أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قصّة دقدوق والسجع على حساب اللغة














المزيد.....

قصّة دقدوق والسجع على حساب اللغة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6059 - 2018 / 11 / 20 - 20:40
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت
قصّة دقدوق والسجع على حساب اللغة
صدرت عام 2018 قصة الأطفال "دقدوق لا تزعج أبوك " من تأليف الكاتبة فداء سمير أبو كف ورسومات آدم صادق. صدرت القصّة عن دار الرّازي للطباعة والنّشر في كفر قاسم-فلسطين، وتقع في 23 صفحة.
أوّل ما لفت انتباهي في هذه القصّة هو اسم "دقدوق" فعدت إلى المعجم الوسيط للبحث عن معناه، فوجدته "الدَقْدَقَةُ: حكاية أصواتِ حوافر الدوابّ، مثل الطَّقْطَقَةُ."
تهدف هذه القصّة إلى إيصال معلومة للأطفال بأنّ آباءهم يحبّونهم، وأنّ الأطفال قد يعتقدون بأنّ الأب قد يكره أطفاله عندما يمارسون طقوسهم في اللعب، وتنهرهم الأمّ عن إصدار الأصوات التي قد تكون سببا في الإزعاج، لكنّ الطفل ومن خلال القصّة يكتشف أنّ والده يحبّه عندما جاء يبحث عنه في الغابة التي تاه فيها، واحتضنه وأعاده للبيت. فهل وُفّقت الكاتبة في إيصال ما تريده للأطفال؟
وردت في القصّة مرّات كثيرة على لسان الأمّ جملة "دقدوق لا تزعج أبوك"، وذلك عندما كان الطّفل "دقدوق" يلعب أيّ شيء، كأن يفتح التّلفاز، أو يقفز على الكرسيّ، أو يلعب خارج البيت أو على سطحه، وتصرّف الأمّ هذا يُدخلنا في متاهة التّربية الخاطئة، فاللعب عند الأطفال غريزيّ، وقد نهت الأمّ ابنها عن اللعب في أيّ مكان في البيت أو في محيطه، وهذا تصرّف لا منطقيّ من الأمّ، التي هي في المحصّلة ودون أن تدري دفعت طفلها إلى اللعب في الغابة بعيدا عن البيت، حتّى كاد يضيع فيها!
وتسلسل الأحداث في القصّة ينمّي العقليّة الذّكوريّة لدى الأطفال، ويغرس في أذهانهم دونيّة المرأة من خلال دونيّة الأمّ، التي ظهرت في القصّة كحارسة في البيت؛ لتوفير الهدوء للأب الذي هو زوجها، وهي تردع طفلها دائما في سبيل تحقيق ذلك! ولماذا لم نشاهد ولو مرّة واحدة في القصّة أنّ الأب حاول توفير الهدوء للأمّ؟
كما نلاحظ أنّ الكاتبة لم تراع البيئة التي يعيش فيها أطفالنا، عندما جعلت "دقدوق" يلعب في الغابة، فأين الغابات التي تحيط بنا؟
اللغة: عمدت الكاتبة إلى السّجع في القصّة، لكن السّجع المحبّب هو الذي يأتي عفو الخاطر، وليس متصنّعا على حساب اللغة، فمن أهداف أدب الطفل هناك أهداف تعليميّة، ومنها تعليم اللغة السّليمة للأطفال، وفي سبيل حفاظ الكاتبة على السّجع في هذه القصّة، فقد أخطأت لغويّا بدءا من عنوان القصّة "دقدوق لا تزعج أبوك"، والصّحيح "دقدوق لا تزعج أباك". ومن بداية القصّة وحفاظا على السّجع أخطأت الكاتبة إملائيّا عندما كتبت التّاء المربوطة هاء، وهما حرفان مختلفان، علما أنّنا عندما نقف على التّاء المربوطة في نهاية الجمل نقلبها هاء في اللفظ وليس في الكتابة. ولاحظوا ما فعله السّجع في هذه الجملة "لأنّي التّوقّف عن ازعاجه ما قدرت" ص16. والصّحيح كان يجب أن تكون الجملة هكذا:" لأنّي ما قدرت التّوقّف عن إزعاجه".



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديب محمود شقير وسيرته الأدبيّة
- بدون مؤاخذة- العدوان على غزة ليس عفويا ولا بريئا
- سداسيّة محمود شقير للأطفال والبعد التّربويّ
- رؤية أخرى للنكبة في رواية بلد المنحوس
- بدون مؤاخذة-الخاشقجي وربيع السعودية
- البهاء ومدرسة ثقافة الحياة
- د. عدنان عرفه أنت السابق ونحن اللاحقون
- بدون مؤاخذة-المجرم -س-!
- رحلة الحياة في عين الحبّ كفيفة
- بدون مؤاخذة- الانتحار العربي في فصعة القرن
- بدون مؤاخذة-طاسه وضايع غطاها
- قضية اسحاق الطويل وأدب المغامرات
- بدون مؤاخذة- قم للمعلم
- بدون مؤاخذة-السعودية وفصعة القرن
- شبابيك زينب رواية الحبّ والحياة
- جرائم داعش بحق الأيزيديات
- بدون مؤاخذة-أوسلو ومأساة النوايا الحسنة
- بدون مؤاخذة-حرب امريكا على فلسطين
- -ليلى وليالي الألم-رواية العار
- بدون مؤاخذة-هذا الانفلات المجتمعي


المزيد.....




- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قصّة دقدوق والسجع على حساب اللغة