة- ليس دفاعا عن المحكمة الدستورية ولا عن فتح
- الدّجاجة المذعورة وسيادة القانون
- عثمان صالحية ينسف الفكر السّلفيّ
- أمريكا وحربها الخاسرة في سوريا
- بدون مؤاخذة- دلالات فشل المشروع الأمريكي في الجمعيّة العامّة
- ابراهيم صبيح يرحل دون استئذان
- قصة دقدوق لا تزعج أبوك في ندوة مقدسي
- قصّة دقدوق والسجع على حساب اللغة
- الأديب محمود شقير وسيرته الأدبيّة
- بدون مؤاخذة- العدوان على غزة ليس عفويا ولا بريئا
- سداسيّة محمود شقير للأطفال والبعد التّربويّ
- رؤية أخرى للنكبة في رواية بلد المنحوس
- بدون مؤاخذة-الخاشقجي وربيع السعودية
- البهاء ومدرسة ثقافة الحياة
- د. عدنان عرفه أنت السابق ونحن اللاحقون


المزيد.....




- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - ديوان -عيون القدس- والمدن الحزينة