أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - [18]. عبد برصوم رسالةٌ مكتنزةٌ بأرقى تجلِّياتِ الإبداع














المزيد.....

[18]. عبد برصوم رسالةٌ مكتنزةٌ بأرقى تجلِّياتِ الإبداع


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6108 - 2019 / 1 / 8 - 21:58
المحور: الادب والفن
    


ريمون لحدو صداقةُ سنينٍ معَ عبد
منذُ أيّامِ الطُّفولة
صداقةٌ معرّشةٌ بعبيرِ الأزاهيرِ
رسمَ عبد منعطفاتٍ لا تُنسى في ذاكرةِ ريمون
علاقةٌ من لونِ نسيمِ الصَّباحِ المبلَّلِ ببسمةِ الحياةِ
صداقةٌ محبوكةٌ برذاذاتِ انهمارِ المطرِ
كتبَ عبد اسم ريمون
على خارطةِ ذاكرةٍ متوَّجةٍ بالبقاءِ
رأى عبد في صداقةِ ريمون
إخلاصاً في أوجِ الشَّدائد
رأى فيه صديقاً يُعتمدُ عليهِ في منارةِ الأفراحِ
وفي أقصى تصدُّعاتِ الاِنكسارِ!

كيفَ سأنسجُ توهُّجات حرفي
إزاءَ جراحِ أنينِ الارتحالِ؟!
ترتسمُ بسمةُ فرحٍ فوقَ مآقي ريمون
كلّما لفظَ اسم عبد برصوم
صداقةٌ كإشراقةِ الشّمسِ في دنيا من بكاءٍ
صداقةٌ ممهورةٌ بحبَّاتِ الحنطةِ في أوجِ اِخضرارِهَا
رآهُ ريمون مدى العمرِ قامةً فكريّةً نادرةً
في انخفاسِ هذا الزّمان

عبد برصوم رسالةٌ مكتنزةٌ
بأرقى تجلِّياتِ الإبداعِ
رسمَ رؤاهُ بكلِّ جرأةٍ فوقَ طينِ الحياةِ
لم يعجبْهُ اعوجاجاتِ الكثيرِ
من سياساتِ هذا الزّمان

تشرَّبَ فكراً حرَّاً وظلَّ حرّاً حتَّى رفرفَتْ رؤاه عالياً
بعيداً عن الاِنصياعِ إلى جلاوزةِ عصرٍ مُدمى بالآهاتِ

لم يخَفْ من الموتِ ولا من شراسةِ القدرِ
حتّى عندما خمدَتْ كينونته من شموعِ الضّياءِ
لم يقلقْهُ الرّحيل إلَّا من منظورِ اِنكسارِ جموحِ الطُّموحِ
كم كانَ شغوفاً في تقديمِ أقصى ما لديهِ
من أهازيجِ العطاءِ
كي يرحلَ بعدئذٍ مُهَدهدَ البالِ
ورغمَ فداحةِ الانكسارِ
قدّمَ في رحلةِ الحياةِ أبهى ما لديهِ
مُختَتِماً فصولَ العمرِ ببسمةٍ وديعةٍ
في آخرِ لحظاتِ الانطفاء!

جرحٌ ولا كلَّ الجراحِ
جفلَ سامي داؤود وهو يقرأ خبرَ الوداعِ الأخيرِ
وقفَ مشدوهاً يحدِّقُ في الفراغِ الفراغ
ثمَّ تلألأتْ في الذَّاكرةِ عشراتُ اللّقاءاتِ
نقاشاتٌ غنيّةٌ بأعمقِ تجاذباتِ الحوارِ
كيفَ غادرَ صديقنا عالياً
وهو في أوجِ العطاءِ؟

رنَّ هاتفي ينتظرُ بَحّاتِ الأنينِ
ما هذا الخبر المفاجئ يا صديقي؟
لا أصدِّق ما تراهُ عيناي
ولا أنا أصدِّق هذا الارتحالِ المرير
وجعٌ يموجُ فوقَ خميلةِ الرُّوحِ
قدرٌ أشعلَ قلوبَنا بأجيجِ الاحتراق
سامي داؤود صديقُ عبد منذ أيَّامِ الصِّبا
منذُ أنْ كانَ يسوحُ بين اخضرارِ الدّالياتِ
مولعٌ سامي حتَّى النّخاع بأفكارِ عبد برصوم
آهٍ يا صبري، كم كنتُ مشتاقاً أنْ أراهُ يحقِّقُ مبتغاه
رحلَ فجأةً رجلُ الطُّموحاتِ ولم نشبعْ من رؤياه
حياتنا رحلةُ بحثٍ حارقةٍ فوقَ لظى الانتظارِ!

مَنْ يعلمَ ماذا يخبِّي لنا الغدُ الآتي؟
كمْ من الحواراتِ خضْنا
كمْ من الأفكارِ فوقَ بساطِ البحثِ بحنا
عبد برصوم غابةُ فكرٍ مكتنفةٍ بأشهى الثِّمارِ
مراراً سألَ عنكَ وتحدَّثَ عن رؤاكَ بكلِّ طيبٍ
أقدِّم لكَ أحرَّ التَّعازي يا صبري
ظللْتَ مخلصاً وفيَّاً لعبد حتَّى آخر رمقٍ في دنياه
عزاؤنا واحدٌ وجرحنا واحدٌ ودمعنا حارقٌ في لظاه
كأنّنا في حالةِ تيهٍ نحوَ أشرهِ ضراواتِ الاشتعالِ!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- [17]. عبد برصوم رسالةٌ مكتنزةٌ بأرقى تجلّياتِ الإبداع
- [16]. عبد برصوم بصمةٌ إبداعيّة شاهقة في قلوبِ الأصدقاء
- [15]. عبد برصوم سؤالٌ مفتوحٌ على رحابِ القصيدة
- [14]. كم من الصُّورِ تواردَتْ إلى مخيالِكَ وأنتَ تلفظُ الشَّ ...
- [13]. عبد برصوم ... أيُّ قدرٍ قادَكَ يا صديقي إلى مساراتِ دن ...
- [12]. عبد برصوم كان منارةً شامخة في العطاءِ
- [11]. عبد برصوم .. كأنّكَ حلمٌ متطايرٌ من خيوطِ الشَّفقِ، تن ...
- [10] . عبد برصوم رؤى مفتوحة على مساحات المدى
- [9]. عبرَ مروجَ الحياةِ وحلَّق عالياً بعدَ جمراتِ الاشتعال ك ...
- [8]. حوارات عميقة مع عبد برصوم حول التَّنوير
- [7]. أفكار النّحات الدُّكتور عبدالأحد برصوم الّتي راودته حول ...
- [6]. عبد برصوم يعطي دروساً بتعليم العزف على العود لفريد مراد
- [5]. عبدالأحد برصوم وصبري يوسف، يتحدَّثان عن الزَّمن، العمر، ...
- [4]. عبدالأحد برصوم شخصيّة إبداعيّة نادرة وطافحة بتجدُّد الأ ...
- [3]. عبدالأحد برصوم ورعايته واهتمامه الكبير بابنة أخيه -جِيْ ...
- [2]. أدهشني الصَّديق الرّاحل عبدالأحد برصوم بتعاونه المنقطع ...
- [1]. أعلنُ الحدادَ أربعين يوماً على النّحّات الرّاحل الدّكتو ...
- نصوص تأبينيّة، حداداً على روح النّحات الدُّكتور عبدالأحد برص ...
- [10]. هدهدات عشقيّة ، قصّة قصيرة ، 4 ... 4
- [10]. هدهدات عشقية، قصّة قصيرة ، 3 ... 4


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - [18]. عبد برصوم رسالةٌ مكتنزةٌ بأرقى تجلِّياتِ الإبداع