أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فهد المضحكي - عن الكوتا النسائية














المزيد.....

عن الكوتا النسائية


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6056 - 2018 / 11 / 17 - 11:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


منحت مواثيق حقوق الإنسان لكل إنسان الحق في التصويت والترشح في كافة الانتخابات، وهذا الحق أساسي من حقوقهم السياسية، وأهم هذه المواثيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية. وقد منحت الاتفاقية الدولية للحقوق السياسية للنساء حق الترشح في بلادهن بالاقتراع العام.
وإذا ما أردنا الحديث عن حقوق المرأة السياسية في الدول العربية، فإن ثمة عقبات تحد من وصول المرأة إلى المؤسسات التمثيلية في العملية الديمقراطية!
ومن هنا تأتي أهمية تطبيق نظام «الكوتا» النسائية، وهو كما تقول الكاتبة اللبنانية فاطمة عز الدين: «وسيلة كإجراء مؤقت وضروري في أي قانون انتخابي جديد، وذلك لرفع مستوى تمثيل المرأة وصولاً إلى الهدف الأساسي وهو المساواة بين الرجل والمرأة، خاصة مع استمرار المعوقات المجتمعية والسياسية والثقافية التي تحول دون وصولها».
وبعبارة واضحة، إن «الكوتا» هو تخصيص عدد محدد من مقاعد المجالس البرلمانية والبلدية يتنافس عليها النساء فقط؛ وذلك لضمان وصول المرأة، لكونها نصف المجتمع، إلى مواقع التشريع وصنع القرار، وفي ذلك اعتراف بمبدأ التساوي بين المواطنين.
ونقلاً عن مجلة البيان الإلكترونية، توضح المحامية د. فاطمة السويسي أن هناك إشكاليات كبيرة في التركيبة الذهنية لمجتمعاتنا سواء من قبل الرجل او حتى من قبل المرأة؛ لأن هذه الأخيرة لا تدرك حقوقها بشكل جيد، وعندما لا يعرف الإنسان حقوقه لا يمكنه المطالبة بها او الدفاع عنها.
وبالتالي فإن الكوتا النسائية تضمن للمرأة هذا الحق، وليست إهانة لها كما يصورها البعض، ففي البداية يجب أن تصان حقوقها ضمن القانون عبر الكوتا النسائية بفرض حصة واضحة ونسبة معينة لها، لتتمكن من الحصول على مركزها، لأنها دون هذه الحصة أو الكوتا لن يسمح لها بالحصول على مركزها، لأن -على حد تعبيرها- تعيش في مجتمع ذكوري، وأول من يثبت وجود هذا المجتمع هي المرأة نفسها بوصفها المسؤولة عن تربية الرجل، فالأم عندما تعلم ابنتها أن تخدم أخاها في المنزل، وأن تلبي حاجاته لأنه هو الذكر تكون وضعت في ذهنه أنه هو الرجل الذكر، وأن اخته هي الأنثى.. وبالتالي ما لديه لا يتوافر لديها، حتى إن بعض الرجال يفهمون أن المرأة وجدت من أجل خدمتهم فقط!
وعلى هذا الصعيد، تشير في مقال «الكوتا النسائية ضرورة مطلبية لمواجهة المجتمع الذكوري» إلى أن الإشكالية الكبيرة هي في مجتمعنا الذكوري الذي يصادر دائمًا حقوق المرأة ولا يؤمن بقدراتها وبإمكاناتها في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كافة، ولأننا نعيش في هذا المجتمع الذكوري ليس هناك فرصة أمام المرأة سوى أن يكون القانون إلى جانبها لتستطيع إثبات وجودها.
تؤكد الأبحاث والدراسات أن أكثر من ثمانين دولة تعتمد نظام الكوتا في العالم، ورغم أن كل دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا سبق لها أن وقعت على اتفاقية «سيداو» ووثيقة بكين، إلا أن الحضور النسائي لا يزال خجولاً جدًا في البرلمانات العربية!
إن هذا التهميش لدور المرأة في مجتمعاتنا يعود في رأي CMIRIA أستاذة جامعية في مادة القانون المدني إلى عدة عوامل، منها الأعراف والتقاليد والتربية، ولعل أهمها أن اللعبة السياسية والانتخابية في معظم دول العالم كانت ولا تزال ذكورية في تقاليدها وقوانينها ومصادرها وآلياتها، ما يحد من قدرة المرأة على دخول اللعبة والمناسبة ضمن الآليات والقواعد الذكورية التي تحكمها.
هذا مع العلم أنه بحسب مذكرة عمل بكين التي وقعت عليها الدول العربية، فإنه كان من المفترض أن يكون للمرأة نسبة 30 في المائة على الأقل من المقاعد في برلمانات الدول الموقعة!
أما على أرض الواقع فقد بلغت نسبة دخول المرأة المؤسسات البرلمانية على المستوى العالمي 15.2% وعلى مستوى العالم العربي 6.4% وفقًا لإحصائيات برنامج الأمم المتحدة للتنمية.
وتذكر منى شلبي مدير حقوق المرأة في برنامج الشرق الأوسط في معهد بايكر في جامعة رايس، أن الجزائر والمغرب وتونس تشكل أمثلة لافتة للاهتمام من أجل فهم العلاقة بين تطبيق الكوتا ودور المرأة في اللجان البرلمانية في شكل أفضل، بالمقارنة مع البلدان العربية الأخرى، فللبلدان الثلاث المذكورة تجارب تاريخية متشابهة، وهيكليات حزبية قوية، ونمو لافت في تمثيل المرأة.
ولا ينفصل ذلك عن نضالات النساء في تلك الدول وتحديدًا بعد تبني التعددية السياسية فيها، ناضلت الحركة النسوية من أجل المشاركة في اتخاذ القرار السياسي، وفي صنع القرار على صعيد المؤسسة التشريعية.
خلاصة القول، ثمة معوقات وقيود تحد من وصول المرأة في الدول العربية إلى أهدافها، لا تتمثل في تسلط المجتمع الذكوري فقط، بل في الموروثات القديمة والمعتقدات الدينية الخاطئة.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول انسحاب واشنطن من المعاهدة النووية!
- الفساد والفساد السياسي!
- عن دور المرأة في الحياة السياسية
- من هو البرلماني الذي نريد؟
- التحول الديمقراطي والصراعات الداخلية!
- تساؤلات حول العنصرية
- علاقة الموسيقى بالتربية
- دولة الإمارات وتقرير التنافسية
- سمير أمين رحلة طويلة من العطاء
- اسماعيل مظهر
- فكروا في الأمل
- الدول العربية وآفة الفساد
- عبدالله خليفة تحليل عميق لثقافة التسطيح
- المرأة العربية والتنمية
- فرح أنطون
- حرب ترامب التجارية!
- فيليتسيا لانغر نصيرة الشعب الفلسطيني وداعًا
- حديث عن ديمقراطية المواطنة وشرعية الحقوق
- التربية والتعليم في الدول النامية!
- قانون التقاعد الجديد!


المزيد.....




- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...
- ليبيا..أمر بالقبض على -أحمد الدباشي – العمو- في صبراتة بعد ت ...
- الولايات المتحدة: إعلان بطلان محاكمة هارفي واينستين بتهمة ال ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فهد المضحكي - عن الكوتا النسائية