أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-حرب امريكا على فلسطين














المزيد.....

بدون مؤاخذة-حرب امريكا على فلسطين


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5988 - 2018 / 9 / 8 - 16:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة-حرب امريكا على فلسطين
ممّا لا شكّ فيه أنّ أمريكا شريك في احتلال الأراضي الفلسطينيّة المحتلة في حرب حزيران 1967 منذ عقود طويلة، فهي التي توفّر الغطاء السّياسيّ لاسرائيل في المحافل الدّوليّة كافّة، فقد استعملت حقّ النّقض الفيتو لمنع إدانة اسرائيل في مجلس الأمن الدّولي أكثر من خمس وخمسين مرّة. وهي التي تزوّد اسرائيل بأحدث الأسلحة المتطوّرة التي أنتجتها التّكنولوجيا الأمريكيّة، وهي التي تزوّد اسرائيل بمليارات الدّولارات سنويّا، وهي التي تموّل الاستيطان في القدس وبقيّة أجزاء الضّفّة الغربيّة المخصّصة لإقامة دولة فلسطين حسب الاجماع الدّولي.
وعندما وصل ترامب للرئاسة الأمريكيّة في العام 2016، لم يأت بجديد، غير أنّه كان أكثر وضوحا من سابقيه، فالرّئيس ترامب والطاقم الذي يعمل معه وغالبيّته يهود صهاينة، أو من المحافظين المسيحيّين المتصهينين، يقومون بوضع النّقاط على الحروف، فأعلنوا حربا معلنة على العرب عامّة والفلسطينيّين خاصّة، دون أن يحسبوا للنّظام العربيّ الرّسميّ أيّ حساب، بل على العكس فإن أغلبية الأنظمة العربيّة تتذيّل للإدارة الأمريكيّة، وتنفذ سياساتها في المنطقة كدعم وتمويل وتجنيد القوى الارهابيّة التي تدمّر في سوريا، العراق، ليبيا، صحراء سيناء المصريّة وغيرها، وتدفع لها صاغرة مليارات الدّولارات، التي يذهب جزء منها إلى الخزينة الإسرائيليّة، بل إنّ بعضها رضخ للضّغوطات الأمريكيّة، ويقوم بتطبيع العلاقات مع اسرائيل، بما في ذلك تحالفات البعض معها أمنيّا.
ووصلت عنجهيّة القوةّ الأمريكيّة ذروتها في عهد ترامب وإدارته الصّهيونيّة، وتجلّى ذلك باعتراف أمريكا يوم 6 ديسمبر الماضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وما تبعه من نقل للسفارة الأمريكيّة من تل أبيب إلى القدس، في مخالفة واضحة للقانون الدّوليّ وللشّرعيّة الدّوليّة، ولم تتوقّف الإدارة الأمريكيّة عند "انزال القدس عن طاولة المفاوضات"-حسب تعبير ترامب وغيره من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكيّة-، بل تعدّت ذلك إلى الاستمرار في تصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيوني التّوسّعيّ، من خلال فرض "صفقة القرن الأمريكيّة" بشكل متسارع ومن جانب واحد، فسارعت أمريكا إلى قطع مساعداتها الماليّة للسّلطة الفلسطينيّة، وقطع تمويلها لوكالة غوث اللاجئين، لتصفية قضيّة "حقّ العودة" وحقوق اللاجئين الفلسطينيّين التي نصّت عليها الشّرعيّة الدّوليّة، وتواصلت الضّغوطات الأمريكيّة التّصفويّة للقضيّة الفلسطينيّة بوقف المساعدات الأمريكيّة لمستشفيات القدس. وبالتّأكيد فإنّ الاجراءات الأمريكيّة لن تتوقّف عند هذا الحدّ بل ستتلوها اجراءات أخرى أكثر قسوة.
وأمريكا الضّامنة لاتفاقات أوسلو بين منظّمة التّحرير الفلسطينيّة واسرائيل، والتي وقّعت في باحة البيت الأبيض في 13-9-1993، شاركت حكومة نتنياهو في القضاء على هذه الاتّفاقات، وهي بذلك شريكة لنتنياهو في منع الشّعب الفلسطينيّ من حقّه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف، كما أنّها كشّرت عن أنيابها في حربها المعلنة على الشّعب الفلسطينيّ وحقوقه المشروعة، وتتنكّر للقانون الدّوليّ ولقرارات الشّرعيّة الدّوليّة، بما فيها تلك القرارات التي وافقت عليها أمريكا واسرائيل في مرحلة سابقة، يساعدها في ذلك الخنوع العربيّ الرّسميّ الذي يصل إلى درجة الذّلّ والإهانة.
لكن ما يغيب عن بال الادارة الأمريكيّة وحليفتها اسرائيل أنّ جنون القوّة الذي تمارسانه في القوّة لن يقهر إرادة الشّعوب، تماما مثلما يغيب عن بعض الأنظمة العربيّة أنّ القوى الامبريالية لن تستطيع الاستمرار في حماية هذه الأنظمة التي تفرّط بحقوق شعوبها ووطنها، كما أنّ جنون القوّة لن يحقّق الأمن والسّلام في المنطقة.
8-9-2018



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ليلى وليالي الألم-رواية العار
- بدون مؤاخذة-هذا الانفلات المجتمعي
- بدون مؤاخذة- أردوغان يتمنع وهو راغب
- بدون مؤاخذة- الخير بعيد عنا
- بدون مؤاخذة-حماس والعودة إلى الوراء
- بدون مؤاخذة-المخدرات مرة أخرى
- بدون مؤاخذة- المخدرات والإيغال في الهزيمة
- رواية وميض تحت الرماد والغربة
- بدون مؤاخذة- تعالوا إلى كلمة سواء
- الابداع والبساطة في قصة شادن والحواس الخمسة
- رواية هذا الرجل لا أعرفه والربيع العربي
- وداعا د. ابراهيم أبو هلال
- بدون مؤاخذة-اسرائيل تقونن حقيقتها
- ترحيل بدو الخان الأحمر تمهيد لجريمة أكبر
- يوميات الفرح مع الأحفاد-عيد الأب
- بدون مؤاخذة-ما وراء مخصصات الأسرى الفلسطينيين
- لو أنني.........
- الأجداد المعمّرون
- حدره بدره خلينا نعد للعشره
- تصبح على خير


المزيد.....




- تقرير: الاحتلال يعتقل 18 ألف فلسطيني بالضفة منذ طوفان الأقصى ...
- استمرار فعاليات التضامن مع غزة في ألمانيا
- جامعة بجنوب أفريقيا تطلق مشروعا لحماية وحيد القرن من الصيد ا ...
- توترات بين الأطراف المسلّحة بإقليم تيغراي الإثيوبي
- ما دلالات تصاعد الأحداث المتزامن في السويداء والشمال السوري؟ ...
- نقاط انتظار المساعدات.. كمائن قتل للمجوعين في غزة
- قادة أجهزة أمنيون سابقون بإسرائيل: إنجازاتنا محدودة وحرب غزة ...
- يوميات اللبنانيين مع المسيّرات الإسرائيلية بين التعود والإنك ...
- هل بدأت إسرائيل علنا تقسيم -الأقصى- مكانيا؟ وكيف يمكن ردعها؟ ...
- إدارة ترامب توقف خطط تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-حرب امريكا على فلسطين