أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادورد ميرزا - القيادة .. هيبة وشخصية وثقافة ورحمة















المزيد.....

القيادة .. هيبة وشخصية وثقافة ورحمة


ادورد ميرزا

الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


البعض من البشر في مجتمعاتهم يتخيلون انفسهم عظماء وعباقرة حين يكتبون او يخاطبون شعوبهم , فالكتاب الموهوبين على سبيل المثال من الذين سنحت لهم فرصة الكتابة الحرة يمنحون لأنفسهم الحق في طعن الأخرين في افكارهم كما يشاؤون , معتقدين ان في جعبتهم الحقيقة كلها وانهم الأصح , كما يعتبرون انفسهم عبقريون عرافون بكل مخفي في تأريخ الأخرين , وان مصالح شعوبهم تكمن في تبني ما يكتبون , أما الأخرون فمن وجهة نظرهم أقزام جهلة لا يفهمون ما يكتبون ! أما الأغرب ما يحدث في العراق فهناك البعض من الذين تبوئوا مناصب حكومية عليا يعتبرون انفسهم من نوادر الثديات اجتماعيا وفكرا وثقافة ويمتلكون قدرة في انجاب نظريات وبرنامج حظارية وديمقراطية لا يتمكن غيرهم من حملها , انهم كالخفافيش وهذا ما يجعل شعوبهم لا تراهم في النور , والحليم منا يعرف معنى هذه الإشارة ؟
في موضوعي اليوم ينصب على اهمية الهيبة وشخصية الزعماء في حياة الشعوب... فبعد غزو العراق والغاء الوزارات والمؤسسات وحل الجيش والشرطة وتشتيت وبعثرة واجتثاث كل الكائنات البشرية النافعة التي كان لها صلة بالدولة بين تهجير هؤلاء المجموعة او اغتيال هذا المتميز او ابعاد ذاك الوطني المخلص , ظهر فجأ زعماء اختيروا بعناية من قبل قوات التحالف لإدارة شؤون جمهورية العراق التي أُلغيت فيها كل مؤسساتها ومقوماتها الدستورية ؟ الزعماء الجدد ذهبوا ابعد من حجمهم الشعبي الطبيعي فتخيلوا انفسهم من اصناف القادة المتميزين بين الزعماء , في حين ان المجتمع العراقي كما وصفهم لم يلمس منهم ما يشير الى ذلك , انما تحسس بان غالبيتهم بدون هيبة ولا شخصية ولا ثقافة بل ولا حتى رحمة في قلوبهم ولم يرى فيهم خيرا ولا هم يحزنون , فبعد ان اسقطت قوات التحالف نظام صدام الدكتاتوري بالقوة العسكرية الهائلة , وبعد ان استحوذوا الزعماء الجدد { الله يجرم ج بثلاث نقاط } في مساكن المسؤولين السابقين وقصور الطاغية صدام الفارهة انطلق الزعماء بهيبتهم يدلون في تصريحاتهم وكتاباتهم عن نضالاتهم الجهادية في اسقاط صدام حسين الذي جعل من العراق ...{ كما صرّحوا }...دولة فاشية ذات نهج طائفي ومذهبي تسوده الفوضى وانعدام الأمن والقانون .. حيث لا مؤسسات ولا جامعات ولا حرية عبادة , وان البطالة منتشرة والأمية والجهل تعصف بالبلاد والصحة متدنية , كما هيأ الطاغية صدام المناخ الملائم للحرب الأهلية بين المذاهب والأحزاب ... وانهم اي { الزعماء الجدد } قد نفذ صبرهم وتعاظم حرصهم الشديد على شعب العراق , فهبوا هبة رجل واحد وبجهود احزابهم الديمقراطية والشفافة والبعيدة عن اهواء المزاجية والطائفية والعنصرية والمذهبية فحرروا العراق والعراقيين من بطش نظام صدام .. { هكذا صرحوا وهكذا فهمنا منهم } لكن العراقيون قالوا فيما بعد .. ان ما تبين عكس ذلك بالضبط وقد ظهر لنا ذلك من خلال هيبتهم وشخصيتهم .

ثلاث سنوات والزعماء .. ما زالوا في غيّهم مصدقين انفسهم انهم زعماء بحق وان المجتمع بعد سقوط الطاغية ونظامه الدكتاتوري اصبح ينعم بالحرية والأمان وان شعب العراق يعيش اياماً حبلى بالرفاه والأمان والخير ؟ كما انهم أقنعوا انفسهم من ان الشعب العراقي اختارهم لهيبتهم دون غيرهم وقد تراكض الشعب العراقي لأداء دوره الديمقراطي في الأنتخابات التي جرت في ظروف أمنية طبيعية وشفافة ... هذا ما تخيلوه وما اعلنوه !.. وقد غاب عن أذهان بعض الزعماء الجدد بأن هيبتهم حين يطلون على المجتمع لا تدل على انهم زعماء وقادة بمعنى الكلمة , قد يسأل سائل ما اهمية هيبة الزعيم او القائد في الدولة , فاقول له انه مهم جدا جدا ويبدو ذلك جلياً عندما ننظر الى الأسرة المثالية , فعندما تكون الأسرة بأبوين يتمتعون بهيبة وشخصية قيادية ومثقفة سنرى ان هذه الأسرة تعيش الطمأنينة وتنعم بالخير وبالرفاه , كما لا يخفى علينا مدى التأثير الذي نتج على تطور الحياة والبشرية من خلال ما كان يمتلكه الأنبياء والرسل من هيبة وشخصية ورحمة !
ولا اخفي عليكم ان قلت لكم ان صديقا يعمل استاذا جامعيا في علم الفقريات وصف { البعض } من الزعماء الجدد الذين استلموا حكم العراق بان هيبتهم عند ظهورهم لا تختلف كثيرا عن هيبة الباعة المتجولين الذين لا وقت لهم لحلق وجوههم من كثرة وقت العمل , فبعضهم بملامح عنيفة لا تعرف الأبتسامة وقريبة كمن يبيع بخفية بضاعة مهربة , والبعض الأخر يمضي وقته مداعبا سبحته الطويلة , واخر يتباهى بمحبسه الشذري .. فتصوروا صورة مستقبل العراق ؟
يعتقد البعض ان السيطرة على الحكم هي غاية أساسية لتحقيق المصالح , وان الفوز بلقب الزعيم الأوحد او القائد الضرورة او البطل الملهم لن يتحقق الا بالوصول الى سدة الحكم , ويعتقد ايضا انه بمجرد الوصول الى سدة الحكم فانه اعتبر نفسه بطلا فطحلا عنتريا ومتميزا دون منازع ؟ لكنه نسى ان الوصول الى سدة الحكم خاصة في منطقتنا العربية لا يحتاج الى مختبرات ولا يتطلب دخول الجامعات وتحضير البحوث , فبمجرد توفر الثغرات في اجهزة الحكم ومنها الفساد الأداري وتفشي البطالة والجريمة وفقدان الأمن , مع تمتع هذا الذي ينوي السيطرة على الحكم بامتلاكه القدرة العنترية اي { شقاوة } وجنونه المفرط بالعظمة مع وجود شلة من اصدقاء له من نفس الصنف العنتري والصدامي .. كل تلك المواصفات مجتمعة مع توفرعوامل اخرى سلوكية واجتماعية لا وجوب لذكرها لحساسيتها لكنها معلومة عند الأسر المتعففة , هذه العوامل مجتمعة هي الأساس المساعد لهؤلاء البعض للوصول الى سدة الحكم ولإعلان انفسهم زعماء هماشر !
أما ما حصل في العراق والطريقة التي قفز الزعماء لسدة الحكم فانها تختلف عن المألوف الذي يعرفه العراقيون حين يغير نظام الحكم , الذي حدث في العراق موديل جديد وحديث وحظاري لتغيير النظام !

لكن المهم في موضوعي كله هو .. كيف تحقق الأمن والسيادة والأستقلال للدولة التي سيطرت على حكمها وكيف تجعل لشعبها ان يعيش الرفاهية والأزدهار والأمان والتطور هذه هي المهة الصعبة , وليس المهم كيف قفزت الى السلطة لتسمى زعيماً ؟
ان هيبة الرئيس او الزعيم او القائد لمجتمع معين لها دور مهم في حياة الشعوب , فبالنسبة للعراق فان مقارنة بسيطة بين هيبة وشخصية زعماء العراق ومظهرهم منذ عهد الملك فيصل الثاني رحمه الله لغاية سقوط الطاغية صدام في 2003 يستطيع الفرد ان يتصور ما مدى اهمية الشخصية والهيبة في زعامة الدول وقيادة الشعوب .
قال احد الأساتذة ....ان اسوأ انواع الزعماء هم اولئك الذين يضعون انفسهم فوق الأخرين , او من الذين لم يصدّقوا انفسهم انهم سيصبحون يوما ما زعماء او قادة او رؤساء في بلدانهم , هؤلاء مصيبة اذا ما اعتلوا الحكم حيث سيتخيلون انفسهم انهم احسن حال من الزعماء الحقيقيين..في حين ان الحقيقة انهم بعيدون كل البعد عن الحكمة والكياسة والفراسة بل لا يملكون الرؤية السليمة للمستقبل , مما يجعلهم يتصرفون بمزاجية فوقية تخدم مصالحهم وتقف حاجزا امام تقدم وتطور شعوبهم .. ان ما يهمنا حقا الوعي بمفهوم الزعامة وعن مواصفاتها ومن يستحق له ان يكون زعيما حقيقيا او يستحق لقب القائد الذي يحظى بحب وتأييد الجميع , هذا الوعي مهم جدا لكي يقف الشعب عندما يراد منه اختيار زعماءه او رؤساءه او قادته .. فالعالم اليوم يتعرف على تقدم وسلوكيات الشعوب من خلال زعمائهم وقادتهم فهم الذين ينبغي ان يمثلوا شعوبهم ومجتمعاتهم اصدق تمثيل اثناء ظهورهم او لقاءاتهم .
أما الزعماء الذين يحملون فكراً طائفياً او مذهبياً او قومياً عنصرياً او نفساً عدائياً , وتوفرت لهم فرصة الأستحواذ او الوصول الى سدة الحكم فتلك مصيبة لأنهم تلقائيا سيتحّولون الى طغاة مستبدين وسوف يسيؤون حتما لشعبهم ..والمشكلة مع هؤلاء الزعماء هي ان العالم المتحظر ينظر اليهم من خلال ما يظهره شعبهم من تصفيق وتأييد لهم عندما يتحدثون لشعوبهم عبر لقاءات او تجمعات تظهر عبر شاشات التلفاز , لكن حقيقتهم في الواقع انهم زعماء مصالح وفساد واخطاء وجريمة ولذلك فهم لا يعترفون او يظهرون باخطائهم او بفشلهم امام العالم وامام شعوبهم , ولذلك فاننا ننبه الى ان المهم في الأمر هو قيام الزعيم طوعياً بمغادرة موقعه اذا ما احس انه غير كفوء وغير مرحب به وغير ذا هيبة وشخصية , ولنا في تأريخ زعماء العالم امثلة كثيرة , فهل سنرى زعيما عراقيا او عربيا قد فشل في عمله ويعترف امام العراقيين اوالعالم انه فشل ...
ربما يحدث ذلك لكن ليس في الواقع انما في الأفلام فقط ... !



#ادورد_ميرزا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انذار .. سنقتلْ من يقيم الصلاة على روحه ......؟
- روح أطوار بهجت... بيننا
- هموم الكتابة وغرف البالتولك .. بين الغضب والمحبة .
- الديمقراطية ...سلاح تدميري في منطقتنا
- تفعيل الديمقراطية لأغراض خبيثة
- الأمان والإستقرار يُفرح الشعوب
- ألمذهبية .. ستُغرق مركبنا القومي جميعاً
- - من قتل أطوار بهجت - يشوه صورة الإسلام -
- مدينة الثورة .. مدينة الزعيم عبد الكريم قاسم
- العار لمن استهدف الكنائس المسيحية العراقية الأمنة
- بين الشيطان والمؤمن خيط عنكبوت
- محاور الشر ... حسب القاعدة الأمريكية
- أحزاب منشغلة في التسميات.... وأحزاب تزداد قوة في التوحد
- شعب العراق وعدوهُ بالديمقراطية فتفاجأ بالرجعية
- العراق .. والقيادة .. والأحزاب المسيحية
- فضائية عشتار العراقية .. وبعيدا عن السياسة
- مسيحيوا العراق اقلية .. بجذور وطنية عميقة
- محاكمة صدام ودورها التثقيفي المدمر
- ازدهار شعب { النهرين وطني } ... تحت رحمة الأرقام
- هل الأقليات القومية والدينية في الوطن العربي في خطر


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادورد ميرزا - القيادة .. هيبة وشخصية وثقافة ورحمة