أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فهد المضحكي - الإمارات وعام التسامح














المزيد.....

الإمارات وعام التسامح


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6105 - 2019 / 1 / 5 - 12:55
المحور: حقوق الانسان
    


التسامح كما تُعرِّفه منظمة اليونسكو: هو الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا، ولأشكال تعبيرنا الذاتي وطرق تجلي التفرد الإنساني، ويتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية التعبير والضمير والمعتقد.
ويرى البعض أن التسامح هو منظومة ثقافية متعددة الأوجه والمعاني، ويتضمن جوانب دينية وسياسية واجتماعية وثقافية وتربوية، وتعد من أهم الضرورات الإنسانية والأخلاقية في عالم اليوم، التسامح ليس مجرد الصفح عن أخطاء الآخر بل التعايش معه واحترام عقيدته ومواقفه وأفكاره.
التسامح كما جاء في إعلان اليونسكو الصادر 1995 هو المسؤولية التي تصون حقوق الإنسان والتعددية، حيث إن ممارسة التسامح تنسجم مع احترام حقوق الإنسان، فهي لا تعني تقبل الظلم الاجتماعي او تخلي المرء عن معتقداته او إضعافها، بل تعني أن المرء حر في الالتزام بمعتقدات وتعي الإقرار بأن البشر المختلفين بطبعهم من حيث المظهر واللغة والسلوك والقيم، لهم الحق في العيش بسلام وفي التصرف على طبيعتهم، وهي تعني أيضاً أن آراء المرء لا ينبغي أن تُفرض على الآخرين.
ونظراً لأهمية التسامح الذي يعتبر ضرورة إنسانية ملحة أعلن صاحب السمو خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أن عام 2019 في دولة الإمارات «عاماً للتسامح» يرسخ دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح تأكيد قيمة التسامح باعتبارها عملاً مؤسسياً مستداماً من خلال مجموعة من التشريعات والسياسات الهادفة إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة خصوصاً لدى الأجيال الجديدة بما تنعكس آثاره الإيجابية على المجتمع بصورة عامة.
وأضاف: «إن ترسيخ التسامح هو امتداد لنهج زايد.. وهو قيمة أساسية في بناء المجتمعات واستقرار الدول وسعادة الشعوب، إن أهم ما يمكن أن نغرسه في شعوبنا هو قيم وإرث زايد الانساني.. وتعميق مبدأ التسامح لدى أبنائنا».
في حين قال حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نريد لدولة الإمارات أن تكون المرجع العالمي الرئيس في ثقافة التسامح وسياساته وقوانينه وممارساته»، مضيفاً «التسامح يزيدنا قوة ومنعة.. ويرسخ مجتمعاً إماراتياً عالمياً وإنسانياً».
وبحسب وكالة أنباء الإمارات سيشهد «عام التسامح» التركيز على خمسة محاور رئيسية أولها تعميق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع من خلال التركيز على قيم التسامح لدى الأجيال الجديدة.. وثانيها ترسيخ مكانة دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح من خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع الكبرى في هذا الإطار منها المساهمات البحثية والدراسات الاجتماعية والثقافية المتخصصة في مجال التسامح وحوار الثقافات والحضارات.. وثالثها التسامح الثقافي من خلال مجموعة من المبادرات المجتمعية والثقافية المختلفة، ورابعها طرح تشريعات وسياسات تهدف إلى مأسسة قيم التسامح الثقافي والديني والاجتماعي، وأخيراً تعزيز خطاب التسامح وتقبل الآخر من خلال مبادرات إعلامية هادفة.
عندما نتحدث عن التسامح والتعايش لا بد أن نذكر دولة الإمارات كنموذجٍ لاحترام الآخر والتعددية الثقافية لاعتبارها تضم أكثر من 200 جنسية تتمتع بالاحترام انطلاقاً من تشريعات وقوانين تكفل للجميع العدل والمساواة، وتجرم الكراهية والعنف والعصبية.
وعن هذا النموذج الحي على التسامح يتحدث الكاتب المصري إميل أمين عن ما وصلت إليه الإمارات وما رسخته من قيم إنسانية يتحدث عنها العالم فيذكر مثير جداً شأن الإمارات اليوم، ففيما هي تفتح الأبواب واسعة للآخر المغاير، نجد حول العالم ارتدادات عكسية ضد مسار الإنسانية نحو الأفضل، أما الارتدادات فتمثل في صعود القوميات ونشوء وارتقاء العصبيات، بل بات البعض يُقتل على أبواب العبادة، وها هي لهجة العنصرية والعداء للسامية، بل وملامح عودة الفاشية، والتعبير لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين اولبرايت، تكاد تحيل العالم إلى جحيم، وبات الآخر بالفعل «هو الجحيم» على حد وصف الفيلسوف الوجودي الفرنسي «جان بول ساتر» وأضحى الإنسان ذئباً لأخيه الإنسان كما أشار إلى ذلك الفيلسوف الانجليزي «توماس هوبز» ذات مرة الذين يسعون إلى الإمارات اليوم يدهشهم هذا القدر الكبير للغاية من التسامح إلى درجة من حرية ممارسة الشعائر الدينية، فعلى أرضها بُنيت الكنائس وحتى المعابد الهندوسية.
نعم – كما يقول – استطاعت الإمارات وخلال سنوات قليلة وعقود أقل أن تقدم نموذجاً متكاملاً للتسامح والتعايش بين أصحاب المذاهب والديانات المختلفة وهي بهذا تجاوزت فكر التسامح مع الحجر، إذ جعلته في خدمة البشر، بما يعني أن أقوالها تتماشى مع أفعالها، وكان من الطبيعي جداً في هذا الإطار أن تكون المحصلة عن نموذج اقتصادي واجتماعي، ثقافي وإنساني من أنجح النماذج وأفعلها حول العالم، فقد حققت معدلات السعادة، وقدمت أفضل نمطٍ للحياة يسعى البشر من مختلف بقاع الأرض للعيش فيه، عصرانية الدولة الإماراتية جعلت فيها القانون سيد الكل ورائد الجميع، ولهذا رأينا رئيس الدولة حريصاً كل الحرص على إصدار قانون مكافحة الكراهية وتجريم التمييز، ونبذ وازدراء الأديان.
كل ذلك جعل من دولة الإمارات رمزاً للتسامح وتعايش الإنسان في حين نجد دولاً أصبحت نموذجاً سلبياً للتعايش عندما مضت في تسليع الإنسان، عبر رأسمالية الدولة المتوحشة ونيوليبرالية تغرم من شأن كل ما هو أخلاقي وإنساني وقيمي.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقارير عن الفقر!
- خليل سعادة
- احتجاجات الفئات المهمشة!
- الدول النامية وأزمة الاستدانة!
- عن منتدى جمعية المرأة البحرينية
- اعيدوا النظر.. انتخبوا الأكفأ
- عن الكوتا النسائية
- حول انسحاب واشنطن من المعاهدة النووية!
- الفساد والفساد السياسي!
- عن دور المرأة في الحياة السياسية
- من هو البرلماني الذي نريد؟
- التحول الديمقراطي والصراعات الداخلية!
- تساؤلات حول العنصرية
- علاقة الموسيقى بالتربية
- دولة الإمارات وتقرير التنافسية
- سمير أمين رحلة طويلة من العطاء
- اسماعيل مظهر
- فكروا في الأمل
- الدول العربية وآفة الفساد
- عبدالله خليفة تحليل عميق لثقافة التسطيح


المزيد.....




- نزوح مؤلم وفقدان مفجع 
- التعاون الإسلامي تدين استمرار جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائ ...
- خطر الموت جوعًا أو قتلا بالقصف يواجه عشرات آلاف السكان شمال ...
- المفوضية السامية تكشف عدد اللاجئين السودانيين الذين استقبلته ...
- المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان: الاحتلال يستخدم روبوتات ...
- -الأونروا-: الجيش الإسرائيلي قصف مدرسة تأوي عددا كبيرا من ال ...
- الاتحاد الأوروبي يندد بالهجمات الإسرائيلية على بعثات الأمم ا ...
- رغم تحذير نتنياهو.. الأمم المتحدة: قوات اليونيفيل لا تزال بج ...
- شعار النازحين اللبنانيين، من خيامهم في المدارس..-رح نرجع مرف ...
- مشاهد مرعبة لحرائق خيام النازحين بمستشفى شهداء الاقصى


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فهد المضحكي - الإمارات وعام التسامح