صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6114 - 2019 / 1 / 14 - 01:27
المحور:
الادب والفن
9. كيف تنظرين إلى العمر، الزَّمن الَّذي يعيشه المرء على الأرض؟
د. أسماء غريب،
يا لهُ منْ سؤالٍ كبير! العمرُ هو المُدّة الزّمنيّة الّتي يهبُهَا الخالقُ لكلّ كائنٍ حيّ بما فيه الإنسانُ. وهُو أبديّ وأزليّ لا ينتهي على عكس ما يظنُّ الكثيرُ منَ النّاس، لأنّهُ مُجرّدُ تذكرةِ سَفرٍ تُعطى لكلّ واحدٍ ذهاباً وإيّاباً. سفر طويلٌ عريض، والمطاراتُ فيهِ ثلاثة؛ صُلبُ الوالدِ، ورحمُ الأمِّ، ثمّ جسدُه الّذي منهُ وفيه يكونُ الهبوط والإقلاع، وأؤكّدُ على هذين المُصطلحيْن "الهبوط والإقلاع"، لأنّ الإنسانَ كائنٌ مُحَلّقٌ كالطّائر بالضّبط. والرّوح فيه هي هذه الحمامةُ التي تتعدّدُ مقامات ومحطّاتُ سفرِها وتختلفُ من إنسان لآخر.
والعمرُ أمانة عظمى، يُسأل عنها الإنسان، فيمَ وكيف قضاها، بل كيف أخذها وكيف أعادها، وهل أحسن استثمارها أم لا؟
والعمرُ نحنُ من نصنعُهُ ونعطيهِ القيمةَ الّتي يستحقّها، فإمّا يكونُ حافلاً بالإنجازات، وإمّا يكونُ ممتلئاً بالتّرّهات. ولكلِّ امرئ ما سعى. والعمر لا يُباركهُ إلّا اللهُ، وقد يُنْجزُ شخصٌ قصيرُ الأمد ما يُنجزُهُ إنسان يعيشُ لسنواتٍ طوال. ولا توجد ثمّة علاقةٌ بين العمر والصّحّة وسلامة الجسم من الأمراض، وإنّما يُميتُ الإنسانَ أجلُهُ إذا انقضى، وليس جسدُه إذا أصابته علّة أو مرض. وقد يستطيعُ الإنسانُ تحسينَ طريقة عيشه، ومستواها، ويساعدُ الجسدَ على التَّطوّر والارتقاء، لكنّه لا يُمكنهُ أبداً، أن يطيلَ أجلَه أو عمره. وهذا ما يؤكِّدُ أنّ العُمرَ يُمْنحُ للإنسانُ ولا يأخذُهُ أخذاً.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟