أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إكرام يوسف - الشهيد المسيحي الذي قتلناه














المزيد.....

الشهيد المسيحي الذي قتلناه


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعم .. نحن الذين قتلناه.. وأعني نحن بالتحديد الأغلبية المسلمة الواعية التي تؤمن بأن الدين لله هو وحده الذي سيحاسب الناس عليه والوطن لنا جميعا دون أي تفرقة لأننا شركاء فيه بالميلاد والانتماء والنسب والمواطنة..

نحن قتلناه.. عندما أغمضنا العين عما نراه من انتشار خزعبلات وأفكار مقيتة واردة علينا لم نكن نؤمن بها من قبل، عندما سمعنا أن هناك من لا يقبلون الشراء من عم ميلاد البقال أو تناول الطعام في المطعم الفلاني لأن صاحبه مسيحي.. وعندما سمحنا لأطفالنا الصغار في بعض الأحياء الشعبية بالاعتداء البدني واللفظي على اخوتهم المسيحيين وحاراتنا تحفل بمسميات سخيفة يطلقها أطفال لم يربهم أهلهم على الإسلام الصحيح ..فيشعر أطفالنا المسحيون بالقهر يتربى لديهم من صغرهم لأنهم لايستطيعون الذود عما يؤمنون في مواجهة أغلبية متعجرفة..

نحن قتلناه.. عندما لم نرد بقوة على من يروج لأن المعركة بيننا وبين المستعمرين والطامعين في بلادنا هي مع الغرب الصليبي، ولم نقف بحزم لنؤكد أن المعركة ليس
لها علاقة بالأديان وإنما هي معركة الذود عن وطننا جميعا مسلمين ومسيحيين ضد قوى طامعة في الهيمنة على العالم ونهب ثرواته ولا يهمها في سبيل ذلك أن تهدم مساجد أو أديرة.. وتستخدم في سبيل ذلك عملاء لها أغلبهم في الحقيقة مسلمين بالاسم والنسب والهوية...

نحن قتلناه عندما لم نرد بحزم على من يقولون أن اخوتنا المسيحيين (ولا أقول الأقباط لأننا جميعا أقباط كما تعلمون).. أقول عندما نرد على من يقولون أن إخوتنا المسيحيين يوالون الغرب ويستعدونه علينا.. فعممنا ما يفعله بعض فاقدي الانتماء في الخارج (أو الداخل) على جميع اخوتنا وشركائنا.. ونسينا أن بين من يحملون بطاقة هوية اسلامية من هم أشد خيانة وموالاة للاستعمار والصهيونية

نحن قتلناه .. عندما اعتبرنا الأمر لا يعنينا وسكتنا على أساليب التضييق الحكومية المفتعلة على اخوتنا في أداء شعائرهم وإقامة ما يشاءون من كنائس فيما يمتلكون من أرض كما نقيم نحن ما نشاء من مساجد.. وسكتنا على الاستفزازات التي تتم لهم علنا في برامج تليفزيونية تسبهم وتهين عقائدهم التي لا يحق لنا إهانتها مهما اختلفنا معها.

نحن قتلناه عندما سكتنا على البعض الذين يحاولون التهوين من الجريمة وفي نفس الوقت التهويل من رد الفعل عليها ويستكثرون أن يكون للمجني عليه رد فعل فيحرمون على المطعون أن يصرخ بأعلى صوته ويلعن طاعنيه

نحن قتلناه.. لأننا ابتعدنا عن تعاليم ديننا الصحيح وقول رسولنا "من أذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة" وقرآننا الكريم الذي يقول "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين" ويقول "لتجدن اقرب الناس للذين امنوا الدين قالو انا نصارى"
ولا أستثني بالطبع من المشاركة في القتل بعض من يحمل هوية تنص خانة الديانة فيها على أنه "مسيحي" وهو يشارك في إشعال نار الفتنة بالهتاف ضد بلده والتهديد بالاستعانة بأمريكا أو حتى بشارون،لكنهم بالطبع لايختلفون عن مسلمين بالاسم أيضا يدعون للاستعانة بأمريكا ولا يمانعون في أن تحتلنا كما فعلت في العراق لتنشر ما يسمونه بالديمقراطية.. فهؤلاء وهؤلاء عملاء مأجورون.. وأنا لا أتحدث إلا عن الشرفاء أصحاب البيت الحقيقيين.

باختصار.. نحن قتلناه لننا لم نكن مسلمين حقيقيين .. ولم نطبق العدل الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى.. واعتبرنا أن من حقنا أن نعاقب اخوة لنا لأنهم لم يختاروا نفس معتقداتنا.. ونسينا أن الواحد الأحد هو الذي سيفصل في النهاية بين مؤمن حقيقي ومؤمن بالوراثة والنسب.. وأن معاييره في المحاسبة والحكم لا تدركها عقولنا القاصرة وتختلف عن معاييرنا المتخلفة في الحساب

لقد عودتنا حكومتنا من أيام السادات أن تندلع فتنة طائفية ينشغل فيها الجميع بمجرد أن يقع النظام في ورطة تنزع عن عورته ورقة التوت، فكانت أولى الفتن الطائفية بينما يموج المصريون بالغضب ويطالبون في الجامعات والمصانع عبر المظاهرات والاجتماعات بخوض حرب تحرير لاستعادة ما سلب منا في 1967 واستمرت الفتن فاندلعت فتنة بعد زيارة القدس "إياها" ولوراجعنا تواريخ الفتن الطائفية في المجتمع المصري لوجدناها تتواكب عادة مع مأزق وقع فيه الحكم.. ولا أستبعد أن تكون أحداث الأمس القريب في الإسكندرية محاولة للتشويش على تصريحات مبارك "الورطة" التي زعم فيها أن الشيعة في العالم العربي ينتمون لإيران أكثر من ولائهم لدولهم وما تبع ذلك من ردود فعل عربية ومصرية لم يخفف منها محاولاته أو محاولات رجاله التخفيف من اثر التصريحات ومحاولة لي عنق الكلمات لتعني غير ما
عنت بالفعل
لقد سارع عدد من ذوي النوايا الحسنة من المسلمين الطيبين إلى إبداء الاعتذار لأخوتهم المسيحيين (ولن أقول الأقباط فكلنا أقباط في مصر كما تعلمون) لكنني لا أستطيع الاعتذار.. ولا أجرؤ عليه..
لن أعتذر..فلا معنى لاعتذار من قاتل دم ضحيته على يديه



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملف النووي ..اختبار جديد للقطبية الأحادية
- نهب الماضي والحاضر واغتيال المستقبل (2-2) العراق مجرد بداية
- .نهب الماضي والحاضر واغتيال المستقبل (1-2) العراق مجرد بداية
- (عن -الديمقراطية الأمريكية- و دور الدولة.. وأمور أخرى (2-2
- عن -الديمقراطية الأمريكية- و دور الدولة.. وأمور أخرى1-2
- مطلوب عملاء سوريين والأموال جاهزة...2_ 2 .. المجتمع المدني ك ...
- الضغوط على سوريا خطوة على طريق الشرق الأوسط الكبير.. مطلوب ع ...
- يهدد المنافسين ويؤدب الخارجين عن الطاعة ..البترول سلاح روسي ...
- التحديات الاقتصادية والضغوط الخارجية تضع شعاراتها على المحك. ...
- مسمار جديد في نعش نظام القطب الأوحد.. أمريكا اللاتينية تعيد ...
- إرهاصات نظام عالمي جديد.. خطر من الشرق يهدد الهيمنة الأمريكي ...
- صرعة المضاربة في البورصات العربية.. مخاطر وتداعيات
- مخططات الخام.. اتعظوا يا أولي الألباب
- يافقراء العالم اتحدوا ..أو موتوا
- العولمة المتوحشة ومأزق الدولة القومية
- من بوليفيا .. إلى أبوظبي.. درس من العيار الثقيل
- أيتها الحرية.. كم من الجرائم ترتكب باسمك!!
- نبوءة -شافيز- وصدمة النفط الجديدة
- غول التمييز العنصري في زمن العولمة 2-2
- غول التمييز العنصري في زمن العولمة 1-2


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إكرام يوسف - الشهيد المسيحي الذي قتلناه