أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - كسرة خبز وفلسفة الحياة














المزيد.....

كسرة خبز وفلسفة الحياة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6105 - 2019 / 1 / 5 - 18:39
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
كسرة خبز وفلسفة الحياة
وصلني عبر البريد الألكتروني كتاب: "كسرة خبز" للكاتب المغربيّ حسن إبراهيمي، صادر عن دار المختار للنشر والتوزيع عام 2018، ويقع في ثمانين صفحة.
تصفّحت الكتاب من باب حبّ الإطّلاع، خصوصا وأنّني لم أقرأ من قبل أيّ كتاب للمؤلّف، وإن كنت قد قرأت له بعض النّصوص على صفحات التّواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، وهنا لا بدّ من التّأكيد على أنّنا في فلسطين الذّبيحة قد عشنا حصارا ثقافيّا محكما، فرض علينا قطيعة مع امتدادنا العربيّ، وعندما قامت السّلطة الفلسطينية عام 1994 إثر اتفاقات أوسلو التي وُقّعت في 13 سبتمبر 1993 انفرجت الأمور قليلا، وإن كان "للإنترنت" دور كبير في هذا أيضا، لكنّنا بقينا في حالة اغتراب عن أدب أشقّائنا المغاربة، ولم يصلنا منه إلا النّزر اليسير لكتّاب ذائعي الصّيت مثل محمد بنيس وفاطمة برنيسي، حسن برطال ومحمد شكري، كما قرأت روايتين وصلتا إليّ عبر البريد الألكتروني للأديب معمر بختاوي وكتبت عنهما. ووصلنا أيضا روايات لأدباء جزائريّين منهم الطاهر وطّار، واسيني الأعرج وأحلام مستغانمي.
ما علينا، فشبه القطيعة الحاصل ليس بأيدينا ولا بأيدي إخوتنا المغاربة، لكنّه بسبب الاحتلال البغيض الذي أهلك البشر والشّجر والحجر.
وهنا لا أخفي فرحتي بوصول كتاب "كسرة خبز" إليّ عبر بريدي الألكتروني، وفور قراءتي للعنوان"كسرة خبز" عادت بي الذّاكرة لكتاب "الخبز الحافي" للرّاحل محمّد شكري، ورغم أنّ القراءة الألكترونيّة لا تغني عن الكتاب الورقيّ، وحتّى أنّها لا تقارن معها، ومع الاختلاف شكلا ومضمونا بين "الخبز الحافي" وكسرة خبز"، أو كما قال السّلف "لكل شيخ طريقته"، والشّيخ هو هنا الأديب حسن ابراهيمي، فالكاتب الذي صنّف إصداره هذا تحت باب "شذرات أدبيّة" ومن معاني شذرات كما جاءت في القاموس المحيط" شَذْرَةٌ جمع: شُذُورٌ ، شَذَرَاتٌ . [ ش ذ ر ]. ( وَاحِدَةُ شَذَرَاتُ ذَهَبٍ: قِطَعٌ مِنَ الذَّهَبِ." وعند مدخل الكتاب، وممّا جاء في الإهداء:" إلى رفيقة دربي فاتحة أمّ طفلاي"، توقّفت أمام "طفلاي" ممتعضا، وتساءلت عن سبب رفع الكاتب كلمة"طفلاي" التي هي مضاف إليه وحكمه الجرّ بالياء" لأنّه مثنّى"، والصّحيح هو "أمّ طفليّ". وكأنّي بالكاتب قد تعمّد الخطأ مع سبق الإصرار والتّرصّد، خوفا من أن يقرأها البعض "أمّ طفلي" أي "أمّ طفل واحد وليس طفلين". وهذا الاستنتاج خرجت به بعد أن قرأت الصّفحات التّالية، حيث وجدت نفسي أمام كاتب يملك ناصية الكلمة، وأنّه صاحب لغة أدبيّة رشيقة سليمة. كما أنّه صاحب ثقافة واسعة جعلته ينزف بحبر مداده حِكَما تدهش المتلقي، هذه الحِكَم لا تخلو أيضا من فهم عميق لفلسلفة الحياة، وما يدور فيها من صراع بين الخير والشّرّ، وبين قوى الاستعلاء من جانب والفئات المسحوقة من جانب آخر. وهذه النّصوص التي صنّفها كاتبها شذرات هي بحقّ وحقيقة كلمات من ذهب لمن يعرف خبايا الكلمات. وهذه النّصوص كانت مزيجا من عدّة أصناف أدبيّة، ففيها خواطر، وفيها ومضات قصصيّة، كما فيها قصّ وجيز أيضا، لكنّها في الأحوال كلّها وفي غالبيّتها تختصر رواية طويلة لواقع له ما له، وعليه ما عليه.
فتحيّة للكتاب على هذه الشّذرات التي أمتعتني بلغتها الجميلة ومضامينها العميقة.
5-1-2018





















#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- عام فارط وعام جديد
- بدون مؤاخذة- ليس دفاعا عن المحكمة الدستورية ولا عن فتح
- الدّجاجة المذعورة وسيادة القانون
- عثمان صالحية ينسف الفكر السّلفيّ
- أمريكا وحربها الخاسرة في سوريا
- بدون مؤاخذة- دلالات فشل المشروع الأمريكي في الجمعيّة العامّة
- ابراهيم صبيح يرحل دون استئذان
- قصة دقدوق لا تزعج أبوك في ندوة مقدسي
- قصّة دقدوق والسجع على حساب اللغة
- الأديب محمود شقير وسيرته الأدبيّة
- بدون مؤاخذة- العدوان على غزة ليس عفويا ولا بريئا
- سداسيّة محمود شقير للأطفال والبعد التّربويّ
- رؤية أخرى للنكبة في رواية بلد المنحوس
- بدون مؤاخذة-الخاشقجي وربيع السعودية
- البهاء ومدرسة ثقافة الحياة
- د. عدنان عرفه أنت السابق ونحن اللاحقون
- بدون مؤاخذة-المجرم -س-!
- رحلة الحياة في عين الحبّ كفيفة
- بدون مؤاخذة- الانتحار العربي في فصعة القرن
- بدون مؤاخذة-طاسه وضايع غطاها


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - كسرة خبز وفلسفة الحياة