أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - د. عدنان عرفه أنت السابق ونحن اللاحقون














المزيد.....

د. عدنان عرفه أنت السابق ونحن اللاحقون


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6025 - 2018 / 10 / 16 - 09:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جميل السلحوت
د. عدنان عرفه أنت السابق ونحن اللاحقون
كم من أخٍ لي صالحٍ – بـــوّأتـه بيديّ لحـدا
ما إن جزعتُ ولا هلعت ولا يــردّ بكاي زنـدا
ذهب الذين أحبّهم - وبقيتُ مثـل السّيف فردا.
وفاة الدّكتور عدنان عرفة يوم 15 أكتوبر 2018 خبر مفجع لكلّ من عرفوه، لكنّ فجيعتي به كبيرة جدّا، أنا الذي عرفته منذ حوالي نصف قرن عندما رقدت في مستشفى "الهوسبيس" الحكوميّ عام 1968، عرفته هو والدّكتور المرحوم عنان القدّومي الذي اختطفه الموت وهو في عزّ الشّباب والعطاء، عرفتهما من خلال رعايتهما الفائقة لنزلاء المستشفى الذي أغلقه المحتلون عام 1981.
لكنّ معرفتي بالدّكتور عرفة توطّدت منذ بدايات ثمانينات القرن الماضي، وترسّخت هذه الصّداقة عام 1996 عندما خضت وإيّاه انتخابات المجلس التّشريعيّ الفلسطينيّ في قائمة واحدة، ومع أنّنا خسرنا الفوز في تلك الانتخابات إلا أنّ صداقتنا ازدادت قوّة، بحيث أنّني كنت أشعر بالخسارة إذا حالت الظروف بين لقائنا ولو مرّة واحدة في الأسبوع، مع أنّه مرّت سنوات كنّا نلتقي فيها بشكل شبه يوميّ، نضحك ونتسامر ونتحدّث في مواضيع شتّى، فلمست بالتّجربة في هذا الصّديق الإنسان الوفاء، النّقاء، الصّدق، خفّة الدّم، الطّيبة، الكرم. لكنّ أكثر ما لفت انتباهي في هذا الطّبيب إنسانيّته وهو يشغل منصب المدير الطبّي "لمركز القدس الطّبّي"، الذي كان له اليد الطولى في تأسيسه بعد اغلاق مستشفى "الهوسبيس"، واتّخذ مقرّا له في شارع سليمان بين بابي العمود والسّاهرة، ومن محاسن الصّدف أنّ الصّديق أحمد سرور قد شغل المدير الإداريّ لذلك المركز. وعندما أغلق المحتلّون مدينة القدس في أواخر شهر آذار –مارس-1993 أمام أبناء شعبها ممّن لا يحملون البطاقة المقدسيّة حسب التّقسيمات الإداريّة للمحتلين، عمل الدّكتور عرفة على افتتاح فرع للمركز في بلدة العيزريّة المجاورة، لمواصلة تقديم الخدمات الطّبّيّة لمن يحتاجونها من أبناء المنطقة، ولا يزال المركز بفرعيه يعمل حتّى يومنا هذا.
والدّكتور الرّاحل عدنان أبو عرفة لم يدّخر جهدا في تطوير ذلك المركز وتزويده بأحدث الأجهزة الطّبّيّة، ويحرص على أن يعمل في المركز أطبّاء مختصّون أكفّاء.
وقد كنت شاهدا على مدى حرص الدّكتور عرفة على رعاية المرضى المحتاجين، من حيث مواساتهم وتخفيف آلامهم وطمأنتهم على وضعهم الصّحّيّ، وحتّى تقديم الأدوية المجّانية التي كان يحصل عليها كنماذج من موزّعي الأدوية وتجّارها للمرضى الفقراء والمحتاجين.
والدّكتور أبو عرفة لم يكن بعيدا عن الهمّ الوطنيّ، وكان له دور فاعل في التّصدي للاحتلال، حتّى أنّه كانت تربطه علاقة مميّزة مع الرّئيس الرّمز الرّاحل ياسر عرفات.
وبوفاة هذا الطّبيب الانسان فإنّنا نفتقد طبيبا متميّزا وإنسانا قلّ أمثاله، ولن يفتقده ذووه فقط، بل سيفتقده كلّ من عرفوه، فإلى جنّات الخلود يا أبا هيثم، فأنت السّابق ونحن اللاحقون.
16-10-2018



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-المجرم -س-!
- رحلة الحياة في عين الحبّ كفيفة
- بدون مؤاخذة- الانتحار العربي في فصعة القرن
- بدون مؤاخذة-طاسه وضايع غطاها
- قضية اسحاق الطويل وأدب المغامرات
- بدون مؤاخذة- قم للمعلم
- بدون مؤاخذة-السعودية وفصعة القرن
- شبابيك زينب رواية الحبّ والحياة
- جرائم داعش بحق الأيزيديات
- بدون مؤاخذة-أوسلو ومأساة النوايا الحسنة
- بدون مؤاخذة-حرب امريكا على فلسطين
- -ليلى وليالي الألم-رواية العار
- بدون مؤاخذة-هذا الانفلات المجتمعي
- بدون مؤاخذة- أردوغان يتمنع وهو راغب
- بدون مؤاخذة- الخير بعيد عنا
- بدون مؤاخذة-حماس والعودة إلى الوراء
- بدون مؤاخذة-المخدرات مرة أخرى
- بدون مؤاخذة- المخدرات والإيغال في الهزيمة
- رواية وميض تحت الرماد والغربة
- بدون مؤاخذة- تعالوا إلى كلمة سواء


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - د. عدنان عرفه أنت السابق ونحن اللاحقون