أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - إكرام يوسف - نهب الماضي والحاضر واغتيال المستقبل (2-2) العراق مجرد بداية















المزيد.....

نهب الماضي والحاضر واغتيال المستقبل (2-2) العراق مجرد بداية


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1506 - 2006 / 3 / 31 - 09:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


.. ولا أعرف كيف يستطيع البعض منا أن يخدع نفسه ـ أو يعتقد أنه يخدع آخرين ـ بما أعلن أكثر من مرة عن تجارب أمريكية في القيام بعمليات من هذا النوع،حتى لو أدت لتدمير ممتلكات أمريكية أو قتل مواطنين أمريكيين، في سبيل تحقي أهداف استراتيجية أكثر أهمية. ويذكر التاريخ والوثائق "عملية نورثودز" السرية والتي أقرها قادة القوات المسلحة الأمريكية عام 1962لتدمير ممتلكات أمريكية تكون مبررا لغزو كوبا. كما نشر الجيش الأمريكي عام 1970«دليل العمليات الميدانية» المرقم 30-31B بعنوان " عمليات الاستقرار والتوازن – الميادين الخاصة" الذي دعا إلى القيام بعمليات "إرهابية" و"زرع" أدلة كاذبة في أماكن عامة يمكن اتهام الاتحاد السوفيتي بها. وورد في هذا الدليل ضرورة القيام بهجمات إرهابية في أوروبا الغربية تتولاها شبكة من الوحدات الخاصة للجيش الأمريكي وجيوش دول حلف الناتو، بغرض إقناع الحكومات الأوربية بالخطر الكبير للإتحاد السوفيتي. ويشير الباحث الدكتور "محمد العبيدي" إلى أن هذا الدليل تبعه بعد سنوات تعديلات وتفسيرات وضعتها أجهزة المخابرات الأمريكية، توجب على أجهزة المخابرات كافة القيام بـ "عمليات خاصة" توقع اللائمة فيها على "تنظيمات إرهابية". بمعنى أن تقوم أجهزة مخابرات أمريكية بأعمال إجرامية يوقع اللوم فيها على «المتمردين»، حسب تعبيرهم، بحيث يستدعي الأمر أهمية التدخل العسكري الأمريكي في ذلك البلد الذي يقومون هم أنفسهم بعمليات «إرهابية» فيه، وكذلك استمرار حربهم على ما يسمى اليوم بالإرهاب. أضف إلى ذلك ما دعا إليه مفكرون أمريكيون منهم"جون يو" أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا – بيركلي في مقال نشره مؤخراً في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، من إنشاء منظمات إرهابية وهمية كطريقة لمقاتلة منظمات إرهابية أخرى، وأن يكون لهذه المنظمات الوهمية مواقع على الإنترنت، ومراكز تجنيد ومعسكرات للتدريب إضافة إلى تسهيل عمليات جمع الأموال لها. وذلك بغرض بذر الشقاق بين الحركات الإرهابية، على حد تعبيره. أي بمعنى آخر أن تقوم تلك المنظمات الإرهابية بأعمال إجرامية بحق مواطنين أبرياء تماماً كما حدث مرات عديدة في العراق حين شاهدنا استهداف المدنيين الأبرياء.

جريمة القرن

ولاشك أن ما يحدث في العراق من اغتيال عقوله العملية وكفاءاته النادرة، بهدف اغتيال حاضر العراق ومستقبله، بعدما محاولة طمس ماضيه وتراثه بنهب متحف
بغداد، الذي وقع في أول أيام الاحتلال فيما أسماه "دوني جورج" مدير متحف آثار بغداد، "جريمة القرن" التي ارتكبتها القوات الأمريكية لعدم حمايتها محتويات المتاحف والمواقع الأثرية العراقية من عمليات النهب والتدمير. وإضافة إلى المتحف الوطني تم إحراق الأرشيف الوطني ببغداد، كما أصيبت المكتبة الوطنية بأضرار كبيرة، ونهب وحرق متحفان آخران بمحافظتي الموصل وتكريت شمال العراق. وقالت نائب مدير المتحف نبيهة الأمين "لقد نهبوا ودمروا 170 ألف قطعة من معروضات الآثار التي تعود إلى آلاف السنين...إنها تقدر بمليارات الدولارات." بينما ذكرت اعتماد يوسف التي كانت تتولى مسئولية المتحف عند بدء العدوان، في حوار مع صحيفة آي بي تي الاسبانية" عندما دخل الأمريكيون إلي بغداد وضعت دبابتان في أبواب المتحف بينما كانت طائرة تحلق باستمرار فوق منشآته وقد أحدث اللصوص فجوة في احد الجدران دون أن يولي الجنود حراكا لمنعهم، وكانوا مجموعة منظمة تعرف المبني وعلي دراية تامة بما تبحث عنه وأين تجده. وقد توجهوا توا إلي الأماكن التي كانت تعرض فيها أفضل اللقي أو التي تعود إلي شعوب ماضية معينة (يهودية وفق بعض الشهادات) وقد تجاهلوا أخري أو دمروا كل ما خلفوه وراءهم.

الجميع في قارب واحد

أضف إلى ذلك ما أشرنا إليه في مقال سابق عن نهب بترول العراق فيما أوضحه تقرير "مخططات الخام.. نهب ثروة العراق النفطية" الذي أصدرته جمعية "بلاتفورم" لدراسة الآثار الاجتماعية والبيئية للنفط، حيث توقع التقرير أن تنهب شركات بترول كبرى مليارات الدولارات من العراق وتسيطر على حقول نفطه "ما لم يكن للمواطن العراقي العادي دور أكبر في تقرير كيفية استغلال ثروات البلاد". وما نعلمه جميعا من محاولات متوالية لم تنقطع منذ أكثر من أربعة عقود للسيطرة على موارد العراق؛ وبالتحديد منذ أصدر عبد الكريم قاسم القانون الذي يحدد مناطق امتياز تنقيب شركات النفط الاحتكارية بمساحة محددة لا تتجاوز خمسة في المائة من مساحة العراق كي يفتح الباب أمام شركات وطنية للتنقيب والاستخراج ، وما حدث بعد ذلك من محاولات الانقضاض على العراق وظهور الصراعات مع إيران ودعم تمرد بعض العشائر الكردية في سبتمبر 1961 ضد قانون الإصلاح الزراعي. وصولا إلى تدخل الشركات النفطية الاحتكارية ـ والدول التي تنتمي إليها ـ المباشر في شؤون العراق حتى بعد تأميمها عام 1972 وحتى الاحتلال في عام 2003.
وبهذا تكتمل الصورة التي يراد بها الإجهاز على العراق بتاريخه وحاضره ومستقبله؛ وهي لا تختلف في أي من ملامحها عما يخطط لجميع بلدان المنطقة العربية التي شاء قدرها على طول التاريخ أن توجد في موقع استراتيجي يحقق لأي قوة عظمى تسيطر عليه إحكام قبضتها على زمام الأمور في العالم، وأن تملك من الثروات المادية والبشرية ما يسيل لعاب الطامعين. فعلينا أن ننتبه جيدا أن من بيننا من يمتلك تاريخا وآثارا لا يقل أهمية عما كان لدى العراق يسعى البعض لطمسه وتزييفه لأهداف غير خافية، ومن يمتلك ثروات بشرية وعقولا تغري بالسلب أو الاستلاب وإن لم يكن فبالقضاء عليها واغتيالها ( تفيد نشرة منظمة العمل العربية السابق الإشارة إليها أن الكفاءات العلمية المصرية المتواجدة في الخارج تتركز في الولايات المتحدة بنسبة 38 في المائة وكندا 16 في المائة وإيطاليا عشرة في المائة واليونان وألمانيا ثلاثة في المائة والنمسا وسويسرا 1.7 في المائة واسبانيا 1.5 في المائة. كما أوضحت النشرة أن نسبة توزيع العلماء العرب في الولايات المتحدة تتوزع بواقع 60 في المائة للمصريين وعشرة في المائة لكل من علماء العراق ولبنان خمسة في المائة لكل من الأردن وسوريا وفلسطين ومثلها لباقي الدول العربية) فضلا عمن يمتلكون ثروات طبيعية لم يعد من الممكن أن ندعي عدم الانتباه لخطورة الأطماع الموجهة لها.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .نهب الماضي والحاضر واغتيال المستقبل (1-2) العراق مجرد بداية
- (عن -الديمقراطية الأمريكية- و دور الدولة.. وأمور أخرى (2-2
- عن -الديمقراطية الأمريكية- و دور الدولة.. وأمور أخرى1-2
- مطلوب عملاء سوريين والأموال جاهزة...2_ 2 .. المجتمع المدني ك ...
- الضغوط على سوريا خطوة على طريق الشرق الأوسط الكبير.. مطلوب ع ...
- يهدد المنافسين ويؤدب الخارجين عن الطاعة ..البترول سلاح روسي ...
- التحديات الاقتصادية والضغوط الخارجية تضع شعاراتها على المحك. ...
- مسمار جديد في نعش نظام القطب الأوحد.. أمريكا اللاتينية تعيد ...
- إرهاصات نظام عالمي جديد.. خطر من الشرق يهدد الهيمنة الأمريكي ...
- صرعة المضاربة في البورصات العربية.. مخاطر وتداعيات
- مخططات الخام.. اتعظوا يا أولي الألباب
- يافقراء العالم اتحدوا ..أو موتوا
- العولمة المتوحشة ومأزق الدولة القومية
- من بوليفيا .. إلى أبوظبي.. درس من العيار الثقيل
- أيتها الحرية.. كم من الجرائم ترتكب باسمك!!
- نبوءة -شافيز- وصدمة النفط الجديدة
- غول التمييز العنصري في زمن العولمة 2-2
- غول التمييز العنصري في زمن العولمة 1-2
- في ذكرى يوم الهول الأمريكي3-3
- في ذكرى يوم الهول الأمريكي 2-3


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - إكرام يوسف - نهب الماضي والحاضر واغتيال المستقبل (2-2) العراق مجرد بداية